|
|
أَفْضَلُ الطُّرُقِ لِتَعَلُّمِ العِلْمِ الشَّرْعِيّ يقول السائل أو يطلب أن نرشده إلى أفضل الطرق لتعلم العلم الشرعي وما هي الوسائل وما هي الكتب التي تنصح باقتنائها ؟ هذا أرجو أن نوفق في الإجابة على سؤاله كما أرجو أن يكون موجودا ليستفيد من الإجابة وإن كان غائبا عليه أن يطلب الشريط من المكتبة ليستفيد لأنه يبدو من لهجته الحرص الشديد على تحصيل العلم الشرعي ، بصرف النظر عن ظروفه لأني لا أعلم ظروفه إذا كان شابا صغيرا بإمكانه أن ينقطع لطلب العلم عليه أن ينقطع لطلب العلم يقولون العلم إن أعطيته كله أعطاك بعضه أي ينبغي التفرغ ، الذي يريد أن يتحصل على العلم يتفرغ حتى يتحصل على البعض ولا يستطيع الإحاطة وليس ذلك في الإمكان ولكن يتحصل على القدر المطلوب الذي لا بد منه وخصوصا العلم الضروري عليه أن يتفرغ لطلب العلم ، فإذا تفرغ يبحث عن المدارس والمعاهد التي تهتم بالدروس الدينية واللغة العربية فليحرص على تعلم اللغة العربية حرصه على تعلم العلوم الشرعية لأن تعلم اللغة العربية يعينك على فهم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام والعلم الذي تريد أن تتحصل عليه ، إن كان مبتدئا فمدارسنا بحمد الله تعالى فيها مبادئ طيبة في العقيدة والفقه والإنشاء وغير ذلك ، إذا تجاوز المرحلة الابتدائية له أن يختار كما قلت المدارس التي تهتم بالدروس الدينية وتحفيظ ما تيسر من القرآن ، ثم يواصل على المنهج المعروف في هذا البلد في المدارس والمعاهد والجامعات إلى التعليم العالي ، وفي الوقت نفسه ينبغي أن لا ينقطع عن دروس المساجد أي عليه أن يتخذ شيخا يدرس عليه سواء كان في المسجد النبوي أو المسجد الحرام أو في أي مسجد من المساجد لو أمكن لكل طالب أن يجمع بين التعليم النظامي والتعلم على يد المشايخ في المساجد ذلك هو الأولى ، علوم المدارس ينبغي تغذيتها بعلوم المساجد لأن علوم المدارس متنوعة وقد لا يأخذ القدر الكافي كما نعلم قد لا يكمل كتابا واحدا ، يدرس في كل سنة جزءا من كتاب معين حتى يتخرج وربما آخر الكتاب لا يُدرس ، لذلك كثير من الشباب يجهلون كتاب البيوع وما بعده في كتب الفقه وفي كتب السنة أيضا ، فقط ينتهون إلى دراسة أبواب العبادة لذلك الحرص على الدراسة في المساجد وعلى المشايخ في بيوتهم هذا الذي يغذي معلوماتك التي تدرسها نظاميا ، التعليم النظامي مهم ينبغي أن تهتم ولا ينبغي أن تنقطع عن التعليم النظامي بدعوى أنك تدرس تعليما غير نظامي على النظام القديم في المساجد بل الجمع بينهما هو الأولى خصوصا في هذا الوقت ينبغي على الشباب أن يواصلوا دراستهم حتى ينالوا أعلى درجة علمية حسب الاصطلاح المتبع لأننا نعيش في وقت لا يُقَدَّر العلم إلا بما يسمى بالشهادة وبالدكتوراه ، قد تكون عالما متضلعا ليس لديك هذه الدرجة التي يسمونها درجة دكتوراه ولدى غيرك ممن ليس بفقيه هذه الدرجة يقدم ذلك الدكتور وأنت العالم لا يلتفت إليك ولا يستفاد من علمك كما يستفاد من علم ذلك الدكتور في المجالات المهمة في الاقتصاد في الاجتماعيات في السياسة وفي غير ذلك ، على شبابنا أن تكون لديهم همة عالية وأن يهتموا بدراسة السياسة الشرعية مع دراستهم للعقيدة واللغة والأحكام ، السياسة الشرعية باب من أبواب الفقه الإسلامي ، على الشباب أن يواصلوا دراساتهم حتى يؤهلوا أنفسهم لينشروا العلم ويدافعوا عن عقيدتهم ويتضلعوا ويعرفوا الشبه ليردوا الشبه عن الدين شريعة وعقيدة ، وجود علماء متضلعين متوسعين في جميع العلوم حتى يدافعوا عن الدين شريعة وعقيدة فرض كفاية وما دون ذلك فرض عين ، العلم فرض عين واجب على كل مسلم ومسلمة العلم الذي يتوقف عليه عبادة الله ومعاملة الناس في البيع والشراء وغير ذلك هذا علم ضروري لا يستغني عنه مسلم أو مسلمة ، هذا إذا كان هذا السائل شابا في إمكانه أن ينقطع في تحصيل العلم . أما إذا كان رجلا كبيرا قد فاته التفرغ للعلم يريد أن يتدارك عليه أن يأخذ بعض الكتب المختصرة كالأصول الثلاثة وكتاب التوحيد والأربعين النووية وعمدة الأحكام وبلوغ المرام وغير ذلك يدرس كتابا كتاباً يبدأ بالأصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد ويدرس في الوقت نفسه الأربعين النووية والبيقونية في المصطلح حتى ينوع معلوماته لا يدرس فنا واحدا أو علما واحدا أو مادة واحدة ، عدة مواد ويجعل لدراسته وقتا معينا على شيخ معين أو على شيوخ معينين . وإذا لم يكن لا هذا ولا ذاك ليس في إمكانه أن يدرس ، في إمكانه أن يتعلم بالسماع أما إذا كان – كما سأل عن الكتب – في إمكانه أن يدرس هذه هي الطريقة وهذه هي الكتب التي ينبغي أن يبدأ بها ، يبدأ بصغار العلم حتى يتوسع ويتدرج ، ومن لم يكن كذلك ليس في إمكانه أن يدرس ولكن الآن يريد أن يستفيد في إمكان المرء في هذا الوقت أن يتعلم وهو لا يقرأ ولا يكتب في إمكانه وهذا كان حاصلا في عهد الصحابة كانوا يحضرون مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام بل أهل العوالي بالتناوب ، ينزل في هذا اليوم مثلا جماعة من العوالي فيحضرون مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام فيحفظون ما تيسر من حديث أو حديثين ويحملون ما حفظوا إلى من وراءهم وفي الليلة المقبلة ينزل عدد آخر أو شخص آخر ، فرد ، ويحمل العلم على من بعده ، بهذه الطريقة تعلموا ، الصحابة ليسوا كلهم قراء يقرأون ويكتبون ، لا ، فيهم من لا يقرأ ولا يكتب ولكن تعلموا بحضور مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام ذلك المجلس المبارك وحفظ أحاديثه والعمل بها ونشرها بين الناس ، وفي وقتنا هذا التعلم أيسر وأيسر بكثير لأن الوسائل تنوعت حتى إذا كان الإنسان وقت عمله في مثل هذا الوقت الأوقات التي تلقى فيها الدروس في المساجد بين المغرب والعشاء لا يتمكن في إمكانه أن يدرس بواسطة الأشرطة كأن يسجل له الدروس والمحاضرات النافعة فيستفيد منها ، إذا أقبل العبد على العلم واستعان بالله الله سبحانه وتعالى يفتح عليه ويتعلم إنما المصيبة الإعراض ، الذين يعرضون عن العلم إما انشغالا بالدنيا أو بدعوى أنهم ينقطعون للعبادة هؤلاء قد تمكن منهم الشيطان ، عباد ينقطعون للعبادة ولا يحضرون مجالس العلم يحرصون على الصفوف الأول والجلوس هناك كل الأوقات ولم يتعلموا شيئا ، يعبدون الله على جهل هؤلاء الشيطان حريص عليهم أكثر من غيرهم يزين لهم العبادات المبتدعة والإعجاب بالنفس فيضيعوا لذلك ندعوا الجميع لحضور مجالس العلم والاستفادة وإن لم يكن متعلما يقرأ ويكتب في إمكانه أن يتعلم . والله الموفق [1]. .. مواضيع ذات علاقة:
[1]. الوجه الأول من الشريط العاشر من الشرح المفرغ على التدمرية للشيخ العلاَّمة محمد أمان الجامي -رحمه الله-.
|
|