|
|
مَاالطُرُقُ التِي تُوصِلُ إِلَى العِلْمِ الشَّرْعِي؟ المبحث الخامس من محاضرة للشيخ العلاَّمة: عبيد بن عبد الله الجابري بعنوان: "كيف نطلب العلم الشرعي؟"
وهذه الطريق هي طريق النبي -صلى الله عليه وسلَّم- التي كان يربي بها أصحابه -رضي الله عنهم- فإنهم يأخذون عنه القرآن والسنة مشافهةً، وتلقاها التابعون عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهم، وأخذها أتباع التابعين عن التابعين. وكان الرجل يرحل أحياناً من أجل حديث واحد؛ فقد رحل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إلى جابر -رضي الله عنه- في مصر، وأخذ عنه حديثاً واحداً، سمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وإذا نظرت في الأئمة الكبار بعد الصحابة مثل البخاري ومسلم، وجدت أنهم يقضون السنوات الطويلة راحلين في الأخذ من أفواه أهل العلم. وهذه الطريق الخطأ فيها قليل جداً، لأن طالب العلم يحذق أصول الدين وفروعه على أشياخه، ويعرف كيف كيف يستدل على الأحكام الشرعية، ويعلم -تعلماً منهم- استنباط الأحكام من النصوص، ويتعلم منهم القواعد والأصول في العلم والتعليم والعمل. وها
أنتم أولاء يابَنِيَّ من المسلمين والمسلمات، تتصلون وأنتم في بيوتكم ومساجدكم
ومراكزكم ومكتباتكم بمن تثقون بدينه وأمانته، خارج أمريكا، في السعودية وغيرها،
لتأخذوا منه العلم، فأنتم تسمعون منه، وتفهمون منه، كأنكم جالسون بين يديه، فهذه
رحلة عبر الهاتف، وهي غنيمة بارزة، فاغتنموها، اغتنموا هذه الفرصة، فإن الواحد منكم
لو رحل بشخصه لتكلَّف الدولارات، أو الجنيهات الاسترلينية، أو غيرها من العمل،
وتكلَّف الآلاف حت يحصل له إقامة عند أهل العلم، فإن هذه الطريق التي تسمعونها الآن
وتسلكونها، هي إن شاء الله طريقٌ إلى الجنة، وهي إن شاء الله مكسب، مربح، تربحون
خلالها المسائل، والقواعد والأصول في العلم الشرعي، فندائي إلى كل من يثق بنصيحتنا
من أبنائنا وبناتنا في أمريكا، وغيرها ممن يسمع صوتي، الآن أو تبلغه هذه المحادثة
لا حقاً أن يغتنم الفرصة، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إغتنم خمساً قبل خمس، اغتنم
حياتك قبل مماتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل
فقرك))(1).
بقي القسم الثاني ما هو؟ وأقول: إذا كان هذا الصنف من الناس أصحاب القسم الثاني ينفعون أنفسهم، فإنهم لا [يستطيعون] تعليم الناس، وتفقيههم بدين الله وقواعده، لأنهم لم يعرفوا قواعد الإسلام وأصوله، ولم يتمرنوا على تحصيل المسائل والنظر فيها، على المشايخ. لكن، عند الضرورة، إذا لم يوجد في البلد إلا هذا الصنف من الناس، فلا مانع من الاستفادة منه، لكن ينبغي الرجوع إلى أهل العلم المحققين، لعرض ما استفاده الناس على أولئك العلماء المعروفين بسعة الاطلاع وجودة التحقيق والعلم، المشفقون في النصح للأمة، إلى هنا انتهت الكلمة، والمحاضرة المعدة لتحصيل العلم الشرعي.
|
|