تويت
*****
مطوية / شهر شعبان بين السنة والبدعة
فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله
(مقطع صوتي مفرغ)
---------------------
نسخة للطبع المنزلي بالابيض والاسود
سهلة للطبع العادي او النسخ -فوتوكوبي-
******
تحميل المقطع الصوتي:
*****
نص المطوية :
- السائل : فضيلة الشيخ نحن الآن نقترب من النصف من شعبان وتعلم حفظك الله ما يحصل فيه من البدع فارجو التنبيه على ذلك وتوعية الناس.
- الشيخ محمد امان الجامي رحمه الله : سائل يسأل عما تعوده بعض الناس في نصف شعبان ، من صيام يوم نصف شعبان وإحياء تلك الليلة واعتقاد ان ذلك سنة ، وربما اعتقد بعضهم ان ذلك مما يزيد في العمر.
الجواب : هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو خير الهدي،أن تصوم شهر شعبان كله او جله تبث عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة ( أنه كان يصوم شهر شعبان كله )، وفي حديث اخر ( يصوم جله )1. ووفق اهل السنة أهل الحديث بين الحديثين قالو يصوم أحيانا كله وأحيانا جله لئلا يلتبس على الناس هذا الشهر بشهر رمضان ، لو واظب واستمر على صيامه كله دائما.
اذا هديه عليه الصلاة والسلام الذي يجب ان يتبع ؛ من استطع أن يصوم هذا الشهر كله أو جله فاليفعل .
أما ما أحدثه المتأخرون من المتصوفة ومن تربى في أحضانهم من إحداث بدعة صوم النصف من شعبان وإحياء تلك الليلة والاجتماع على الطعام في الليل ، بدعة لا ينبغ الوقوع فيها ولا ينبغي اعتقاد أنها بدعة حسنة بعد أن تبث عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله : ( كل بدعة ضلالة )2 . البدعة في الدين كلها ضلالة اذا كان لابد من الابتداع والاختراع فليكن ذلك في الأمور الدنيوية ،إخترع ما شئت و أما الدين فلا ،لا ابتداع ولا تطوير ولا زيادة .
________________
1- في صحيح الترغيب ("ورواه النسائي والترمذي وغيرهما: قالت: ما رأيتُ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شهر أكثر صياماً منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومُه كلَّه".) (رقم 1024)
2- صحيح الترغيب رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه (رقم 37) .
لقائل أن يقول وقد قالو غير مرة ما جوابكم عن قول عمر رضي لله عنه عندما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح فأعجبه ذلك المنظر فقال: ( نعمة البدعة )3 .(رواه مالك في الموطأ وعنه البخاري والفرياني ورواه ابن ابي شيبة نحوه )
الجواب :البدعة في كلام عمر رضي الله عنه بدعة لغوية وليست بدعة شرعية بدليل: أن اجتماع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد قد تبث ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام إذ صلى بالناس ثلاث ليالي في مسجده، ثم خشي أن يفرض عليهم القيام ولا يستطيعون القيام بذلك فترك رحمة بالأمة، ولما زال السبب جمع عمر في عهده اي جدّد ذلك الاجتماع على إمام واحد وهو لم يصلي معهم ما كان يصلي خلف ابي مع الصحابة ولكنه خرج إليهم وهم صافون خلف إمام واحد فأعجبه المنظر فقال رضي الله عنه : نعمة البدعة . والبدعة كما ترون هنا ليست بدعة شرعية ، البدعة الشرعية أن تأتي بعمل ظاهره عمل صالح ولكن ليس له اصل في الدين وهذا له أصل في الدين، ثلاثة ليالي صلى النبي عليه الصلاة والسلام بالناس لذلك قال أهل العلم : البدعة في كلام عمر هنا بدعة لغوية وهو التجديد بعد فترة طويلة. اه
_______________
(3) الأثر من كتاب (صلاة التراويح/ص50)-لشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله : قال عبد الرحمن بن عبد القاري خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ( عدد يجمع من ثلا ثة إلى عشرة ) فقال[: والله ] إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارىء واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب [ قال ]: ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم [ ف ] قال عمر: نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله " .
قال الشيخ الالباني رحمه الله بعد ان ذكر هذا الاثر : صحيح ) رواه مالك في الموطأ وعنه البخاري والفرياني ورواه ابن أبي شيبة نحوه دون قوله نعمت البدعة هذه وله عند ابن سعد والفريابي طريق آخر بلفظ: " ان كانت هذه لنعمت البدعة " ورجاله ثقات غير نوفل بن إياس فقال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " عند المتابعة والا فلين الحديث ] .
وعلى هذا المعنى جرى العلماء المحققون في تفسير قول عمر هذا فقال السبكي - عبد الوهاب - في " إشراق المصابيح في صلاة التراويح " (1/ 168 من " الفتاوى ":
قال ابن عبد البر: لم يسن عمر من ذلك إلا ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبه ويرضاه ولم يمنع من المواظبة إلا خشية أن تفرض على امته وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما صلى الله عليه وسلم فلما علم عمر ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص منها بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها لناس وأحياها وأمر بها وذلك سنة أربعة عشرة من الهجرة وذلك شيء ذخره الله له وفضله به ولم يلهمه أبا بكر وإن كان أفضل وأشد سبقا إلى كل خير بالجملة ولكل واحد منهما فضائل خص بها ليس لصاحبه
قال السبكي : ولو لم تكن مطلوبة لكانت بدعة مذمومة كما في الرغائب " ليلة نصف شعبان وأول جمعة من رجب فكان يجب إنكارها وبطلانه (يعني بطلان إنكار جماعة التراويح) معلوم من الدين بالضرورة "
وقال العلامة ابن حجر الهيتمي في فتواه ما نصه : إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب وقتال الترك لما كان مفعولا بأمره صلى الله عليه وسلم لم يكن بدعة وإن لم يفعل في عهده ، وقول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح : "نعمت البدعة هي " أراد البدعة اللغوية وهو ما فعل على غير مثال كما قال تعالى: ما كنت بدعا من الرسل . وليست بدعة شرعية فإن البدعة الشرعية ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ومن قسمها من العلماء إلى حسن وغير حسن فإنما قسم البدعة اللغوية ومن قال كل بدعة ضلالة فمعناه البدعة الشرعية ألا ترى أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان أنكروا الأذان لغير الصلوات الخمس كالعيدين وإن لم يكن فيه نهي وكرهوا استلام الركنين الشاميين والصلاة عقب السعي بين الصفا والمروة قياسا على الطواف وكذا ما تركه صلى الله عليه وسلم مع قيام المقتضي يكون تركه سنة وفعله بدعة مذمومة وخرج بقولنا مع قيام المقتضي في حياته إخراج اليهود وجمع لمصحف وما تركه لوجود المانع كالاجتماع للتراويح فإن المقتضي التام يدخل فيه عدم المانع "اه
من كتاب (صلاة التراويح/ص50-51)-لشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
طبعة: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع – الرياض-الأولى - 1421
*****
روابط اخرى MEDIAFIRE:
نسخة بالابيض والاسود
* * * * *
مطويات أخرى في شهر شعبان تجدها هنا
https://www.ajurry.com/vb/showthread...398&highlight=
*****