قال العلامة الألباني رحمه الله: ''هنا قضية أحب أن ألفت النظر إليها بصفتكم مسلمين:
أنتم تعلمون جميعاً أن هناك لفظة مشهورة على ألسنة الناس هي: "حب الوطن من الإيمان"، ويزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنا لا أقول لك بأن حب الوطن لا يجوز، ولكن أريد أن ألفت نظرك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقولها.
نرجع ونقول: سؤال فقهي بعد أن طهّرنا الأذهان من كون الرسول صلى الله عليه وسلم قال حب الوطن من الإيمان، هل صحيح أن حب الوطن من الإيمان، أم يجوز حب الوطن؟.
هناك فرق..شئ يجوز، وشئ له علاقة بالإيمان..فأي شئ له علاقة بالإيمان فهو مستحب وأنت صاعد حتى يصير فرض..أما الأمر الجائز سواء عليك فعلته أو تركته حب الوطن أمر غريزي مثل حب الحياة ومثل كراهية الموت، فالإنسان بحب الحياة لا يمدح ولا يذم لكن يمدح ويذم فيما يتعلق بحياته كما قال عليه الصلاة والسلام: "خيركم من طال عمره وحسن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله".
فإذًا حب الوطن أمر غريزي في النفس ولذلك قال تعالى في حق اليهود: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ}[النساء:66]، لماذا؟ لأن الإنسان يتعلق بوطنه فالتعلق بالوطن أمر غريزي، أمر طبيعي، حب الوطن لا لذاته لا لأنه أرضك فلسطين، فأنت تحب فلسطين دينًا..
بحت أصوات الدعاة الإسلاميين بالتفاخر بأن من كمال الإسلام وعظمته أن كل بلاد الإسلام هو وطن واحد، هذه من الناحية الإسلامية، أما من الناحية الغريزية الطبيعية المفطورة، الواحد بيحب مش الوطن فلسطين، بحب البلدة التي ولد فيها بيحب الحارة.. المحلة التي وُلد فيها، هذا ما له علاقة بالايمان هذا له علاقة بطبيعة الإنسان ولذلك فيجب أن نفرق بين كون حب الشئ غريزي طبيعي فطري وبين كون الشيء من الإيمان..فهل عرفت الآن الفرق؟''. المصدر: سلسلة الهدى والنور، رقم 527
أنتم تعلمون جميعاً أن هناك لفظة مشهورة على ألسنة الناس هي: "حب الوطن من الإيمان"، ويزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله، وهذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنا لا أقول لك بأن حب الوطن لا يجوز، ولكن أريد أن ألفت نظرك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقولها.
نرجع ونقول: سؤال فقهي بعد أن طهّرنا الأذهان من كون الرسول صلى الله عليه وسلم قال حب الوطن من الإيمان، هل صحيح أن حب الوطن من الإيمان، أم يجوز حب الوطن؟.
هناك فرق..شئ يجوز، وشئ له علاقة بالإيمان..فأي شئ له علاقة بالإيمان فهو مستحب وأنت صاعد حتى يصير فرض..أما الأمر الجائز سواء عليك فعلته أو تركته حب الوطن أمر غريزي مثل حب الحياة ومثل كراهية الموت، فالإنسان بحب الحياة لا يمدح ولا يذم لكن يمدح ويذم فيما يتعلق بحياته كما قال عليه الصلاة والسلام: "خيركم من طال عمره وحسن عمله ، وشركم من طال عمره وساء عمله".
فإذًا حب الوطن أمر غريزي في النفس ولذلك قال تعالى في حق اليهود: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ}[النساء:66]، لماذا؟ لأن الإنسان يتعلق بوطنه فالتعلق بالوطن أمر غريزي، أمر طبيعي، حب الوطن لا لذاته لا لأنه أرضك فلسطين، فأنت تحب فلسطين دينًا..
بحت أصوات الدعاة الإسلاميين بالتفاخر بأن من كمال الإسلام وعظمته أن كل بلاد الإسلام هو وطن واحد، هذه من الناحية الإسلامية، أما من الناحية الغريزية الطبيعية المفطورة، الواحد بيحب مش الوطن فلسطين، بحب البلدة التي ولد فيها بيحب الحارة.. المحلة التي وُلد فيها، هذا ما له علاقة بالايمان هذا له علاقة بطبيعة الإنسان ولذلك فيجب أن نفرق بين كون حب الشئ غريزي طبيعي فطري وبين كون الشيء من الإيمان..فهل عرفت الآن الفرق؟''. المصدر: سلسلة الهدى والنور، رقم 527