:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :::
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيباً مباركاً فيه ملأ السماوات والأرض وما بينهن، كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون أما بعد:
قال الله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } [سورة النساء: الآية 3]
يفهم بعض النـاس من هذه الآية أنها تبيح تعدد الزوجات للرجل في الحالات الضيقة ومشروط بمرض أو عقم ولو رجع هؤلاء إلى تفسير العلماء لهذه الآية لزال عنهم هذا الفهم الخاطئ.
1- قال ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره: اختلفوا في تنزيلهاوتأويلها.
أ-أن القوم كانوا يتزوجون عدداَ كثيرا منالنساء في الجاهلية ولا يتحرجون من ترك العدل بينهن وكانوا يتحرجون فيشأن اليتامى،فقيل لهم في هذه الآية: احـــذروا من ترك العدل بين النساء كما تحذرون من تركه فياليتامى.
وهذا المعنى مروي عن ابن عباس، وسعيد بنجبير،والضحاك، وقتادة، والسدى،ومقاتل.
ب-أن معناها؛ وإن خفتم يا أولياء اليتامى أن تعدلو في صدقات اليتامى (المهور) إذانكحتموهن، فانكحوا سواهن من الغرائب اللواتيأحل الله لكم، وهذا المعنى مروي عن عائشة رضي الله عنا روى البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى } فقالت: يا لبن أختيهذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله، ويعجبه مالهاوجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنُهوا عن ذلك إلا أن يُقسظوا لهن، ويبلغوا أعلى سنتهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ماطاب لهم من النساء سواهن. [انظر زاد المسير ج2/60]
2- قال القرطبي: واتفق كل من يعاني علوم القرآن على أن قوله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ } الآية. ليس له مفهوم، (يخالفه) إذ قد أجمع المسلمون على أنه من لم يخف القسط في اليتامى له أن ينكح أكثرمن واحدة: اثنين،أو ثلاثا، أو أربعا، كمن خاف.
فدل على أن الآية نزلت جوابا لمن خاف ذلك، وأن حكمها أعم من ذلك.
3- أما معنى قوله تعالى: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً } الآية. فقال الشوكاني في تفسيرها:
والمعنى: فإن خفتم ألا تعدلوا بين الزوجات في القَسْم ونحوه، فانكحوا واحدة، وفيه المنع من الزيادة على الواحدة لمن خاف ذلك. (أو ما ملكت أيمانكم) يجوز للرجل نكاح ما ملكت يمينه بدون تحديد. (ذلك أدنى ألا تعولوا ) والمعنى وإن خفتم عدم العدل بين الزوجات فهذه التي أمرتم بها أقرب إلى عدم الجور "أي الظــلم". [انظر فتح القدير1/421]
ومفهوم العدل في القرآن هو العدل في النفقة والمبيت، بحيث ينفق على واحدة مثل ما ينفق على الأخرى، و أن يعدل في المبيت بحيث يبيث عند كل واحدة ليلة أو أكثر حسب الإتفاق. أمـا الحـــب القــلبــي، و الجمــاع فلا يملكه الإنسان، لذلك قال الله تعالى: { وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [سورة النساء: الآية 129]
قال الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية: أخبر سبحانه بنفي استطاعة الرجال للعدل بين النساء، على الوجه الذي لا ميل فيه البتة لما جُبلت عليه الطباع البشرية من ميل النفس إلى هذه دون هذه، وزيادة هذه في المحبة، ونقصان هذه، وذلك بحكم الخِلقة، بحيث لا يملكون قلوبهم، ولا يستطيعون توقيف أنفسهم على التسوية، ولهذا قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) "يعني القــلب" وإسناده صحيح.
ولما كانوا لا يستطيعون ذلك ولو حرصوا عليه وبالغوا فيه نهاهم الله عزوجل أن يمـــيلوا كل الميل، لأن ترك ذلك وتجنب الجَور كل الجور في وسعهم وداخل تحت طاقتهم، فلا يجوز لهم أن يميلوا عن إحداهن إلى الأخرى كل الميل، حتى يذروا الأخرى كالمعلقة التي ليست ذات زوج ولا مطلقة تشبيها بالشيء الذي هو معلق غير مستقر { وَإِن تُصْلِحُواْ } أي ما افسدتم من الأمور التي تركتم ما يجب عليكم فيها عشرة النساء والعدل بينهن { وَتَتَّقُواْ } كل الميل الذي نهيتم عنه { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } لا يؤاخذكم بما فرط منكم. [انظر فتح القدير 1/521]
4-و قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: (( أي لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النسـاء من جميع الوجوه، فإنه وإن وقع القَسْم الصوري ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحـبة والشـهوة والجمـاع)).
الخلاصة يـا معشر النسـاء:
1- إن الإسلام الحكيم الذي أباح تعدد الزوجات، فهو في مصلحة النسـاء قبل الرجال ، حتـى يكفل للبنـات والأرامل العيش العزيز في بيوت أزواجهن بدلا من أن يكة عالة في بيوت من يعولهن.
2- إن الدعوة إلى عدم تعدد الزوجات يسبب قلة النسل التي يسعى إليهـا أعداء الإسلام لتقليل عددعم وإذلالهم كما أنه يسبب كثرة العوانسمن البنات والأرامل في البيوت مما يعرضهن للفتنة والفساد لأن النساء أكثر عددا من الرجال حسب الإحصاء ولا سيما حينما يتعرض الرجال للقتل في الحروب والمعارك، وقد قامت مظاهرة نسائية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية يطـــــالـبن بتعــدد الــزوجــات.
3- إن تعدد الزوجـات يوافق هذا الزمن لأن الأمم ينظر إليها بعددنفوسها، وكلما ازداد عددهم قويت شوكتهم، وبما أن الحروب في أفغانستان، وإيران، وفلسطين، ولبنـان، والعراق، وغيرها من البلاد الإسلامية سببت قلة الرجـال، وكثرة النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن، فإن الإسـلام يـريـد من المـسـلميـن ألا يتركوا هؤلاء الأرامل للجـوع والفتنة والفـسـاد.
تقول الزعيمة العـالمية أني بيزانت: ( متى وَزَنـا الأمور بقسطاس العدل المستقيم ظهر لنا ان تعدد الزوجات الإسلامي الذي يحفظ ويغذي ويكيو النساء أرجح وزنـاً من البغاء الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته، ثم يقذف بها إلـى الشارع متى قضى منها أوطاره).
أقــــــــول: هذه شهادة امرأة كـافرةـ والفضل ما شهدت به الأعداء.
مقتطف من: كيف نفهم القرآن
للشيخ محمد بن جميل زينو
ص: 125-126-127-128-129
نقلته أم حفصة السلفية
غفر الله لها ولوالديها
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيباً مباركاً فيه ملأ السماوات والأرض وما بينهن، كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون أما بعد:
قال الله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ } [سورة النساء: الآية 3]
يفهم بعض النـاس من هذه الآية أنها تبيح تعدد الزوجات للرجل في الحالات الضيقة ومشروط بمرض أو عقم ولو رجع هؤلاء إلى تفسير العلماء لهذه الآية لزال عنهم هذا الفهم الخاطئ.
1- قال ابن الجوزي رحمه الله في تفسيره: اختلفوا في تنزيلهاوتأويلها.
أ-أن القوم كانوا يتزوجون عدداَ كثيرا منالنساء في الجاهلية ولا يتحرجون من ترك العدل بينهن وكانوا يتحرجون فيشأن اليتامى،فقيل لهم في هذه الآية: احـــذروا من ترك العدل بين النساء كما تحذرون من تركه فياليتامى.
وهذا المعنى مروي عن ابن عباس، وسعيد بنجبير،والضحاك، وقتادة، والسدى،ومقاتل.
ب-أن معناها؛ وإن خفتم يا أولياء اليتامى أن تعدلو في صدقات اليتامى (المهور) إذانكحتموهن، فانكحوا سواهن من الغرائب اللواتيأحل الله لكم، وهذا المعنى مروي عن عائشة رضي الله عنا روى البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن قوله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى } فقالت: يا لبن أختيهذه اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله، ويعجبه مالهاوجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنُهوا عن ذلك إلا أن يُقسظوا لهن، ويبلغوا أعلى سنتهن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ماطاب لهم من النساء سواهن. [انظر زاد المسير ج2/60]
2- قال القرطبي: واتفق كل من يعاني علوم القرآن على أن قوله تعالى: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ } الآية. ليس له مفهوم، (يخالفه) إذ قد أجمع المسلمون على أنه من لم يخف القسط في اليتامى له أن ينكح أكثرمن واحدة: اثنين،أو ثلاثا، أو أربعا، كمن خاف.
فدل على أن الآية نزلت جوابا لمن خاف ذلك، وأن حكمها أعم من ذلك.
3- أما معنى قوله تعالى: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً } الآية. فقال الشوكاني في تفسيرها:
والمعنى: فإن خفتم ألا تعدلوا بين الزوجات في القَسْم ونحوه، فانكحوا واحدة، وفيه المنع من الزيادة على الواحدة لمن خاف ذلك. (أو ما ملكت أيمانكم) يجوز للرجل نكاح ما ملكت يمينه بدون تحديد. (ذلك أدنى ألا تعولوا ) والمعنى وإن خفتم عدم العدل بين الزوجات فهذه التي أمرتم بها أقرب إلى عدم الجور "أي الظــلم". [انظر فتح القدير1/421]
ومفهوم العدل في القرآن هو العدل في النفقة والمبيت، بحيث ينفق على واحدة مثل ما ينفق على الأخرى، و أن يعدل في المبيت بحيث يبيث عند كل واحدة ليلة أو أكثر حسب الإتفاق. أمـا الحـــب القــلبــي، و الجمــاع فلا يملكه الإنسان، لذلك قال الله تعالى: { وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } [سورة النساء: الآية 129]
قال الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية: أخبر سبحانه بنفي استطاعة الرجال للعدل بين النساء، على الوجه الذي لا ميل فيه البتة لما جُبلت عليه الطباع البشرية من ميل النفس إلى هذه دون هذه، وزيادة هذه في المحبة، ونقصان هذه، وذلك بحكم الخِلقة، بحيث لا يملكون قلوبهم، ولا يستطيعون توقيف أنفسهم على التسوية، ولهذا قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) "يعني القــلب" وإسناده صحيح.
ولما كانوا لا يستطيعون ذلك ولو حرصوا عليه وبالغوا فيه نهاهم الله عزوجل أن يمـــيلوا كل الميل، لأن ترك ذلك وتجنب الجَور كل الجور في وسعهم وداخل تحت طاقتهم، فلا يجوز لهم أن يميلوا عن إحداهن إلى الأخرى كل الميل، حتى يذروا الأخرى كالمعلقة التي ليست ذات زوج ولا مطلقة تشبيها بالشيء الذي هو معلق غير مستقر { وَإِن تُصْلِحُواْ } أي ما افسدتم من الأمور التي تركتم ما يجب عليكم فيها عشرة النساء والعدل بينهن { وَتَتَّقُواْ } كل الميل الذي نهيتم عنه { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا } لا يؤاخذكم بما فرط منكم. [انظر فتح القدير 1/521]
4-و قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: (( أي لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النسـاء من جميع الوجوه، فإنه وإن وقع القَسْم الصوري ليلة وليلة، فلا بد من التفاوت في المحـبة والشـهوة والجمـاع)).
الخلاصة يـا معشر النسـاء:
1- إن الإسلام الحكيم الذي أباح تعدد الزوجات، فهو في مصلحة النسـاء قبل الرجال ، حتـى يكفل للبنـات والأرامل العيش العزيز في بيوت أزواجهن بدلا من أن يكة عالة في بيوت من يعولهن.
2- إن الدعوة إلى عدم تعدد الزوجات يسبب قلة النسل التي يسعى إليهـا أعداء الإسلام لتقليل عددعم وإذلالهم كما أنه يسبب كثرة العوانسمن البنات والأرامل في البيوت مما يعرضهن للفتنة والفساد لأن النساء أكثر عددا من الرجال حسب الإحصاء ولا سيما حينما يتعرض الرجال للقتل في الحروب والمعارك، وقد قامت مظاهرة نسائية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية يطـــــالـبن بتعــدد الــزوجــات.
3- إن تعدد الزوجـات يوافق هذا الزمن لأن الأمم ينظر إليها بعددنفوسها، وكلما ازداد عددهم قويت شوكتهم، وبما أن الحروب في أفغانستان، وإيران، وفلسطين، ولبنـان، والعراق، وغيرها من البلاد الإسلامية سببت قلة الرجـال، وكثرة النساء الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن، فإن الإسـلام يـريـد من المـسـلميـن ألا يتركوا هؤلاء الأرامل للجـوع والفتنة والفـسـاد.
تقول الزعيمة العـالمية أني بيزانت: ( متى وَزَنـا الأمور بقسطاس العدل المستقيم ظهر لنا ان تعدد الزوجات الإسلامي الذي يحفظ ويغذي ويكيو النساء أرجح وزنـاً من البغاء الغربي الذي يسمح بأن يتخذ الرجل امرأة لمحض إشباع شهواته، ثم يقذف بها إلـى الشارع متى قضى منها أوطاره).
أقــــــــول: هذه شهادة امرأة كـافرةـ والفضل ما شهدت به الأعداء.
مقتطف من: كيف نفهم القرآن
للشيخ محمد بن جميل زينو
ص: 125-126-127-128-129
نقلته أم حفصة السلفية
غفر الله لها ولوالديها
تعليق