بسم الله الرحمن الرحيم
منظومة
في السير إلى الله والدار الآخرة
سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى
وَتَيَمَّمُوا لِمَنَاِزِل الرِّضْوانِ
فَهُمُ الَّذِينَ أَخْلَصُوا فِي مَشْيِهِمْ
مُتَشَرِّعِينَ بِشِرْعَةِ الإيمَـانِ
وَهُمُ الَّذِينَ بَنَوْا مَنَازِلَ سَيْرِهِمْ
بَيْنَ الرَّجَا والْخَوْفِ لِلدَيَّانِ
وَهُمُ الَّذِينَ مَلا الإلَهُ قُلُوبَهُمْ
بِوِدَادِهِ وَمَحَبَّـةِ الرَّحْمَـانِ
وَهُمُ الَّذِينَ أَكْثَرُوا مِنْ ذِكْرِهِ
فِي السِّرِ وَالإِعْلاَنِ وَالأَحْيَانِ
يَتَقَرَّبُونَ إِلَى الْمَلِيكِ بِفِعْلِهِمْ
طَاعَـاتِهِ وَالتَّرْكِ لِلْعِصْيَـانِ
فِعْلُ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ دَأْبُهُمْ
مَعَ رُؤْيَةِ التَّقْصِيرِ وَالنُّقْصَـانِ
صَبَّرُوا النُّفُوسَ عَلَى الْمَكَارِهِ كُلِّهَا
شَوْقاً إِلَى مَا فِيهِ مِنْ إِحْسَـانِ
نَزَلُوا بِمَنْزِلَةِ الرِّضَى فَهُمْ بِهَا
قَدْ أَصْبَحُوا فِـي جُنَّةِ وَأَمَـانِ
شَكَرُوا الْذِي أَوْلَى الْخَلاَئِقَ فَضْلَهُ
بِالْقَلْبِ وَالأَقْـوَالِ وَالأَرْكَـانِ
صَحِبُوا التَّوَكُّلَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ
مِعِ بِذْلِ جُهْدٍ فِي رِضَى الرَّحْمَانِ
عَبَدُوا الإِلَهَ عَلَى اعْتِقَادِ حُضُورِهِ
فَتَبَرَّؤُوا فِـي مَنْزِلِ الإِحْسَـانِ
نَصَحُوا الْخَلِيقَةَ فِي رِضَى مَحْبُوبِهِمْ
بِالْعِلْمِ وَالإِرْشَـاِد وَالإِحْسَـانِ
صَحِبُوا الْخَلاَئِقَ بِالْجُسُومُ وَإِنَّمَا
أَرْوَاحُهُمْ فِـي مَنْزِلٍ فَوْقَـانِي
أَلاَ بِالله دَعَوْت الْخَلاَئِقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا
خَوْفاً عَلَى الإِيمَـانِ مِنْ نُقْصَانِ
عَزَفُوا الْقُلُوبَ عَنِ الشَّوَاغِلِ كُلِّهَا
قَدْ فَرَّغُوهَا مِنْ سِوَى الرَّحْمَانِ
حَرَكَاتُهُمْ وَهُمُومُهُمْ وَعُزُومُهُمْ
لِلَّهِ، لاَ لِلْخَلْـقِ وَالشَّيْطَـانِ
نِعْمَ الرَّفِيقُ لِطَالِبِ السُبُلِ الَّتِي
تُفْضِي إِلى الخَيْرَاتِوَالإِحْسَـانِ
تُفْضِي إِلى الخَيْرَاتِوَالإِحْسَـانِ