إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

سلسلة فوائد من كتاب مختصر منهاج القاصدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة فوائد من كتاب مختصر منهاج القاصدين

    سلسلة
    فوائد من كتاب
    "مختصر منهاج القاصدين"


    لزوجتي بارك الله فيها

    أبو جهاد الجزائري


    وفيها
    مداخل إبليس في قلب الإنسان
    التوبة شروطها وأركانها
    الزهد والفقر
    الصبر والشكر
    التوكل



    مداخل إبليس في قلب الإنسان

    مثل القلب كمثل حصن والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن ويملكه ولا يمكن حفظ الحصن إلا بحراسة أبوابه ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يعرفها ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله ومداخل الشيطان وأبوابه صفات العبد وهى كثيرة
    فمن أبوابه العظيمة :
    1. الحسد والحرص فمتى كان العبد حريصاً على شيء أعماه حرصه وأصمه وإذا كان حسوداً يجد الشيطان الفرصة فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته وإن كان منكراً أو فاحشاً .
    2. الغضب والشهوة والحدة فالغضب غول العقل وإذا ضعف جند العقل هجم الشيطان فلعب بالإنسان.
    3. لا يزال يدعو إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها والتزين بالثياب والأثاث فيخسر الإنسان طول عمره في ذلك .
    4. الشبع يقوي الشهوة ويشغل عن الطاعة .
    5. الطمع في الناس فمن طمع في شخص بالغ بالثناء عليه بما ليس فيه وداهنه ولم يأمره بالمعروف ولم ينهه عن المنكر .
    6. العجلة وترك التثبت.
    7. حب المال متى تمكن من القلب أفسده وحمله على طلب المال من غير وجهه وأخرجه إلى البخل وخوفه الفقر فمنع الحقوق اللازمة.
    8. حمل العوام على التعصب في المذاهب دون العمل بمقتضاها .
    9. سوء الظن بالمسلمين فمن حكم على مسلم بسوء ظنه احتقره وأطلق فيه لسانه ورأى نفسه خيراً منه، وإنما يترشح سوء الظن بخبث الظان.
    ثبات القلوب على الخير
    القلوب في الثبات على الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة :
    1. قلب عَمُرَّ بالتقوى وطهر عن خبائث الأخلاق فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب فيمده الملك بالهدى .
    2. قلب مخذول مشحون بالهوى ملوث بالأخلاق الذميمة فيقوى فيه سلطان الشيطان ويضعف سلطان الإيمان ويمتلئ بدخان الهوى، فيعدم النور فلا يمكنه النظر ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ .
    3. قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى فيدعوه إلى الشر فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير.
    كتاب رياضة النفس وتهذيب الخلق ومعالجة أمراض القلوب. الإنسان مركب من جسد ونفس فالجسد مدرك بالبصر والنفس مدركة بالبصيرة ولكل واحدة منها هيئة وصورة إما جميلة وإما قبيحة والنفس المدركة بالبصيرة أعظم قدراً من الجسد المدرك بالبصر فالخلق عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية فإن كانت الأفعال جميلة سميت خلقاً حسناً وإن كانت قبيحة سميت خلقاً سيئاً وقد زعم بعض من غلبت عليه البطالة فاستثقل الرياضة أن الأخلاق لا يتصور تغييرها كما لا يتصور تغيير صورة الظاهر .
    ولو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لم يكن للمواعظ والوصايا معنى إلا أن بعض الطباع سريعة القبول للصلاح وبعضها مستصعبة.
    الطريق إلى تهذيب الأخلاق الاعتدال في الأخلاق هو الصحة في النفس والميل عن الاعتدال سقم ومرض فمثال النفس في علاجها كالبدن في علاجه.
    1. فكما أن البدن لا يخلق كاملاً وإنما يكمل بالتربية والغذاء كذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال وإنما تكمل بالتزكية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم.
    2. وكما أن البدن إذا كان صحيحاً فشأن الطبيب العمل على حفظ الصحة وإن كان مريضاً فشأنه جلب الصحة إليه كذلك النفس إذا كانت زكية مهذبة الخلاق ينبغي أن يسعى بحفظها وجلب مزيد القوة إليها وإن كانت عديمة الكمال فيسعى بجلب ذلك إليه .
    3. وكما أن العلة الموجبة لمرض البدن لا تعالج إلا بضدها فكذلك الأخلاق الرذيلة التي هي من مرض القلب علاجها بضدها فيعالج مرض الجهل بالعلم ومرض البخل بالسخاء.
    4. وكما أنه لابد من احتمال مرارة الدواء وشدة الصبر عن المشتهيات لصلاح الأبدان المريضة فكذلك لابد من احتمال المجاهدة والصبر على مداومة مرض القلب بل أولى، فمرض البدن يخلص منه بالموت ومرض القلب عذاب يدوم بعد الموت أبداً.
    علامات مرض القلب وعوده إلى الصحة. مرض القلب أن يتعذر عليه فعله الخاص به الذي خلق لأجله وهو العلم والحكمة والمعرفة وحب الله وعبادته وإيثار ذلك على كل شهوة .
    فلو أن الإنسان عرف كل شيء ولم يعرف الله سبحانه كان كأنه لم يعرف شيئاً وعلامة المعرفة الحب فمن عرف الله أحبه وعلامة المحبة أن لا يؤثر عليه شيئاً من المحبوبات فمن آثر عليه شيئاً من المحبوبات فقلبه مريض.
    ومرض القلب خفي قد لا يعرفه صاحبه فيغفل عنه وإن عرفه صعب عليه الصبر على مرارة دوائه لأن دواءه مخالف الهوى وإن وجد الصبر لم يجد طبيباً حاذقاً يعالجه فإن الأطباء هم العلماء والمرض قد استولى عليهم والطبيب المريض قلما يلتفت إلى علاجه فلهذا صار الداء عضالاً.
    من أراد الوقوف على عيب نفسه فله في ذلك أربع طرق :
    1. أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس يعرف عيوب نفسه وطرق علاجها وهذا قد عز في هذا الزمان وجوده فمن وقع به، فقد وقع بالطبيب الحاذق فلا ينبغي أن يفارقه .
    2. أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً وينصبه رقيباً على نفسه لينبهه على المكروه من أخلاقه وأفعاله رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا ...
    3. أن يستفيد معرفة نفسه من ألسنة أعدائه فإن عين السخط تبدى المساوئ وانتفاع الإنسان بعدو يذكر عيوبه أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفى عنه عيوبه .
    4. أن يخالط الناس فكل ما يراه مذموماً فيما بينهم يجتنبه .
    شهوات النفوس
    شهوات النفوس لم توضع إلا لفائدة وإنما المذموم فضول الشهوات وطغيانها وثمة قوم لم يفهموا هذا القدر فأخذوا يتركون كل ما تشتهيه النفس وهذا ظلم لها بإسقاط حقها فإن لها حقاً.
    علامات حسن الخلق
    ربما جاهد المريد نفسه حتى ترك الفواحش والمعاصي ثم ظن أنه قد هذب خلقه واستغنى عن المجاهدة وليس كذلك فحسن الخلق هو مجموع صفات المؤمنين وقد وصفهم الله تعالى فقال : { إنما المؤمنين الذين ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون* الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقاً } وقال : { التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين } وقال تعالى : { قد أفلح المؤمنون } إلى قوله { أولئك هم الوارثون } وقال : { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً } فمن أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات فوجود جميع هذه الصفات علامة حسن الخلق وفقد جميعها علامة سوء الخلق ووجود بعضها دون البعض يدل على البعض دون البعض فليشتغل بحفظ ما وجده وتحصيل ما فقده .
    رياضة الصبيان في أول النشوء الصبي أمانة عند والديه فإن عود الخير نشأ عليه وشاركه أبواه ومؤدبه في ثوابه وإن عود الشر نشأ عليه وكان الوزر في عنق وليه فينبغي
    1. أن يصونه ويؤدبه ويهذبه.
    2. يعلمه محاسن الأخلاق.
    3. يحفظه من قرناء السوء.
    4. لا يعوده التنعم، ولا يحبب إليه أسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر.
    5. أن يراقبه من أول عمره فلا يستعمل في رضاعة وحضانته إلا امرأة صالحة متدينة تأكل الحلال.
    6. أن يعلم آداب الأكل.
    7. يقبح عنده كثرة الأكل.
    8. يحبب إليه الثياب البيض دون الملونة ويقرر عنده أنه شأن النساء والمخنثين.
    9. يمنعه من مخالطة الصبيان الذين عودوا التنعم.
    10. يشغله في المكتب بتعليم القرآن والحديث ليغرس في قلبه حب الصالحين ولا يحفظ من الأشعار التي فيها ذكر العشق .
    11. متى ظهر منه خلق جميل يكرم عليه فإن خالف ذلك في بعض الأحوال تغوفل عنه فإن عاد عوتب سراً وخوف من اطلاع الناس عليه ولا يكثر عليه العتاب لأن ذلك يهون عليه سماع الملامة.
    12. ينبغي للأم أن تخوفه بالأب.
    13. أن يمنع النوم نهاراً فإنه يورث الكسل ولا يمنع النوم ليلاً ولكنه يمنع الفرش الوطيئة لتتصلب أعضاؤه .
    14. يتعود الخشونة في المفرش والملبس والمطعم .
    15. يعود المشي والحركة والرياضة لئلا يغلب عليه الكسل .
    16. يمنع أن يفتخر على أقرانه بشيء مما يملكه أبواه.
    17. يعود التواضع والإكرام لمن يعاشره .
    18. يمنع أن يأخذ شيئا من صبى مثله.
    19. يعلم أن الأخذ دناءة، وأن الرفعة في الإعطاء .
    20. يقبح عنده حب الذهب والفضة .
    21. يعود أن لا يبصق في مجلسه ولا يتمخط ولا يتثاءب بحضرة غيره ولا يضع رجلا على رجل.
    22. يمنع من كثرة الكلام .
    23. يعود أن لا يتكلم إلا جواباً وأن يحسن الاستماع إذا تكلم غيره ممن هو أكبر منه .
    24. أن يقوم لمن هو فوقه ويجلس بين يديه .
    25. يمنع من فحش الكلام ومخالطة من يفعل ذلك.
    26. يحسن أن يفسح له بعد خروجه من المكتب في لعب جميل ليستريح به من تعب التأديب.
    27. أن يعلم طاعة والديه ومعلمه وتعظيمهم .
    28. إذا بلغ سبع سنين أمر بالصلاة ولم يسامح في ترك الطهارة ليتعود ويخوف من الكذب والخيانة.
    29. إذا قارب البلوغ ألقيت إليه الأمور .
    شروط الرياضة
    من شاهد الآخرة بقلبه مشاهدة يقين أصبح مريداً لها زاهداً في الدنيا.
    ومن رزقه الله الانتباه لذلك، فعليه لسلوك الرياضة شرطاً لابد من تقديمه ومعتصماً لابد من التمسك به وحصناً لابد من التحصن به . أما الشرط فرفع الحجاب بترك الذنوب . وأما المعتصم فشيخ يدله على الطريق لئلا تختطفه الشياطين في السبل . وأما الحصن فالخلوة وعليه من الوظائف مخالفه الهوى وكثرة الذكر ومنتهى الرياضة أن يجد قلبه مع الله أبداً ولا يمكن ذلك إلا بأن يخلو عن غيره ولا يخلو إلا بطول المجاهد.
    كسر الشهوتين شهوة البطن وشهوة الفرج
    طريق الرياضة في كسر شهوة البطن أن من تعود استدامة الشبع فينبغي له أن يقلل من مطعمه يسيراً مع الزمان إلى أن يقف على حد التوسط وخير الأمور أوساطها فالأولى تناول مالا يمنع من العبادات ويكون سبباً لبقاء القوة فلا يحس المتناول بجوع ولا شبع فحينئذ يصح البدن وتجتمع الهمة ويصفو الفكر ومتى زاد في الأكل أورثه كثرة النوم وبلادة الذهن وذلك بتكثير البخار في الدماغ حتى يغطى مكان الفكر وموضع الذكر ويجلب أمراضاً أخر وليحذر من ترك شيئاً من الشهوات أن تتطرق إليه آفة الرياء، وقد كان بعضهم يشترى الشهوة ويعلقها في بيته وهو زاهد فيها، يستر بها زهده وهذا هو نهاية الزهد الزهد في الزهد بإظهار ضده، وهو عمل الصديقين لأنه يجرع نفسه كأس الصبر مرتين والثانية أمر .
    شهوة الفرج سلطت على الآدمي لفائدتين : - بقاء النسل - ليدرج لذة يقيس عليها لذات الآخرة فما لم يدرك جنسه بالذوق لا يعظم إليه الشوق
    إلا أنه إذ لم ترد هذه الشهوة إلى الاعتدال جلبت آفات كثيرة ولولا ذلك ما كان النساء حبائل الشيطان.
    وقد ينتهي الإفراط في هذه الشهوة حتى تصرف همة الرجل إلى كثرة التمتع بالنساء فيشغله عن ذكر الآخرة وربما آل إلى الفواحش وقد تنتهي بصاحبها إلى العشق وهو أقبح الشهوات وأجدرها أن تستحيي منه.
    آفات اللسان آفاته كثيرة ومتنوعة ولها في القلب حلاوة ولها بواعث من الطبع ولا نجاة من خطرها إلا بالصمت لأنه يجمع الهمة ويفرغ الفكر وفى الحديث أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة "
    آفات الكلام :
    1. الكلام فيما لا يعنى.
    2. الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي.
    3. التقعر في الكلام وذلك يكون بالتشدق وتكلف السجع .
    4. الفحش والسب والبذاء.
    5. المزاح أما اليسير منه فلا ينهى عنه إذا كان صدقاً .
    6. السخرية والاستهزاء.
    7. إفشاء السر وإخلاف الوعد والكذب في القول واليمين وكل ذلك منهي عنه، إلا ما رخص فيه من الكذب لزوجته وفى الحرب.
    8. الغيبة أن تذكر أخاك الغائب بما يكره.
    9. النميمة.
    10. كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعادين وينقل كلام كل واحد إلى الآخر ويكلم كل واحد بكلام يوافقه أو يعده أنه ينصره أو يثنى على الواحد في وجهه ويذمه عند الأخر .
    المدح له آفات : منها ما يتعلق بالمادح ومنها ما يتعلق بالممدوح .
    آفات المادح
    1. قد يقول ما لا يتحققه ولا سبيل للاطلاع عليه
    2. قد يفرط في المدح فينتهي إلى الكذب،
    3. قد يمدح من ينبغي لأن يذم .
    على الممدوح أن يكون شديد الاحتراز من آفة الكبر والعجب والفتور عن العمل ولا ينجو من هذه الآفات إلا أن يعرف نفسه ويتفكر في أن المادح لو عرف منه ما يعرف من نفسه ما مدحه ..
    ذم الغضب والحقد والحسد الغضب شعلة من النار والإنسان ينزع فيه عند الغضب عرق إلى الشيطان اللعين ومن نتائج الغضب الحقد والحسد ومما يدل على ذم الغضب قوله صلى الله عليه وآله وسلم للرجل الذي قال له : أوصني، قال : " لا تغضب " ، فردد عليه مراراً قال : " لا تغضب ".
    حقيقة الغضب : غليان دم القلب لطلب الانتقام فمتى غضب الإنسان ثارت نار الغضب ثوراناً يغلى به دم القلب وينتشر بالعروق ويرتفع إلى أعالي البدن لذلك يحمر الوجه والعين والبشرة وكل ذلك يحكى لون ما وراءه من حمرة الدم وإنما ينبسط الدم إذا غضب على من دونه واستشعر القدرة عليه . فإن كان الغضب صدر ممن فوقه وكان معه يأس من الانتقام تولد منه انقباض الدم من ظاهر الجلد إلى جوف القلب فصار حزناً ولذلك يصفر اللون. وإن كان الغضب من نظير يشك فيه تردد الدم بين انقباض وانبساط، فيحمر ويصفر ويضطرب فالانتقام هو قوت لقوة الغضب . الناس في قوة الغضب على درجات ثلاث : إفراط، وتفريط، واعتدال . فلا يحمد الإفراط فيها لأنه يخرج العقل والدين عن سياستهما فلا يبقى مع ذلك نظر ولا فكر ولا اختيار . والتفريط في هذه القوة مذموم لأنه يبقى لا حمية له ولا غيرة ومن فقد الغضب بالكلية عجز عن رياضة نفسه فينبغي أن يطلب الوسط بين الطريقين .
    متى قويت نار الغضب والتهبت أعمت صاحبها وأصمته عن كل موعظة لأن الغضب يرتفع إلى الدماغ فيغطى على معادن الفكر وربما تعدى إلى معادن الحس فتظلم عينه حتى لا يرى بعينه وتسود الدنيا في وجهه، وربما زاد الغضب فقتل صاحبه .
    ومن آثار الغضب في الظاهر تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف، وخروج لأفعال عن الترتيب واستحالة الخلقة وتعاطي فعل المجانين ولو رأى الغضبان صورته في حال غضبه وقبحها لأنف نفسه من تلك الحال، ومعلوم أن قبح الباطن أعظم .
    الأسباب المهيجة للغضب
    علاج كل علة بحسم مادتها وإزالة أسبابها فمن أسبابه العجب والمزاح والمماراة والمضادة والغدر وشدة الحرص على فضول المال والجاه وهذه الأخلاق رديئة مذمومة شرعاً فينبغي أن يقابل كل واحد من هذه بما يضاده فيجتهد على حسم مواد الغضب وقطع أسبابه .
    إذا هاج الغضب فيعالج بأمور :
    1. أن يتفكر في الأخبار الواردة في فضل كظم الغيظ والعفو والحلم والاحتمال.
    2. أن يخوف نفسه من عقاب الله تعالى وهو أن يقول قدرة الله على أعظم من قدرتي على هذا الإنسان فلو أمضيت فيه غضبى لم آمن أن يمضى الله عز وجل غضبه على يوم القيامة فأنا أحوج ما أكون إلى العفو.
    3. أن يحذر نفسه عاقبة العداوة والانتقام وتشمير العدو في هدم أعراضه والشماتة بمصائبه فالإنسان لا يخلو عن المصائب فيخوف نفسه ذلك في الدنيا إن لم يخف من الآخرة.
    4. أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب وأنه يشبه حينئذ السبع العادي ويكون مجانباً لأخلاق الأنبياء والعلماء في عادتهم لتميل نفسه إلى الاقتداء بهم .
    5. أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام.
    6. أن يعلم أن غضبه إنما كان من شيء جرى على وفق مراد الله لا على وفق مراده فكيف يقدم مراده على مراد الله تعالى، هذا ما يتعلق بالقلب .
    7. ينبغي له السكون والتعوذ وتغيير الحال وإن كان قائماً جلس وإن كان جالساً اضطجع.
    العفو والرفق
    العفو أن تستحق حقاً فتسقطه وتؤدى عنه من قصاص أو غرامة وهو غير الحلم والكظم.
    الحقد والحسد الغيظ إذا كظم لعجز عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن فاحتقن فيه فصار حقداً وعلامته دوام بغض الشخص واستثقاله والنفور منه فالحقد ثمرة الغضب والحسد من نتائج الحقد ..
    اعلم أن الله تعالى إذا نعم على أخيك نعمة فلك فيها حالتان :
    1. أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها فهذا هو الحسد .
    2. أن لا تكره وجودها ولا تحب زوالها ولكنك تشتهى لنفسك مثلها، فهذا يسمى غبطة .
    وعلاج الحسد تارة بالرضى بالقضاء وتارة بالزهد في الدنيا وتارة بالنظر فيما يتعلق بتلك النعم من هموم الدنيا وحساب الآخرة فيتسلى بذلك ولا يعمل بمقتضى ما في النفس أصلاً ولا ينطق فإذا فعل ذلك لم يضره ما وضع في جبلته .
    الحسد له أسباب : العداوة والتكبر وحب الرياسة وخبث النفس وبخلها
    1. أشدها العداوة والبغضاء فمن آذاه إنسان بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه أبغضه قلبه ورسخ في نفسه الحقد .
    2. الكبر فهو أن يصيب بعض نظرائه مالاً أو ولاية فيخاف أن يتكبر عليه ولا يطيق تكبره وأن يكون من أصاب ذلك دونه فلا يحتمل ترفعه عليه أو مساواته.
    3. حب الرياسة والجاه فمثاله أن الرجل الذي يريد أن يكون عديم النظير في فن من الفنون إذا غلب عليه حب الثناء واستفزه الفرح بما يمدح به من أنه أوحد العصر إذا سمع بنظير له في أقصى العالم ساءه ذلك وأحب موته أو زوال النعمة التي بها يشاركه في علم أو غير ذلك.
    4. خبث النفس وشحها على عباد الله فتجد من الناس من لا يشتغل برئاسة ولا تكبر وإذا وصف عند حسن حال عبد من عباد الله فيما أنعم عليه به شق عليه ذلك وإذا وصف له اضطراب أمور الناس وإدبارهم وتنغيص عيشهم فرح به فهو أبداً يحب الإدبار لغيره ويبخل بنعمة الله على عباده كأنهم يأخذون من ملكه.
    حقيقة الدنيا والمذموم منها والمحمود الدنيا أعيان موجودة للإنسان فيها حظ وهى الأرض وما عليها وكل ذلك علف لراحلة بدنه السائر إلى الله عز وجل فلا يبقى إلا بهذه المصالح فمن تناول منها ما يصلحه على الوجه المأمور به مدح . ومن أخذ منها فوق الحاجة يكتنف الشره وقع في الذم فليس للشره في تناول الدنيا وجه لأنه يخرج عن النفع إلى الأذى ويشغل عن طلب الآخرة فيفوت المقصود ويصير بمثابة من أقبل يعلف الناقة ويرد لها الماء، ويغير عليها ألوان الثياب وينسى أن الرفقة قد سارت فإنه يبقى في البادية فريسة للسباع هو وناقته . ولا وجه للتقصير في تناول الحاجة لأن الناقة لا تقوى على السير إلا بتناول ما يصلحها فالطريق السليم هي الوسطى أن يؤخذ من الدنيا قدر ما يحتاج إليه من الزاد للسلوك وإن كان مشتهىً فإعطاء النفس ما تشتهيه عون لها وقضاء لحقها . وينبغي أن يتلمح حظ النفس في المشتهى فإن كان في حظها حفظها وما يقيمها ويصلحها وينشطها للخير فلا يمنعها منه وإن كان حظها مجرد شهوة ليست متعلقة بمصالحها المذكورة فذلك حظ مذموم.
    مدح المال المال لا يذم لذاته لأنه سبب للتوصل إلى مصالح الدين والدنيا وحاصل الأمر أن المال مثل حية فيها سم وترياق فترياقه فوائده وغوائله سمه فمن عرف فوائده وغوائله أمكنه أن يحترز من شره ويستدر من خيره .
    فوائده
    1. أن ينفقه على نفسه إما في عبادة كالحج وإما في الاستعانة على العبادة كالمطعم والملبس والمسكن وغيرها من ضرورات المعيشة.
    2. ما يصرفه إلى الناس وهو أربعة أقسام
    - الصدقة، وفضائلها كثيرة ومشهورة .
    - المروءة ونعنى بها صرف المال إلى الأغنياء والأشراف في ضيافة وهدية وإعانة ونحو ذلك. - وقاية العرض نحو بذل المال لدفع هجو الشعراء.
    - ما يعطيه أجراً على الاستخدام فإن الأعمال التي يحتاج إليها الإنسان لمهنة أسبابها كثيرة ولو تولاها بنفسه ضاعت أوقاته، وتعذر عليه سلوك الآخرة بالفكر والذكر.
    3. ما لا يصرفه الإنسان إلى معين لكن يحصل عليه به خيراً عاماً كبناء المساجد.
    غوائل المال وآفاته
    1. أنه يجر إلى المعاصي غالباً لأنه من استشعر القدرة على المعصية انبعثت داعيته إليها.
    2. أنه يحرك إلى التنعم في المباحات حتى تصير له عادة وإلفاً، فلا يصبر عنها، وربما لم يقدر على استدامتها إلا بكسب فيه شبهة، فيقتحم الشبهات.
    3. لا ينفك عنها أحد وهو أن يلهيه عن ذكر الله وهذا هو الداء العضال.
    ذم الحرص والطمع الفقر محمود ولكن ينبغي للفقير أن يكون قانعاً منقطع الطمع عن الخلق غير ملتفت إلى ما في أيديهم ولا حريص على اكتساب المال كيف كان ولا يمكنه ذلك إلا بأن يقنع بقدر الضرورة من المطعم والملبس .
    علاج الحرص والطمع والدواء
    1. الاقتصاد في المعيشة والرفق في الإنفاق فمن أراد القناعة فينبغي أن يسد عن نفسه أبواب الخروج ما أمكنه، ويرد نفسه إلى ما لابد منه.
    2. إذا تيسر له في الحال ما يكفيه فلا يكون شديد الاضطراب لأجل المستقبل ويعينه على ذلك قصر الأمل واليقين بأن رزقه لا بد أن يأتيه وليعلم أن الشيطان يعده الفقر .
    3. أن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء وما في الطمع والحرص من الذل وليس في القناعة إلا الصبر عن المشتبهات والفضول، مع ما يحصل له من ثواب الآخرة.
    4. أن يكثر تفكره في تنعم اليهود والنصارى وأراذل الناس والحمقى منهم ثم ينظر إلى أحوال الأنبياء والأولياء والصالحين ويسمع أحاديثهم ويطالع أحوالهم ويخير عقله بين مشابهة أراذل العالمين، أو صفوة الخلق عند الله تعالى.
    5. أن يفهم ما في جمع المال من الخطر وينظر إلى ثواب الفقر ويتم ذلك بأن ينظر أبداً من دونه في الدنيا وإلى من فوقه في الدين.
    لزوم القناعة لمن فقد المال ينبغي لمن فقد المال أن يستعمل القناعة ولمن وجده أن يستعمل السخاء والإيثار واصطناع المعروف فالسخاء أخلاق الأنبياء وأصل من أصول النجاة .
    لحب المال سببان :
    1. حب الشهوات التي لا وصول إليها إلا بالمال مع طول الأمل وإن كان قصير الأمل وله ولد فيقوم مقام طول الأمل .
    2. أن يحب عين المال فمن الناس من معه ما يكفيه لبقية عمره لو اقتصر على ما جرت عادته به ويفضل معه آلاف ويكون شيخاً لا ولد له ثم لا تسمح نفسه بإخراج الواجب عليه ولا بصدقة تنفعه، ويعلم أنه إذا مات أخذه أعداؤه أو ضاع إن كان مدفوناً وهذا مرض لا يرجى علاجه .
    علاج حب الجاه من غلب على قلبه حب الجاه صار مقصور الهم على مراعاة الخلق مشغوفاً بالتردد إليهم ولا يزال في أقواله وأفعاله ملتفتاً إلى ما يعظم منزلته عندهم وذلك بذر النفاق وأصل الفساد فيجب علاجه بالعلم والعمل
    1. أما الأول فهو أن يعلم أن السبب الذي لأجله أحب الجاه هو كمال القدوة على أشخاص الناس وقلوبهم وذلك إذا صفا وسلم يكون في آخره الموت.
    2. أما الثاني فهو إسقاط الجاه من قلوب الخلق بأفعال توجب ذلك.
    عدم الاكتراث بذم الناس
    أكثر الناس هلكوا لخوف مذمة الناس وحب مدحهم فصارت حركاته على ما يوافق رضى الناس وذلك من المهلكات فوجبت معالجته وطريق ذلك أن ننظر إلى الصفة التي مدحت بها إن كانت موجودة فيك فلا يخلو إما أن يكون مما يفرح به كالعلم أو مما لا يصلح أن يفرح به كالجاه
    1. أما الأول فينبغي أن يحذر من الخاتمة فالخوف منها شغل عن الفرح بالمدح ثم إن كنت تفرح بها على رجاء حسن الخاتمة فينبغي أن يكون فرحك بفضل الله عليك بالعلم لا بمدح الناس .
    2. أما الثاني فالفرح بذلك كالفرح بنبات الأرض الذي يصير عن قريب هشيماً ولا يفرح بذلك إلا من قل عقله وإن كنت خالياً عن الصفة التي مدحت بها ففرحك بالمدح غاية الجنون .
    إن افترى عليك بما أنت منه بريء ينبغي أن تتفكر في ثلاثة أشياء :
    1. أنك إن خلوت من ذلك العيب لم تخل من أمثاله فما ستر الله عز وجل عليك من عيوبك أكثر فاشكره إذ لم يطلعه على عيوبك ودفعه عنك فذكر ما أنت عنه بريء .
    2. أن ذلك كفارات لذنوبك .
    3. أنه جنى على دينه وتعرض لغضب الله عليه فينبغي أن يسأل الله العفو عنه.
    الرياء في الدين أنواع :
    1. أن يكون من جهة البدن بإظهار النحول والصفار ليريهم شدة الاجتهاد وغلبة خوف الآخرة
    2. الرياء من جهة الزي كالإطراق حالة المشي وإبقاء أثر السجود على الوجه وغلظ الثياب ولبس الصوف.
    3. الرياء بالقول بالوعظ والتذكير وحفظ الأخبار والآثار لأجل المحاورة وإظهار غزارة العلم والدلالة على شدة العناية بأحوال السلف وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس.
    4. الرياء بالعمل كمرآة المصلى بطول القيام وتطويل الركوع ونحو ذلك.
    5. المراءاة بالأصحاب والزائرين كالذي يتكلف أن يستزير عالماً أو عابداً وكذلك من يرائي بكثرة الشيوخ.
    أبواب الرياء بعضها أشد من بعض
    1. أشدها أن لا يكون مراده بالعبادة الثواب أصلاً.
    2. أن يقصد الثواب مع الرياء قصداً ضعيفاً بحيث لو كان خالياً لم يفعله فهو قريب من القسم الأول في كونهما ممقوتين عند الله تعالى .
    3. أن يكون قصد الرياء وقصد الثواب متساويين بحيث لو انفرد كل واحد منهما عن الآخر لم يبعثه على العمل فهذا قد أفسد مثل ما أصلح ولا يسلم من الإثم.
    4. أن يكون إطلاع الناس عليه مقوياً لنشاطه ولو لم يطلع عليه أحد لم يترك العبادة فهذا يثاب على قصده الصحيح ويعاقب على الفاسد، وقريب من ذلك الرياء بأوصاف العبادة لا بأصلها، كالذي يصلى وغرضه تخفيف الركوع والسجود ولا يطيل القراءة، فإذا رآه الناس أحسن ذلك فهذا أيضاً من الرياء المحظور، لأنه يتضمن تعظيم الخلق، ولكنه دون الرياء بأصول العبادات .
    الرياء الخفي الذي هو أخفى من دبيب النمل
    1. الجلي هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه
    2. أخفى منه قليلاً رياء لا يبعث على العمل بمجرده لكن يخفف العمل الذي أريد به وجه الله كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه فإذا نزل عنده ضيف نشط له وسهل عليه.
    3. أخفى من ذلك ما لا يؤثر في العمل ولا في التسهيل لكنه مع ذلك مستبطن في القلب ومتى لم يؤثر الدعاء في العمل لم يكن أن يعرف إلا بالعلامات .
    4. وقد يخفى فلا يدعو إلى الإظهار بالنطق تعريضاً ولا تصريحاً ولكن بالشمائل كإظهار النحول والصفار وخفض الصوت ويبس الشفتين وآثار الدموع وغلبة النعاس الدالة على طول التهجد .


    [CENTER][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=red][B]أموت ويبقى كل ماقد كتبته... فياليت من يقرأ مقالي دعا ليا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [CENTER]
    [FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=red][B] لعل إلهي أن يمن بلطفه … ويرحم َ تقصيري وسوء فعاليا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

  • #2
    التوبة شروطها وأركانها وما يتعلق بها


    1. الذنوب حجاب عن المحبوب والانصراف عما يبعد عن المحبوب واجب ويتم بالعلم والندم والعزم.
    2. متى لم يعلم أن الذنوب أسباب البعد عن المحبوب لم يندم على الذنوب ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق البعد وإذا لم يتوجع لم يرجع .
    3. الذنوب مهلكات مبعدات عن الله فيجب الهرب منها على الفور.
    4. التوبة واجبة على الدوام فالإنسان لا يخلو عن معصية لو خلا عن معصية بالجوارح لم يخل عن الهم بالذنب بقلبه وإن خلا عن ذلك لم يخل عن وسواس الشيطان لو خلا عنه لم يخل عن غفلة. وقصور في العلم بالله وصفاته وأفعاله وكله نقص لا يسلم أحد منه وإنما الخلق يتفاوتون في المقادير
    أقسام الذنوب
    تنحصر مثارات الذنوب في أربع صفات :
    1. صفات ربوبية يحدث منها الكبر والفخر وحب المدح والثناء وطلب الاستعلاء ونحوه وبعض الناس يغفل عنها فلا يعدها ذنوباً .
    2. صفات شيطانية يتشعب منها الحسد والبغي والحيل والخداع والمكر والغش والنفاق والأمر بالفساد ونحوه .
    3. الصفات البهيمية يتشعب منها الشر والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج.
    4. الصفات السبعية يتشعب منها الغضب والحقد والتهجم على الناس بالقتل والضرب وأخذ الأموال. فهذه أمهات الذنوب ومنابعها ثم تتفجر الذنوب منها إلى الجوارح، فبعضها في القلب كالكفر والبدعة والنفاق وبعضها في العين وبعضها في السمع وبعضها في اللسان وبعضها في البطن والفرج وبعضها في اليدين والرجلين وبعضها على جميع البدن.
    الذنوب تنقسم إلى ما يتعلق بحقوق الآدميين وإلى ما بين العبد وبين ربه .
    ما يتعلق بحقوق العباد الأمر فيه أغلظ والذي بين العبد وبين ربه العفو فيه أرجى وأقرب إلا أن يكون شركاً والعياذ بالله فلا يغفر.
    قسمة أخرى :
    الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر قال سعيد بن جبير وغيره عن الكبائر : هي كل ذنب أوعد الله عليه النار .
    توزيع الدرجات في الآخرة على الحسنات والسيئات في الدنيا .
    الناس ينقسمون إلى أربعة أقسام : هالكين ومعذبين وناجين وفائزين . كل من أحكم أصل الإيمان واجتنب جميع الكبائر أحسن جميع الفرائض ولم يكن منه إلا صغائر متفرقة لا يصر عليها فيشبه أن يعفى عنه نص القرآن على اجتناب الكبائر مكفر للصغائر وهذا إما أن يلتحق بالمقربين أو أصحاب اليمين بحسب إيمانه ويقينه فإن قل أو ضعف دنت منزلته، وإن كثر وقوى علت منزلته . - المقربون يتفاوتون بحسب تفاوت معرفتهم بالله ودرجات العارفين في المعرفة لا تنحصر فأعلى درجات أصحاب اليمين أدنى درجات المقربين هذا حال من اجتنب الكبائر وأدى الفرائض . - أما من أهمل أركان الإسلام إن تاب توبة نصوحاً قبل قرب الأجل التحق بمن لم يرتكب لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له وإن مات قبل التوبة، فأمره خطر إذ ربما يكون موته على الإصرار سبباً لتزلزل إيمانه فيختم له بسوء الخاتمة لاسيما إذا كان إيمانه تقليداً فإنه قابل للانحلال بأدنى شك والعارف الموقن أبعد من أن يخاف عليه سوء الخاتمة .
    - أما الناجون السلامة فقط دون السعادة والفوز قوم لم يخدموا فيخلع عليهم ولم يقصروا فيعذبوا. - أما الفائزون، العارفون، المقربون والسابقون هؤلاء الذين لم تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين.
    ما تعظم به الصغائر من الذنوب
    الصغيرة تكبر بأسباب :
    1. الإصرار والمواظبة والعفو عن كبيرة انقضت ولم يتبعها مثلها أرجى من العفو عن صغيرة يواظب عليها العبد.
    2. أن يستصغر الذنب فالذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله وكلما استصغره العبد كبر عند الله فاستعظامه يصدر عن نفور القلب منه وكراهيته له .
    3. أن يفرح بالصغيرة ويتمدح بها .
    4. أن يتهاون بستر الله تعالى وحلمه عنه وإمهاله إياه ولا يدرى أن ذلك قد يكون مقتاً ليزداد بالإهمال إثماً .
    5. أن يأتي الذنب ثم يذكره بمحضر من غيره.
    6. أن يكون المذنب عالماً يُقتدي به فإذا علم منه الذنب كبر ذنبه فطوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه .
    فعلى العالم وظيفتان : - ترك الذنب . - إخفاؤه إذا أتاه .
    شروط التوبة
    1. ينبغي أن يتفقد ما عليه من صلاة فائتة أو بغير شرطها ؟ ويفتش على ذلك ويتداركه . وأما المعاصي فينبغي أن يفتش من أول بلوغه عن معصية صدرت منه وينظر فيها فما كان من ذلك فيما بينه وبين الله فالتوبة منه الندم والاستغفار .
    2. ثم ينظر إلى مقادير ذنوبه فيطلب لكل معصية منه حسنة تناسبها . مظالم العباد فيها معصية الله لأنه نهى عن ظلم العباد فالظالم لهم ارتكب نهيه تعالى يتدارك ذلك بالندم والعزم على ترك مثل ذلك والإتيان بالحسنات ومظالمهم إما ، أو الأموال، أو الأعراض، أو إيذاء القلوب .
    3. العزم على أن لا يعود في المستقبل إلى تلك الذنوب ولا إلى أمثالها ويعزم عزماَ مؤكداً فإن هذا العزم يتأكد في الحال وإن كان يتصور أن تغلبه الشهوة في ثاني الحال.
    الناس في التوبة أربع طبقات :
    1. تائب يستقيم على التوبة إلى آخر عمره ويتدارك ما فرّط ولا يحدِّث نفسه بالعودة إلى ذنوبه إلا الزلات التي لا ينفك عنها البشر هذه هي الاستقامة في التوبة وصاحبها هو السابق بالخيرات وتسمى التوبة النصوح وتسمى هذه النفس: المطمئنة.
    2. تائب سلك طريق الاستقامة في أمهات الطاعات وكبائر الفواحش، إلا أنه لا ينفك عن ذنوب تعتريه لا عن عمد ولكنه يبتلى بها فى مجارى أحواله من غير أن يقدم عزماً على الإقدام عليها وكلما أتى شيئاً منها لام نفسه وندم وعزم على الاحتراز من أسبابها فهذه النفس اللوامة تلوم صاحبها على ما يستهدف له من الأحوال الذميمة فهذه رتبة عالية وإن كانت نازلة عن الأولى وهى أغلب أحوال التائبين لأن الشر معجون بطينة الآدمى.
    3. أن يتوب ويستمر على الاستقامة مدة ثم تغلبه شهوته فى بعض الذنوب فيقدم عليها لعجزه عن قهر الشهوة إلا أنه مواظب على الطاعات وترك جملة من الذنوب مع القدرة عليها والشهوة لها قهرته شهوة وهو يود لو أقدره الله على قمعها فإذا انتهت ندم لكنه يعد نفسه بالتوبة فهذه النفس المسؤولة فأمر هذا من حيث مواظبته على الطاعات وكراهيته لما يتعاطاه مرجو لقوله تعالى : { عسى الله أن يتوب عليهم } وعاقبته خطرة من حيث تأخيره فربما يختطف قبل التوبة.
    4. أن يتوب ويجرى مدة على الاستقامة ثم يعود إلى الذنوب منهمكاً من غير أن يحدث نفسه بالتوبة فهذا من المصرين وهذه النفس الأمارة بالسوء ويخاف عليه سوء الخاتمة فإن مات هذا على التوحيد فيرجى له الخلاص من النار ولو بعد حين ولا يستحيل أن يشمله عموم العفو بسبب خفي لا يطلع عليه إلا أن التعويل على هذا لا يصلح.
    ما ينبغي للتائب فعله
    ينبغي له أن يأتي بحسنات تضاد ما عمل من السيئات لتمحوها وتكفرها والحسنات المكفرة تكون بالقلب واللسان والجوارح على حسب السيئات فما كان بالقلب فنحو التضرع والتذلل وأما اللسان الاعتراف بالظلم والاستغفار . وأما الجوارح فبالطاعات والصدقات وأنواع العبادات .
    دواء التوبة وطريق علاج حل عقد الإصرار
    لا يقف على الدواء من لا يقف على الداء ولا يبطل الشيء إلا بضده، وسبب الإصرار الغفلة والشهوة ولا تضاد الغفلة إلا بالعلم ولا تضاد الشهوة إلا بالصبر على قطع الأسباب المحركة للشهوة الغفلة رأس الخطايا فلا دواء إذاً للتوبة إلا بمعجون يعجن من حلاوة العلم ومرارة الصبر.
    مرض القلوب أكثر من مرض الأبدان وصار مرضها أكثر لأمور :
    1. أن المريض لا يدرى أنه مريض .
    2. أن عاقبته غير مشاهدة في هذا العالم بخلاف مرض الأبدان فعاقبته مشاهدة ينفر الطبع عنها وما بعد الموت غير مشاهد، فقلّت النفرة عن الذنوب وإن علمها مرتكبها فتراه يتكل على فضل الله في مرض القلب ويجتهد في علاج البدن من غير اتكال .
    3. الداء العضال فقد الطبيب فالأطباء هم العلماء ومرضوا في هذه الأعصار لأن الداء المهلك هو حب الدنيا وغلب هذا الداء على الأطباء فلم يقدروا على تحذير الخلق استنكافاً من أن يقال لهم : فما لكم تأمرون بالعلاج وتنسون أنفسكم فبهذا السبب عم الداء وانقطع الدواء .
    ينبغي للواعظ سلوك الأعمال النافعة في ذلك:
    1. أن يذكر ما في القرآن من الآيات المخوفة للمذنبين وفي الأخبار والآثار ويمزج ذلك بمدح التائبين .
    2. حكايات الأنبياء عليهم السلام والسلف الصالح وما أصابهم من المصائب بسبب الذنوب ولم يوردها القرآن إلا للاعتبار وكان من سعادتهم معالجتهم بذلك والأشقياء يمهلون ليزدادوا إثما، ولأن عذاب الآخرة أشد.
    3. أن يقرر عندهم أن تعجل العقوبة في الدنيا متوقع وأن كل ما يصيب العبد من المصائب فهو سبب جناياته فرب عبد يتساهل في أمر الآخرة يخاف عقوبة الدنيا أكثر لفرط جهله والذنوب قد يتعجل في الدنيا شؤمها.
    4. ذكر ما ورد من العقوبات في آحاد الذنوب.
    5. أن يكون طبيباً يعلم الداء وكيف يصنع الدواء ولابد من الصبر، فالمريض يطول مرضه لتناوله ما يضره ويحمله على ذلك شدة شهوته أو غفلته أو مضرته فلابد من مرارة الصبر وكذلك يعالج الشهوة في المعاصي.
    6. أن يستحضر المخوفات التي جاءت في كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا اشتد خوفه تباعد عن الأسباب المهيجة للشهوة والذي يهيج الشهوة من خارج هو حضور المشتهى والنظر إليه وعلاجه الجوع والصوم الدائم وكل ذلك لا يتم إلا بصبر ولا يصبر إلا عن خوف ولا يخاف إلا عن علم ولا يعلم إلا عن بصيرة.
    7. الإنسان يقع في الذنب مع علمه بقبح عواقبه فعن ذلك أجوبة منها: - أن العقاب الموعود ليس بحاضر . - أن المؤمن إذا أذنب لابد أن يعزم على التوبة، وقد وعد أن التوبة تجبر ما فعل، وطول الأمل غالب على الطباع، فلا يزال يسوف بالتوبة، فلما رجا التوبة أقبل على الذنب . - أنه يرجو عفو الله عنه
    8. علاج هذه الأسباب أن يفكر في نفسه أن كل ما هو آتٍ قريب والمسوف يبنى الأمر على ما ليس إليه وهو البقاء، فلعله لا يبقى وإن بقى فربما لا يقدر على الترك والله سبحانه وتعالى أعلم .

    الزهد والفقر
    حب الدنيا رأس كل خطيئة وبعضها أسباب كل طاعة ومقاطعتها إما أن تكون بانزوائها عن العبد ويسمى ذلك فقراً وإما بانزواء العبد عنها ويسمى ذلك زهداً ولكل واحد منهما درجة في نيل السعادات وحظ في الإعانة على الفوز والنجاة .
    الفقر :
    الفقير إلى الشيء هو المحتاج إليه وكل موجود سوى الله فهو فقير وأما فقر العبد بالإضافة إلى أصناف حاجاته فلا يحصر ومن جملة حاجاته ما يتوصل إليه بالمال ثم يتصور أن يكون له خمسة أحوال عند فقره :
    1. أن يكون بحيث لو أتاه المال لكرهه وتأذى به وهرب من أخذه بغضها له واحترازاً من شره وشغله وصاحبها يسمى زاهداً .
    2. أن يكون لا يرغب فيه رغبة يفرح بحصوله ولا يكرهه كراهة يتأذى بها وصاحبها يسمى راضياً .
    3. أن يكون وجود المال أحب إليه من عدمه لرغبة له فيه ولكن لم يبلغ من رغبته أن ينهض لطلبه بل إن أتاه عفواً أو صفواً أخذه وفرح به وإن افتقر إلى تعب في طلبه لم يشتغل به وصاحبها يسمى قانعاً .
    4. أن يكون تركه للطلب لعجزه وإلا فهو راغب فيه لو وجد سبيلاً إلى طلبه بالتعب لطلبه وصاحبها يسمى الحريص .
    5. أن يكون مضطراً إلى ما قصده من المال كالجائع والعاري الفاقد للمأكول والملبوس ويسمى صاحبها مضطرا كيفما كانت رغبته في الطلب ضعيفة أو قوية .
    تفضيل الفقر على الغنى
    يتصور الخلاف في فقير صابر ليس بحريص بالإضافة إلى غنى شاكر ينفق ماله في الخيرات أو فقير حريص مع غنى حريص إذ لا يخفى أن الفقير القانع الحريص فإن كان متمتعاً بالمال في المباحات فالفقير القنوع أفضل منه وكشف الغطاء في هذا أن ما يراد لغيره ولا يرد لعينه ينبغي أن يضاف إلى مقصوده إذ به يظهر فضله والدنيا ليست محذورة لعينها بل لكونها عائقة عن الوصول إلى الله والفقر ليس مطلوباً لعينه ولكن لأن فيه فقد العائق عن الله تعالى وعدم التشاغل عنه وكم من غنى لا يشغله عن الله وكم من فقير شغله فقره عن المقصود وصرفه عن حب الله والأنس به وإنما الشاغل له حب الدنيا، وإذا لا يجتمع معه حب الله تعالى، فالمحب للشيء مشغول به سواء كان في فراقه، أو في وصاله بل قد يكون شغله في الفراق أكثر . والدنيا معشوقة الغافلين، فالمحروم منها مشغول بطلبها والقادر عليها مشغول بحفظها والتمتع بها وإن أخذت الأمر باعتبار الأكثر فالفقير عن الخطر أبعد لأن فتنة السراء أشد من فتنة الضراء ومن العصمة أن لا تجد ولما كان ذلك طبع الآدميين إلا القليل منهم جاء الشرع بذم الغنى وفضل الفقر.
    آداب الفقير في فقره
    1. أن لا يكون كارهاً لما ابتلاه الله به من الفقر .
    2. أرفع منه أن يكون راضياً فرحاً.
    3. يكون متوكلاً على الله سبحانه.
    4. واثقاً به ومتى عكس الحال وكان يشكو إلى الخلق ولا يشكو إلى الله تعالى كان الفقر عقوبة في حقه فلا ينبغي له إظهار الشكوى، بل يظهر التعفف والتجمل .
    5. أن لا يتواضع لغنى لأجل غناه ولا يرغب في مجالسته .
    6. أن لا يفتر عن العبادة بسبب فقره ولا يمنع بذلك ما فضل عنه فذلك جهد المقل .
    آدابه في قبول العطاء
    إذا جاءه بغير سؤال ينبغي أن يلاحظ فيما جاءه ثلاثة أمور : نفس المال، وغرض المعطى، وغرضه فى الأخذ .
    1. أما في نفس المال فينبغي أن يكون خالياً عن الشبهات كلها فان كان فيه شبهة فليحترز عن أخذه .
    2. أما غرض المعطى، فلا يخلو، - أن يكون طلباً للمحبة هدية فلا بأس بقبولها إذا لم تكن رشوة ولم يكن فيها منة.
    - أن يكون غرض المعطى الثواب زكاة وصدقة عليه أن ينظر في نفسه هل هو مستحق أم لا ؟ فان اشتبه عليه فهو محل شبهة، وإن كان صدقة، فكان المعطى إنما يعطيه لدينه، فلينظر إلى باطنه، فإن كان مقارناً لمعصية فى السر، يعلم أن المعطى لو علم بذلك ، لنفر طبعه ولما تقرب إلى الله بالصدقة عليه، لم يأخذه كما لو أعطاه لظنه أنه عالم لم يكن . - أن يكون غرض المعطى الشهرة والرياء فينبغي أن يرد عليه قصده الفاسد ولا يأخذه لأنه إذا قبله يكون معينا له على قصده الفاسد وأما غرضه في الأخذ فلينظر إن كان مستغنياً لم يأخذه، وإن كان محتاجاً إليه فالأفضل له الأخذ.
    تحريم السؤال من غير ضرورة وآداب الفقير المضطر في السؤال
    السؤال في الأصل حرام لأنه لا ينفك عن ثلاثة أمور :
    1. الشكوى .
    2. إذلال نفسه وما ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه .
    3. إيذاء المسؤول غالباً .
    إنما يباح السؤال في حال الضرورة والحاجة القريبة من الضرورة وينبغي أن يظهر الشكر لله تعالى ولا يسأل سؤال محتاج.
    حقيقة الزهد
    الزهد في الدنيا من مقامات السالكين وعبارة عن انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه وشرط المرغوب عنه أن يكون مرغوبا فيه بوجه من الوجوه فمن رغب عن شيء ليس مرغوباً فيه ولا مطلوباً في نفسه، لم يسم زاهداً ومن زهد في كل شيء سوى الله تعالى فهو الزاهد الكامل .
    ليس من الزهد ترك المال وبذله على سبيل السخاء واستمالة القلوب، وإنما أن يترك الدنيا للعلم بحقارتها بالنسبة إلى نفاسة الآخرة. قال الفضيل : جعل الشر كله في بيت، وجعل مفتاحه حب الدنيا، وجعل الخير كله فى بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا.
    درجات الزهد وأقسامه
    1. من الناس من يزهد في الدنيا وهو لها مشتهٍ لكنه يجاهد نفسه وهذا يسمى المتزهد وهو مبدأ الزهد .
    2. الدرجة الثانية أن يزهد فيها طوعا لا يكلف نفسه لكنه يرى زهده ويلتفت إليه فيكاد يعجب بنفسه ويرى أنه ترك شيئاً له قدر لما هو أعظم قدراً منه وهذا أيضاً نقصان .
    3. الدرجة الثالثة العليا أن يزهد طوعاً ويزهد في زهده فلا يرى أنه ترك شيئاً لأنه عرف أن الدنيا ليست بشيء فيكون كمن ترك خرقة، وأخذ جوهرة فلا يرى ذلك معاوضة، فإن الدنيا بالإضافة إلى نعيم الآخرة، أحسن من خرقة بالإضافة إلى جوهرة، فهذا هو الكمال في الزهد .

    أقسام الزهد بالإضافة إلى المرغوب فيه على ثلاث درجات :
    1. الزهد للنجاة من العذاب والحساب والأهوال التي بين يدي الآدمي، وهذا زهد الخائفين .
    2. الزهد للرغبة في الثواب والنعيم الموعود به وهذا زاهد الراجين فهؤلاء تركوا نعيماً لنعيم .
    من ضروريات الحياة
    والضروريات المهمات سبعة أشياء
    1. المطعم همة الزاهد منه ما يدفع به الجوع مما يوافق بدنه من غير قصد الالتذاذ.
    2. الملبس الزاهد يقتصر فيه على ما يدفع الحر والبرد ويستر العورة ولا بأس أن يكون فيه نوع تجمل لئلا يخرجه التقشف إلى الشهرة.
    , فى الجملة إن كل ما يراد للضرورة فلا ينبغي أن يجاوز حد الزهد.
    أثاث البيت ينبغي للزاهد أن يقتصر فيه على الخزف ويستعمل الإناء الواحد في مقاصده فيأكل في القصعة ويشرب فيها ومن خرج إلى كثرة العدد في الآلة أو في نفاسة الجنس خرج عن الزهد.
    5. المنكح لا معنى للزهد في أصل النكاح ولا في كثرته والناس مختلفون فيه منهم من يقصده لطلب النسل ويمكنه الكسب الحلال للعائلة فلا يقدح ذلك في دينه ولا يتشتت قلبه بل يجمع النكاح همه ويكف بصره ويرد فكره فهذا غاية في الفضيلة وعليه يحمل حال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    6. المال ضروري في المعيشة يقتصر منه على ما يدفع به الوقت وكان في الصالحين من يتشاغل بالتجارة ويقصد بها العفاف.
    7. الجاه لابد للإنسان من جاه واشتغال الزاهد بالزهد يمهد له الجاه في القلب فينبغي أن يتحرز من شر ذلك .
    وفى الجملة فالحوائج الضرورية ليست من الدنيا وكان كثير من السلف يعرض لهم بالمال الحلال فيقولون : لا نأخذه نخاف أن يفسد علينا ديننا .
    علامات الزهد
    1. أن لا يفرح بموجود ولا يحزن بمفقود وهذا علامة الزهد في المال.
    2. أن يستوي عنده ذامه ومادحه وهذه علامة الزهد في الجاه .
    3. أن يكون أنسه بالله والغالب على قلبه حلاوة الطاعة فأما محبة الدنيا ومحبة الله فهما في القلب كالماء والهواء في القدح إذا دخل الماء خرج الهواء فلا يجتمعان.

    الصبر والشكر
    أقسام الصبر
    1. بدني كتحمل المشاق بالبدن وتعاطي الأعمال الشاقة من العبادات أو من غيرها .
    2. نفساني على مشتهيات الطبع والهوى: إن كان صبراً عن شهوة البطن والفرج سمى عفة. وإن كان الصبر في قتال سمى شجاعة . وإن كان في كظم غيظ سمى حلماً . وإن كان في نائبة مضجرة، سمى سعة صدر. وإن كان في إخفاء أمر سمى كتمان سر. وإن كان في فضول عيش سمى زهداً. وإن كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ سمى قناعة .
    العبد لا يستغني عن الصبر في كل حال من الأحوال لأن جميع ما يلقاه في الدنيا لا يخلو من نوعين :
    1. ما يوافق هواه من جميع ملاذ الدنيا فالعبد محتاج إلى الصبر في جميعها فلا يركن إليها ويراعى حق الله في ماله بالإنفاق وبدنه بالمعونة للحق.
    2. المخالف للهوى وهو ثلاثة أقسام : - يحتاج العبد إلى الصبر على الطاعات لأن النفس بطبعها تنفر عن العبودية.
    - الصبر عن المعاصي وما أحوج العبد إلى ذلك ..
    - ما لا يدخل تحت الاختبار كالمصائب مثل موت الأحبة وسائر أنواع البلاء فالصبر من أعلى المقامات لأن سنده اليقين .
    الصبر على أذى الناس من أعلى المراتب
    آداب الصبر
    1. استعماله في أول صدمة لقوله صلى الله عليه وسلم : " إنما الصبر عند الصدمة الأولى ".
    2. الاسترجاع عند المصيبة لحديث أم سلمة رضى الله عنها.
    3. سكون الجوارح واللسان فأما البكاء فجائز .
    4. إذا كانت المصيبة مما يمكن كتمانها فكتمانها من نعم الله عز وجل الخفية .
    الشكر بالقلب واللسان والجوارح
    - الشكر بالقلب هو إظهار الشكر لله بالتحميد .
    - الشكر بالجوارح هو استعمال نعم الله في طاعته والتوقى من الاستعانة بها على معصيته.
    - الشكر باللسان إظهار الرضى عن الله وهو مأمور به .
    فعل الشكر لا يتم إلا بمعرفة ما يحبه الله
    فعل الشكر وترك الكفران لا يتم إلا بمعرفة ما يحبه الله إذ معنى الشكر استعمال نعمة في محابه والكفران نقيض ذلك إما بترك الاستعمال أو استعماله فيما يكرهه .
    ولتمييز ما يحبه الله فيما يكرهه مدركان :
    أحدهما : السمع ومستنده الآيات .
    الثاني : بصيرة القلب وهو النظر بعين الاعتبار .
    النعم وحقيقتها وأقسامها
    كل مطلوب يسمى نعمة ولكنها في الحقيقة السعادة الأخروية وتسمية ما عداها نعمة تجوز والأمور كلها بالإضافة إلينا تنقسم أربعة أقسام :
    1. ما هو نافع في الدنيا والآخرة كالعلم وهو النعمة الحقيقية .
    2. ما هو ضار فيهما جميعاً وهو البلاء حقيقة .
    3. ما ينفع في الحال ويضر في المآل كإتباع الشهوات.
    4. الضار في الحال النافع في المآل نعمة عند ذوى الألباب بلاء عند الجهال.
    كثرة نعم الله وتسلسلها وخروجها عن الحصر والإحصاء
    النعم تنقسم إلى ما هو غاية مطلوبة لذاتها وإلى ما هو مطلوب لأجل الغاية .
    1. أما الغاية فهي سعادة الآخرة ويرجع حاصلها إلى أربعة أمور : - بقاء لا فناء له - سرور لا غم فيه - علم لا جهل معه - غنى لا فقر بعده وهى السعادة الحقيقية .
    2. أما الوسائل إلى السعادة المذكورة أربعة أقسام:
    - فضائل النفس كالإيمان وحسن الخلق .
    - فضائل البدن من القوة والصحة ونحوهما .
    - النعم المطيفة للبدن من المال والجاه والأهل .
    - الأسباب التي جمع بينها وبين ما يناسب الفضائل من الهداية والإرشاد، والتسديد، والتأييد، وكل هذه نعم عظيمة .
    من نعم الله الأسباب التي يتم بها الأكل
    من جملة الأسباب التي يتم بها الأكل على سبيل التلويح لا الاستقصاء فنقول : من جملة نعم الله عليك أن خلق لك آلة الإحساس وآلة الحركة في طلب الغذاء فانظر إلى ترتيب حكمة الله في الحواس الخمس التي هي آلة للإدراك .
    1. أول حس يخلق أن تحس بما يلاصقك
    2. فافتقرت إلى حس تدرك به ما بعد عنك فخلق لك الشم ولكن لا تدرى من أي ناحية جاءت الرائحة
    3. تحتاج أن تطوف كثيراً حتى تعثر على الذي شممت رائحته وربما لم تعثر
    4. فخلق لك البصر لتدرك به ما بعد عنك إلا أنه لا تدرك بذلك ما وراء الجدار فتعجز عن الهرب،
    5. فخلق لك السمع حتى تدرك به الأصوات عند جريان الحركات
    6. ثم أكرمك الله بالعقل والحكمة الكبرى فيه معرفة الله تعالى.
    7. ثم إن الشهوة لو لم تسكن عند أخذ مقدار الحاجة من الطعام، لأسرفت وأهلكت نفسك، فخلق لك الكراهة عند الشبع لتترك الأكل بها وكذلك القول في شهوة الوقاع لحكمة بقاء النسل .
    8. ثم خلق لك الأعضاء التي هي آلات الحركة في تناول الغذاء وغيره.
    9. ثم جعل رأس اليد عريضاً وهو الكلف وقسمه خمسة أقسام وهى الأصابع..
    10. وفى الآدمي من العضلات والعروق ما لا يحصى مختلف بالصغر والكبر والدقة والغلظ ولا شيء منها إلا وفيه حكمة وكل ذلك من الله سبحانه ولو سكن من جملتها عرق متحرك أو تحرك عرق ساكن لهلكت يا مسكين .
    الغفلة عن النعم لها أسباب :
    1. الناس لجهلهم لا يعدون ما يعم الخلق في جميع أحوالهم نعمة فلا يشكرون من النعم لأنها عامة للخلق فلا تراهم يشكرون الله على روح الهواء وهذا غاية الجهل إذ صار شكرهم موقوفاً على أن تسلب عنهم النعمة ثم ترد إليهم في بعض الأحوال فالنعم في جميع الأحوال أولى بالشكر.
    2. ما من عبد إلا إذا أمعن النظر رأى من نعم الله نعماً كثيرة لا يشاركه فيها عموم الناس بل قد يشاركه في ذلك كثير منهم من ذلك العقل فما من عبد إلا وهو راضٍ عنه سبحانه في عقله يعتقد أنه أعقل الناس وقلما يسأل الله العقل وإذا كان ذلك اعتقاده فيجب عليه أن يشكر الله تعالى على ذلك .
    3. ما من عبد إلا ويرى من غيره عيوباً يكرهها وأخلاقاً يذمها ويرى نفسه بريئاً منها فينبغي أن يشكر الله على ذلك حيث أحسن خلقه وابتلى غيره .
    4. ما من أحد إلا وهو يعرف من بواطن أمور نفسه وخفايا أركانها ما هو منفرد به ولو كشف الغطاء عنه حتى أطلع عليه أحد من الخلق لافتضح فكيف لو اطلع الناس كافة فلم لا يشكر الله بستره الجميل على مساويه حيث أظهر الجميل وستر القبيح .
    5. ما من عبد إلا ورزقه تعالى في صورته أو أخلاقه أو صفاته أو أهله أو ولده أو مسكنه أو بلده أو رفيقه أو أقاربه أو جاهه أو سائر محابه أموراً لو سلب ذلك وأعطى ما خصص به من ذلك غيره لكان لا يرضى به.
    اجتماع الصبر والشكر على وجه واحد
    البلاء موجود كما النعمة وليس كل بلاء يأمر بالصبر عليه مثل الكفر، فإنه بلاء ولا معنى للصبر عليه، وكذا المعاصي إلا أن الكافر لا يعلم أن كفره بلاء فيكون كمن به علة وهو لا يتألم بها بسبب غشيته والعاصي يعرف عصيانه فعليه ترك المعصية وكل بلاء يقدر الإنسان على دفعه لا يأمن الصبر عليه.
    في كل فقر ومرض وخوف وبلاء في الدنيا خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها ويشكر عليها :
    1. كل مصيبة ومرض يتصور أن يكون عليها أكثر منها لأن مقدورات الله لا تتناهى فلو أضعفها الله على العبد فما كان يمنعه؟ فليشكر إذ لم يكن أعظم .
    2. أن المصيبة لم تكن في الدين .
    3. أن ما من عقوبة إلا كان يتصور أن تؤخره إلى الآخرة ومصائب الدنيا يتسلى عنها فتخفف ومصيبة الآخرة دائمة وإن لم تدم فلا سبيل إلى تخفيفها ومن عجلت عقوبته في الدنيا لم يعاقب ثانياً
    4. أن هذه المصيبة كانت مكتوبة عليه في أم الكتاب ولم يكن بد من وصولها إليه فوصلت واستراح منها فهي نعمة .
    5. أن ثوابها أكثر منها فمصائب الدنيا طرق إلى الآخرة فما من شيء من هذه الأسباب يوجد من العبد إلا ويتصور أن يكون له في ذلك خبرة دينية فعليه أن يحسن الظن بالله عز وجل ويقدر الخيرة فيما أصابه، ويشكر الله تعالى عليه، حكمة الله واسعة، وهو أعلم بمصالح العباد منهم، وغداً يشكره العباد على البلاء إذا رأوا ثوابه.
    بيان أيهما أفضل الصبر أم الشكر
    لكل واحد من الصبر والشكر درجات .
    فأقل درجات الصبر ترك الشكوى مع الكراهة ووراءها المرضى وهو مقام وراء الصبر ووراء ذلك الشكر على البلاء وهو وراء الرضى .
    درجات الشكر كثيرة فإن حياء العبد مع تتابع نعم الله عليه شكر، ومعرفته بالصبر عن الشكر شكر، والمعرفة بعظيم حلم الله وستره شكر، والاعتراف بأن النعم ابتداء من الله بغير استحقاق شكر، والعلم بأن الشكر نعمة من نعم الله شكر، وحسن التواضع في النعم والتذلل فيها شكر، وشكر الوسائط شكر، وقلة الاعتراض وحسن الأدب بين يدي المنعم شكر، وتلقى النعم بحسن القبول واستعظام صغيرها شكر،
    إذا أضيف إلى الشكر الذي هو صرف المال إلى الطاعة فالشكر أفضل، لأنه تضمن الصبر أيضاً وفيه فرح بنعمة الله وفيه احتمال ألم في صرفه إلى الفقراء وترك صرفه إلى التنعيم المباح فهو أفضل من الصبر بهذا الاعتبار .
    وأما إذا كان شكر المال ألا يستعين به على معصية بل يصرفه إلى التنعيم المباح فالصبر هنا أفضل من الشكر والفقير الصابر أفضل من الممسك ماله الصارف له في المباحات لأن الفقير جاهد نفسه وأحسن الصبر على بلاء الله.

    التوكل
    بيان أحوال التوكل وأعماله وحده ونحو ذلك
    التوكل اعتماد القلب على الموكل ولا يتوكل الإنسان على غيره إلا إذا اعتقد فيه أشياء : الشفقة، والقوة، والهداية . إذا عرفت هذا فقس عليه التوكل على الله وإذا ثبت في نفسك أنك لا فاعل سواه واعتقدت مع ذلك أنه تام العلم والقدرة والرحمة وليس وراء قدرته قدرة ولا وراء علمه علم ولا وراء رحمته رحمة اتكل قلبك عليه وحده لا محالة ولم يلتفت إلى غيره بوجه فإن كنت لا تجد هذه الحالة من نفسك فسببه أحد أمرين : - إما ضعف اليقين بأحد هذه الخصال - وإما ضعف القلب باستيلاء الجبن عليه وانزعاجه بسبب الأوهام الغالبة علية القلب قد ينزعج ببقاء الوهم وطاعته له من غير نقصان في اليقين.
    فلا يتم التوكل إلا بقوة القلب وقوى اليقين جميعاً فإذا انكشف لك معنى التوكل وعلمت الحالة التي تسمى توكلاً فاعلم أن تلك الحالة لها في القوة والضعف ثلاث درجات :
    1. أن يكون حاله في حق الله الثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل .
    2. أن يكون حاله مع الله كحال الطفل مع أمه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى سواها فمن كان تألهه إلى الله ونظره إليه واعتماده عليه كلف به كما يكلف الصبي بأمه فيكون متوكلاً حقاً . الفرق بين هذا والأول أن هذا متوكل فني في توكله عن توكله إذا لا يلتفت إلى غير المتوكل عليه ولا مجال في قلبه لغيره .
    وأما الأول متوكل بالتكليف والكسب وليس فانيا عن توكله، بل له التفات إليه وذلك شغل صارف عن ملاحظة المتوكل عليه وحده .
    3. أعلى منهما أن يكون بين يدي الله تعالى مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه إلا أنه لا يرى نفسه ميتاً وهذا يفارق حال الصبي مع أمه فإنه يفزع إلى أمه ويصيح ويتعلق بذيلها . وهذه الأحوال توجد في الخلق إلا أن الدوام يبعد ولاسيما المقام الثالث .
    بيان أعمال المتوكلين
    يظن بعضهم أن معنى التوكل ترك الكسب بالبدن والتدبير بالقلب وهذا ظن الجهال حرام في الشرع والشرع أثنى على المتوكلين ويظهر تأثير التوكل في حركة العبد وسعيه إلى مقاصده وسعيه إما أن يكون لجلب نفع مفقود كالكسب أو حفظ موجود كالادخار وإما لدفع ضرر لم ينزل كدفع الصائل أو لإزالة ضرر نزل كالتداوي فحركات العبد لا تعدو هذه الفنون الأربعة .
    1. جلب المنافع الأسباب التي بها على ثلاث درجات: - سبب مقطوع به كالأسباب التي ارتبطت بها المسببات بتقدير الله ومشيئته ارتباطاً مطرداً.
    - أسباب ليست متيقنة لكن الغالب أن المسببات لا تحصل دونها مثاله من يخرج مسافرا إلى البوادي التي لا يطرقها الناس إلا نادراً ولا يستصحب معه شيئاً من الزاد. - ملابسة أسباب يتوهم إفضاؤها إلى المسببات من غير ثقة ظاهرة كالذي يستقصي في التدبيرات الدقيقة في تفصيل الاكتساب ووجوهه فمتى كان قصده صحيحاً وفعله لا يخرج عن الشرع لم يخرج عن التوكل لكنه ربما دخل في أهل الحرص إذا طلب فضول العيش وترك التكسب ليس من التوكل في شيء إنما هو من فعل البطالين الذين آثروا الراحة، وتعللوا بالتوكل .
    2. التعرض للأسباب بالادخار من وجد قوتاً حلالاً يشغله كسب مثله عن جمع همه فادخاره إياه لا يخرجه عن التوكل خصوصاً إذا كان له عائلة.
    3. مباشرة الأسباب الدافعة للضرر ليس من شرط التوكل ترك الأسباب الدافعة للضرر فلا يجوز النوم في الأرض المسبعة ويتوكل في ذلك كله على المسبب لا على السبب ويكون راضيا بكل ما يقضى الله عليه.
    4. السعي في إزالة الضرر كمداواة المريض ونحوه.
    الأسباب المزيلة للضرر تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
    1. مقطوع به كالماء المزيل لضرر العطش فهذا القسم ليس تركه من التوكل في شيء .
    2. أن يكون مظنوناً، كالحجامة ونحوه فهذا لا يناقض التوكل فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تداوى وأمر بالتداوى والأدوية أسباب مسخرة بإذن الله تعالى .
    3. أن يكون السبب موهوماً كالكى فيخرج عن التوكل لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وصف المتوكلين بأنه لا يكتوون.
    [CENTER][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=red][B]أموت ويبقى كل ماقد كتبته... فياليت من يقرأ مقالي دعا ليا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
    [CENTER]
    [FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=red][B] لعل إلهي أن يمن بلطفه … ويرحم َ تقصيري وسوء فعاليا[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]

    تعليق

    يعمل...
    X