رسالة إلى إخواننا الليبين في تفصيل حكم حلق اللحى ولزوم الصبر والتقوى
إصبوا واذكروا الله كثيرا واستغفروا فإن النصر مع الصبر
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان غلى يوم الدين أما بعد
فقد بلغني مايحدث لإخواننا الليبين من تضييق عليهم في دينهم من أمرهم بحلق لحاهم وإذاء من لم يحلق لحيته بالسجن والتحقيق وغير ذلك
فأوصيهم بالصبر كما صنع أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري لما شكوا له ظلم الحجاج فأوصاهم بالصبر وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول مايأتيكم من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
فمن السنن التي يجب التمسك بها والصبر على الأذى فيها إعفاء اللحية شعار الصالحين وسمت الغر المحجلين وسنة الأنبياء والمرسلين قال تعالى عن هارون :"يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي"
أوجب إعفاءه الرسول الأمين واتفق على وجوب إعفاءها العلماء المتقدمين والمتأخرين إلا شرذمة لايعرف لقولهم أصل وسلف عن المتقدمين
فالأصل في الأمر أنه للوجوب وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولايعرف لها صارف
فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لاتشبهوا بالمشركين أرخوا اللحى وحفوا الشارب
فالتشبه بالمشركين مطابقة لصفة لباسهم أو هيئتهم حرام ولو لم يكن اللابس للباسهم والمتزيي بزيهم غير قاصد لمحاكتهم كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها لأنها صلاة الكفار فلايحل أن يصلي اليوم أحد في ذينك الوقتين بزعم أنه ماقصد
لأن التشبه في الظاهر يؤول إلى الموافقة في الباطن كما قرر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
فالنهي عن التشبه حماية لجناب التوحيد وسد لذريعة الوقوع في الفسق والشرك
ولايحل لأحد أن يجيز حلق اللحى لأن بعض يهود يعفيها لأن العبرة بالأغلب والنهي عن التشبه بهم في حلق اللحى من الثوابت وليس من المتغيرات لتنصيص النبي صلى الله عليه وسلم عليه وليس هو كلبس الطيلسان والذي كان مختصا بيهود فكان حراما فلما صار مشتركا بين المسلمين ويهود وحصل الذوبان جاز لبسه كما أفاد الحافظ بن حجر في الفتح
كما أنه لايجوز دعوى جواز الصلاة عند غروب الشمس وطلوعها بدعوى أننا لانرى الكفار يصلون
فإن النهي عن التشبه بهم في ذلك من الثوابت الشرعية
فالطاعة كإطلاق اللحية تقرن بمشقة أحيانا كما يحدث للمسلم في الحج ويكون أجره أعظم
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أجرك على قدر مشقتك
فالسجن والتحقيق مشقة يجب على المكلف تحملها مالم يصل الأمر غلى حد الإكراه وهو كما أفاد الحافظ بن حجر السجن الطويل أو تلف العضو أو قتل النفس والتيقن بإقاع التهديد مباشرة وغلبة الظن وأما مع الإحتمال فلا يفعل شيء متيقن التحريم كحلق اللحى لأمر محتمل وهو السجن الطويل وعدمه أو اتلاف العضو
فاصبروا عباد الله فإن االصابرين والمخلصين المبتغين بصبرهم وجه الله والدار الآخرة يوفون أجرهم بغير حساب
ولابأس عند الخوف ببقائكم في المنازل وترك الجماعة وترك التعرض للفتنة
فإذا أمسكوا بكم وخشيتم على أنفسكم تلف عضوا وغلب على ظنكم أو قتل فذلك الإكراه الذي جائز معه النطق بكلمة الكفر والقلب مطمئن بالإيمان فكيف بحلق اللحية ولكن يدفع ذلك بالأخف شرعا
بالقص والتخفيف وقبل ذلك دهنا بما يوهم تقصيرها من غير تقصير إلا ماجاء عن ابن عمر وهو بعد القبضة وقد أفتى الإمام أحمد في سنن الخلال إرخاء كإرخاء بن عمر
فلاتجيزوا لأنفسكم التهاون بهذه الشعيرة العظيمة والتي لما عرف أعداء السنة عظمها وأنها قرينة الإيمان حاربوها
وقد وعد الله بنصرة من يعمل بسنة نبيه فلايحل لأحد أن يسيء الظن بربه قال تعالى ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
قال تعالى ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
وقال تعالى ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين
وقال من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لأت وهو السميع العليم
فأوصيهم بكثرة ذكر الله والإستغفار وطلب العلم وتقوى الله ولزوم السنة
قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
وترك طاعتهم في معصية الله
روى الإمام أحمد في مسنده مرفوعا لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق
فالصبر الصبر فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر ولن يغلب عسر يسرين
فاللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لاإله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفون أحد أن
ترفع عن إخواننا البلاء العظيم وتولي عليهم من يخافك ويتقيك يارب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
إصبوا واذكروا الله كثيرا واستغفروا فإن النصر مع الصبر
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان غلى يوم الدين أما بعد
فقد بلغني مايحدث لإخواننا الليبين من تضييق عليهم في دينهم من أمرهم بحلق لحاهم وإذاء من لم يحلق لحيته بالسجن والتحقيق وغير ذلك
فأوصيهم بالصبر كما صنع أنس بن مالك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري لما شكوا له ظلم الحجاج فأوصاهم بالصبر وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول مايأتيكم من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
وقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يارسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
فمن السنن التي يجب التمسك بها والصبر على الأذى فيها إعفاء اللحية شعار الصالحين وسمت الغر المحجلين وسنة الأنبياء والمرسلين قال تعالى عن هارون :"يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي"
أوجب إعفاءه الرسول الأمين واتفق على وجوب إعفاءها العلماء المتقدمين والمتأخرين إلا شرذمة لايعرف لقولهم أصل وسلف عن المتقدمين
فالأصل في الأمر أنه للوجوب وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم ولايعرف لها صارف
فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لاتشبهوا بالمشركين أرخوا اللحى وحفوا الشارب
فالتشبه بالمشركين مطابقة لصفة لباسهم أو هيئتهم حرام ولو لم يكن اللابس للباسهم والمتزيي بزيهم غير قاصد لمحاكتهم كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها لأنها صلاة الكفار فلايحل أن يصلي اليوم أحد في ذينك الوقتين بزعم أنه ماقصد
لأن التشبه في الظاهر يؤول إلى الموافقة في الباطن كما قرر شيخ الإسلام رحمه الله تعالى
فالنهي عن التشبه حماية لجناب التوحيد وسد لذريعة الوقوع في الفسق والشرك
ولايحل لأحد أن يجيز حلق اللحى لأن بعض يهود يعفيها لأن العبرة بالأغلب والنهي عن التشبه بهم في حلق اللحى من الثوابت وليس من المتغيرات لتنصيص النبي صلى الله عليه وسلم عليه وليس هو كلبس الطيلسان والذي كان مختصا بيهود فكان حراما فلما صار مشتركا بين المسلمين ويهود وحصل الذوبان جاز لبسه كما أفاد الحافظ بن حجر في الفتح
كما أنه لايجوز دعوى جواز الصلاة عند غروب الشمس وطلوعها بدعوى أننا لانرى الكفار يصلون
فإن النهي عن التشبه بهم في ذلك من الثوابت الشرعية
فالطاعة كإطلاق اللحية تقرن بمشقة أحيانا كما يحدث للمسلم في الحج ويكون أجره أعظم
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أجرك على قدر مشقتك
فالسجن والتحقيق مشقة يجب على المكلف تحملها مالم يصل الأمر غلى حد الإكراه وهو كما أفاد الحافظ بن حجر السجن الطويل أو تلف العضو أو قتل النفس والتيقن بإقاع التهديد مباشرة وغلبة الظن وأما مع الإحتمال فلا يفعل شيء متيقن التحريم كحلق اللحى لأمر محتمل وهو السجن الطويل وعدمه أو اتلاف العضو
فاصبروا عباد الله فإن االصابرين والمخلصين المبتغين بصبرهم وجه الله والدار الآخرة يوفون أجرهم بغير حساب
ولابأس عند الخوف ببقائكم في المنازل وترك الجماعة وترك التعرض للفتنة
فإذا أمسكوا بكم وخشيتم على أنفسكم تلف عضوا وغلب على ظنكم أو قتل فذلك الإكراه الذي جائز معه النطق بكلمة الكفر والقلب مطمئن بالإيمان فكيف بحلق اللحية ولكن يدفع ذلك بالأخف شرعا
بالقص والتخفيف وقبل ذلك دهنا بما يوهم تقصيرها من غير تقصير إلا ماجاء عن ابن عمر وهو بعد القبضة وقد أفتى الإمام أحمد في سنن الخلال إرخاء كإرخاء بن عمر
فلاتجيزوا لأنفسكم التهاون بهذه الشعيرة العظيمة والتي لما عرف أعداء السنة عظمها وأنها قرينة الإيمان حاربوها
وقد وعد الله بنصرة من يعمل بسنة نبيه فلايحل لأحد أن يسيء الظن بربه قال تعالى ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
قال تعالى ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
وقال تعالى ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين
وقال من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لأت وهو السميع العليم
فأوصيهم بكثرة ذكر الله والإستغفار وطلب العلم وتقوى الله ولزوم السنة
قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
وترك طاعتهم في معصية الله
روى الإمام أحمد في مسنده مرفوعا لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق
فالصبر الصبر فإن النصر مع الصبر وإن الفرج مع الكرب وإن مع العسر يسر ولن يغلب عسر يسرين
فاللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لاإله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفون أحد أن
ترفع عن إخواننا البلاء العظيم وتولي عليهم من يخافك ويتقيك يارب العالمين
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
__________________
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
http://www.al-sunan.com/vb/showthread.php?t=3718
[ ماهر بن ظافر القحطاني ]
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
http://www.al-sunan.com/vb/showthread.php?t=3718
تعليق