السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غرائب الفراسة
غرائب الفراسة
قد مدح الله سبحانه الفراسة وأهلها في مواضع من كتابه فقال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} وهم المتفرسون الآخذون بالسيما وهي العلامة يقال تفرست فيك كيت وكيت وتوسمته وقال تعالى{وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} وقال تعالى{يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} وفي جامع الترمذي مرفوعا "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" ثم قرأ{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}
أفرس الناس
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أفرس الناس ثلاثة
امراة فرعون في موسى حيث قالت{قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}
وصاحب يوسف حيث قال لامرأته{أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً}
وأبو بكر الصديق في عمر رضي الله عنهما حيث جعله الخليفة بعده"
القرآن ينزل بموافقة عمر
ومن فراسته التي تفرد بها عن الأمة أنه قال "يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إبراهيم مُصَلّىً}
وقال "يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب"
واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقال لهن عمر "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن" فنزلت كذلك
وشاوره رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى يوم بدر فأشار بقتلهم ونزل القرآن بموافقته
وقد أثنى الله سبحانه على أهل فراسة المتوسمين وأخبر أنهم هم المنتفعون بالآيات
فراسة كعب بن سور
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتته امرأة فشكرت عنده زوجها وقالت هو من خير أهل الدنيا يقوم الليل حتى الصباح ويصوم النهار حتى يمسي ثم أدركها الحياء فقال "جزاك الله خيرا فقد أحسنت الثناء" فلما ولت قال كعب بن سور "يا أمير المؤمنين لقد أبلغت في الشكوى إليك فقال وما اشتكت؟ قال زوجها قال علي بهما فقال لكعب اقض بينهما قال أقضي وأنت شاهد؟ قال إنك قد فطنت إلى ما لم أفطن له قال إن الله تعالى يقول{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ}صم ثلاثة أيام وأفطر عندها يوما وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة فقال عمر "هذا أعجب إلي من الأول" فبعثه قاضيا لأهل البصرة فكان يقع له في الحكومة من الفراسة أمور عجيبة
ومن فراسة الحسين بن على رضي الله عنهما أن رجلا ادعى عليه مالا فقال الحسين ليحلف على ما ادعاه ويأخذه فتهيأ الرجل لليمين وقال والله الذي لا إله إلا هو فقال الحسين قل والله والله والله إن هذا الذي تدعيه عندي وفي قبلي ففعل الرجل ذلك
وقام فاختلفت رجلاه وسقط ميتا فقيل للحسين لم فعلت ذلك أي عدلت عن قوله والله الذي لا إله إلا هو إلى قوله والله والله والله فقال كرهت أن يثني على الله فيحلم عنه
وكذلك شريح فراسته وفطنته
قال الشعبي شهدت شريحا وجاءته امرأة تخاصم رجلا فأرسلت عينيها وبكت فقالت يا أبا أمية ما أظن هذه البائسة إلا مظلومة فقال يا شعبي إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون
ــ************ــ
الطرق الحكمية في السياسة الشرعية
ابن القيم الجوزية
رحمه الله
ابن القيم الجوزية
رحمه الله