الحمد لله المعبود بحق لا إله إلا هو وأشهد أن محمدا عبده صفيه وخليله صلى الله عليه وءاله وأزواجه وصحبه وسلم أما بعد:
فهذه وصيه أنقلها لإخواني تذكيرا بسلف الامة ورفعة قدرهم وعلو هممهم وإظهارا لنُور الذي قذفه الله في كلامهم وذالك لأنهم استفرغوا أوقاتهم وحياتهم لكتاب الله وسنته وصحابته رضي الله عنهم والحياة على ذالك فبدلوا النفيس والغالي في تحصيل ذالك وصدق فيهم حديث المصطفى صلى الله عليه وءاله وسلم من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فكانوا عظم الناس حظاوأسعدهم بالبشرى وكانوا اعمق الناس بعد الرسل واللانبياء علما واحسنهم هديا وخلقا رضي الله عن أولهم ورحم الله ءاخرهم وألحقنا بهم غير مبدلين ولا مفتونين .
والحسن البصري من سادات التابعين وقد أغنت شهرته عن ذكر ترجمته .
كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز:
إعلم أن التفكر يدعوا إلى الخير والعمل به ,والندم على الشر يدعوا إلى تركه , وليس مايفنى وإن كان كثيرا يعدل مايبقى وإن كان طلبه عزيزا,واحتمال المؤونة المنقطعة التي نعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مؤونة باقية .
فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعاها, وغرت بغرورها , وقتلت أهلها بأملها, والعيون إليها ناظرة , والنفوس لها عاشقة , والقلوب إليها والهة , ولألبابها دامغة , وهي لأزواجها كلهم قاتلة *قلت : صدق والله ولا حول ولاقوة إلا بالله*
فلا الباقي بالماضي معتبر , ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر , ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع , ولا العارف بالله والمصدق له حين أخبر عنها مذكر .
فأبت القلوب لها إلا حبا , وأبت النفوس بها إلا ضنا , وما هذا منا لها إلا عشقا = * قلت :يعني سكرا ولايستفاق منه إلا في مسكر الموتى * =ومن عشق شيئا , لم يعقل غيره , ومات في طلبه , أو يظفر به
فهما عاشقان طالبان لها :
1_ فعاشق قد ظفر بها واغتر , ونسي بها المبدأ والمعاد , فشغل بها لبه , وذهل فيها عقله , حتى زلت عنها قدمه , وجاءته أسرع ماكانت له منيته , فعظمت ندامته , وكسرت حسرته , واشتدت به كربته , مع ما عالج من سكرته , واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه وحسرة الموت بغصته , غير موصوف مانزل به .
2_ وآخر مات قبل أن يظفر منها بحاجته , فذهب بكربه وغمه , ولم يدرك منها ماطلب , ولم يرح نفسه من التعب والنصب , وخرجا جميعا بغير زاد , وقد قدما على غير مهاد .
*قلت : وجتمعت عندهم حسرتان حسرة الموت وحسرة الفوت كما نقل ولا حول ولا قوة إلا بالله *
فاحذرها الحذركله , فإنها مثل الحية : لين مسها وسمها قاتل .
وللوصية بقية نسأل الله ان يجعلنا من الفطناء الذين طلقوا الدنيا وخافوا الفتن وجعلوا صالح الاعمال فيها سفنا .
وهذا لدفع الاطالة ودفع السئام ومن يسأم من كلام الحسن البصري الذي روي فيه ان أمنا عائشة رضي الله عنها قالت إن كلامه ككلام النبوة أو كما قالت رضي الله عنها .
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات .
فهذه وصيه أنقلها لإخواني تذكيرا بسلف الامة ورفعة قدرهم وعلو هممهم وإظهارا لنُور الذي قذفه الله في كلامهم وذالك لأنهم استفرغوا أوقاتهم وحياتهم لكتاب الله وسنته وصحابته رضي الله عنهم والحياة على ذالك فبدلوا النفيس والغالي في تحصيل ذالك وصدق فيهم حديث المصطفى صلى الله عليه وءاله وسلم من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه فكانوا عظم الناس حظاوأسعدهم بالبشرى وكانوا اعمق الناس بعد الرسل واللانبياء علما واحسنهم هديا وخلقا رضي الله عن أولهم ورحم الله ءاخرهم وألحقنا بهم غير مبدلين ولا مفتونين .
والحسن البصري من سادات التابعين وقد أغنت شهرته عن ذكر ترجمته .
كتب الحسن إلى عمر بن عبد العزيز:
إعلم أن التفكر يدعوا إلى الخير والعمل به ,والندم على الشر يدعوا إلى تركه , وليس مايفنى وإن كان كثيرا يعدل مايبقى وإن كان طلبه عزيزا,واحتمال المؤونة المنقطعة التي نعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مؤونة باقية .
فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعاها, وغرت بغرورها , وقتلت أهلها بأملها, والعيون إليها ناظرة , والنفوس لها عاشقة , والقلوب إليها والهة , ولألبابها دامغة , وهي لأزواجها كلهم قاتلة *قلت : صدق والله ولا حول ولاقوة إلا بالله*
فلا الباقي بالماضي معتبر , ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر , ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع , ولا العارف بالله والمصدق له حين أخبر عنها مذكر .
فأبت القلوب لها إلا حبا , وأبت النفوس بها إلا ضنا , وما هذا منا لها إلا عشقا = * قلت :يعني سكرا ولايستفاق منه إلا في مسكر الموتى * =ومن عشق شيئا , لم يعقل غيره , ومات في طلبه , أو يظفر به
فهما عاشقان طالبان لها :
1_ فعاشق قد ظفر بها واغتر , ونسي بها المبدأ والمعاد , فشغل بها لبه , وذهل فيها عقله , حتى زلت عنها قدمه , وجاءته أسرع ماكانت له منيته , فعظمت ندامته , وكسرت حسرته , واشتدت به كربته , مع ما عالج من سكرته , واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه وحسرة الموت بغصته , غير موصوف مانزل به .
2_ وآخر مات قبل أن يظفر منها بحاجته , فذهب بكربه وغمه , ولم يدرك منها ماطلب , ولم يرح نفسه من التعب والنصب , وخرجا جميعا بغير زاد , وقد قدما على غير مهاد .
*قلت : وجتمعت عندهم حسرتان حسرة الموت وحسرة الفوت كما نقل ولا حول ولا قوة إلا بالله *
فاحذرها الحذركله , فإنها مثل الحية : لين مسها وسمها قاتل .
وللوصية بقية نسأل الله ان يجعلنا من الفطناء الذين طلقوا الدنيا وخافوا الفتن وجعلوا صالح الاعمال فيها سفنا .
وهذا لدفع الاطالة ودفع السئام ومن يسأم من كلام الحسن البصري الذي روي فيه ان أمنا عائشة رضي الله عنها قالت إن كلامه ككلام النبوة أو كما قالت رضي الله عنها .
والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات .
تعليق