صدق الله ـ تبارك وتعالى ـ اذ يقول: 'ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السماوات والارض'، وهذه الآية تصدق تماما على الذين يدعون للكف عن الجهاد في سبيل الله،والدفاع عن شريعته، وفضح اهل البدع، والغيرة على الكتاب والسنة، وترك بيان احكام الله وحال المخالفين لهاِِ كل ذلك يدعون للكف عنه تذرعا بالاخلاق الحميدة.
وماهي الاخلاق الحميدة التي تؤدي وتدفع لخيانة الله ورسوله وخيانة امانة العلم؟ ولم لم يرفع هؤلاء شعار الاخلاق ويطبقونه على انفسهم واحزابهم وعلى مذاهبهم وعلى الناس من قبل؟ وهل من الاخلاق الحسنة السكوت عن منكرات الاحزاب التي اضرت بالدين والمسلمين؟
ان المفهوم الضيق الذي يفهمه هؤلاء للاخلاق منحصر في بعض السلوكيات الحسنة من عفة اللسان ونزاهته، والحفاظ على حرمة المسلم وعرضه، والابتسامة في وجهه الى غيرذلك، وكل هذا لا منافاة بينه وبين بيان الحق ونقد الباطل، فعرض المسلم موفور، ونقده في خطئه لا ينافي عفة اللسان ولا حسن الخلق، ولو قيل ان عكس الدعوى صحيح لكان صحيحا، بمعنى ان الذي ينصح للمسلم، ويبين له خطأه، حتى يتوب منه ويرجع هو القائم بحقه في الدين، المتمثل لحسن الخلق معه، اما هذا الذي يخون المسلم ويتملقه ويتبسم في وجهه، وهو يعلم انه واقع فيما يسخط الله، فهو الكاذب في دعواه حسن الخلق، وان تحلى ببعض المظاهر السلوكية ذات التأثير على النفوس.
وهناك مفهوم اشمل للاخلاق،وهو الدين كما قال الله تعالى: 'وانك لعلى خلق عظيم' قال ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ : وانك لعلى دين عظيم وهو الاسلام، وكذلك قال مجاهد وغيره، فهل نفرط في الدين واصوله من اجل بعض واجباته واخلاقياته؟
ها نحن امام ارث عظيم في العلم خلفه لنا ألوف العلماء، نجد فيه اهل العلم يتناقشون ويتحاورون فيما يسوغ فيه الخلاف من مسائل الفقه غير النصية، ويرد بعضهم على استدلال بعض، ونجد مئات الردود من اهل السنة على اهل البدع وفضحهم والتحذير من باطلهم والتشهير بهم، ولم نجد عالما واحدا ـ والعلماء ورثة الانبياء ـ يزعم ان المناصحة او المناقشة او الرد على البدع له صلة بموضوعالاخلاق، والعلماء احسن الناس اخلاقا وافقههم فيها، فكيف غاب عن امة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كلها صلة باب الاخلاق بباب الرد على اهل البدع حتى يأتيناهؤلاء المجتهدون السياسيون الجدد ـ اذا انبرى ناصح لبيان بعض اخطائهم ـ بنفثة من نفثات تفقهاتهم الجديدة، التي لا تستند الى علم ولا الى مراقبة الرب ـ عز وجل ـ ليزيدوا الامة مرضا على امراضها، وبدعا على بدع اهل البدع، فالنصح والنقد وتعرية البدع باب لا صلة له عند اهل العلم بباب الاخلاق لا من قريب ولا من بعيد.
المصدر : http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=23&t=850
وماهي الاخلاق الحميدة التي تؤدي وتدفع لخيانة الله ورسوله وخيانة امانة العلم؟ ولم لم يرفع هؤلاء شعار الاخلاق ويطبقونه على انفسهم واحزابهم وعلى مذاهبهم وعلى الناس من قبل؟ وهل من الاخلاق الحسنة السكوت عن منكرات الاحزاب التي اضرت بالدين والمسلمين؟
ان المفهوم الضيق الذي يفهمه هؤلاء للاخلاق منحصر في بعض السلوكيات الحسنة من عفة اللسان ونزاهته، والحفاظ على حرمة المسلم وعرضه، والابتسامة في وجهه الى غيرذلك، وكل هذا لا منافاة بينه وبين بيان الحق ونقد الباطل، فعرض المسلم موفور، ونقده في خطئه لا ينافي عفة اللسان ولا حسن الخلق، ولو قيل ان عكس الدعوى صحيح لكان صحيحا، بمعنى ان الذي ينصح للمسلم، ويبين له خطأه، حتى يتوب منه ويرجع هو القائم بحقه في الدين، المتمثل لحسن الخلق معه، اما هذا الذي يخون المسلم ويتملقه ويتبسم في وجهه، وهو يعلم انه واقع فيما يسخط الله، فهو الكاذب في دعواه حسن الخلق، وان تحلى ببعض المظاهر السلوكية ذات التأثير على النفوس.
وهناك مفهوم اشمل للاخلاق،وهو الدين كما قال الله تعالى: 'وانك لعلى خلق عظيم' قال ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ : وانك لعلى دين عظيم وهو الاسلام، وكذلك قال مجاهد وغيره، فهل نفرط في الدين واصوله من اجل بعض واجباته واخلاقياته؟
ها نحن امام ارث عظيم في العلم خلفه لنا ألوف العلماء، نجد فيه اهل العلم يتناقشون ويتحاورون فيما يسوغ فيه الخلاف من مسائل الفقه غير النصية، ويرد بعضهم على استدلال بعض، ونجد مئات الردود من اهل السنة على اهل البدع وفضحهم والتحذير من باطلهم والتشهير بهم، ولم نجد عالما واحدا ـ والعلماء ورثة الانبياء ـ يزعم ان المناصحة او المناقشة او الرد على البدع له صلة بموضوعالاخلاق، والعلماء احسن الناس اخلاقا وافقههم فيها، فكيف غاب عن امة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كلها صلة باب الاخلاق بباب الرد على اهل البدع حتى يأتيناهؤلاء المجتهدون السياسيون الجدد ـ اذا انبرى ناصح لبيان بعض اخطائهم ـ بنفثة من نفثات تفقهاتهم الجديدة، التي لا تستند الى علم ولا الى مراقبة الرب ـ عز وجل ـ ليزيدوا الامة مرضا على امراضها، وبدعا على بدع اهل البدع، فالنصح والنقد وتعرية البدع باب لا صلة له عند اهل العلم بباب الاخلاق لا من قريب ولا من بعيد.
المصدر : http://www.isfalah.com/viewtopic.php?f=23&t=850