بسم الله الرّحمان الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله ، أمّا بعد:
يقول الشيخ إبراهيم الرّحيلي ـ حفظه الله تعالى ـ :
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله ، أمّا بعد:
يقول الشيخ إبراهيم الرّحيلي ـ حفظه الله تعالى ـ :
...وإلّا فالعجيب أنّ بعض أهل البدع يسمعون آيات الله ـ عزّ وجلّ ـ في القرآن بإثبات ما يعتقدون بطلانه ،يسمعون الآيات في الصّفات ويقولون هي ليست صحيحة وليست حقيقية، يسمعون الآيات في الثّناء على أصحاب النّبـيّ ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ويقولون هم كفّار ، يسمعون الآيات في الدّعوة إلى السّنّة والعمل بها ويقولون لا بدّ من العمل بأعمال أخرى خلاف السّنّة ،
فكلّ هذا من الأمورالعجيبة التي تدلّ على أنّ النّوع الثّاني من أنواع الهداية وهي هداية القلوب أنّها ليست بمقدور الإنسان ،
ومن عوفي فليحمد الله
ولا يتعجّب ذلك العجب الذي ربّما يحمله على أن يحتقر النّاس ،
وإنّما يحمد الله ـ عزّ وجلّ ـ على الخير الذي هداه
الله إليه ، وإلّا من العجيب أن يسمع النّاس كلام الله ـ عزّ وجلّ ـ بيّنا واضحا في شيء ثمّ يكذّبون به :
يسمعون﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:5] يقولون لم يستو.
يسمعون ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾[ القصص:88] ويقولون ليس له وجه
يسمعون ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾[المائدة:64] ويقولون ليس له يد
وهكذا يسمعون الثّناء على الصّحابة ويقولون هم كفار ويقول الله ـ
عزّ وجلّ ـ:﴿كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾[الحديد:57] يقولون: لا، هم في النّار،
هذا عجيب !!
ولكن هذا مرجعه إلى أنّ هداية القلوب أنّها ليست بمقدور الإنسان وأنّ الإنسان لا يملك قلبه ،وهذه فيها موعظة لكلّ مؤمن ، ولكلّ من هداه الله ـ
عزّ وجلّ ـ إلى السّنّة أن يحرص على هذا الخير الذي هداه لله ـ عزّ وجلّ ـ إليه ، فإنّما وقع هؤلاء فيما وقعوا بالهوى والإعراض عن دين الله ـ عزّ وجلّ ـ كما قال الله ـ عزّ وجلّ ـ: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾[الصّف:5] فوالله إنّ العاقل لو وقف
عند مثل هذه الآيات واعتبر بحال هؤلاء الضّالين لكانت له موعظة
تلازمه عند كلّ مسألة يقول فيها بالباطل وهو يعلم أنّه يقول
الباطل
، كيف لا يخشى على نفسه الزّيغ ﴿فَلَمَّا زَاغُوا ﴾زاغوا بأيّ شيء؟ زاغوا بجوارحهم وبألسنتهم﴿ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ ومن الذي يملك قلبه إذا زاغ؟؟ ولهذا على العاقل أن يحرس قلبه ويحرس جوارحه من أن يعلم الحقّ ثمّ يترك الحقّ متعصّبا لقول أو منتصرا لطائفة فإنّ هذا سبب الزّيغ ، والإنسان الآن الذي يبصر الحقّ والخير والهدى ويعلم النّصوص على وجهها هو في عافية وفي سلامة
فعليه أن يحافظ على هذا الخير الذي أعطاه الله ـ عزّ وجلّ ـ إيّاه ،
ووهبه إيّاه ، وأن يسأله ـ عزّ وجلّ ـ أن يثبّته عليه ، وأن يسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يديم عليه النّعمة ، وأن يشكر الله ـ عزّ وجلّ ـ على هذه النّعمة ، فإنّ والله ما كان ما من هداية فهي من الله ، ليس بعقولنا ولا بذكائنا ولا بآبائنا ولا بأمّهاتنا هي منّة من الله ـ عزّ وجلّ ـ، امتنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ بها على من شاء من خلقه ، فكم خذل من الأذكياء ومن أهل العقول ، كان أبو جهل يلقّب بأبي الحكم ، وكان عبد الله بن أبيّ بن سلول كان يُنصّب، يريدون أن يُنصّبوه ملكا لكمال عقله ،وكثير من الفلاسفة كانوا من أذكى النّاس ، يقول
شيخ الإسلام :"أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء " فضلّوا ،
ويعجب بعض النّاس الآن عندما يقرأ كتبهم مـمّا كانوا عليه من ذكاء وفطنة وقدرة على الفهم ، ومع هذا ضلّوا هذا لضّلال المبين حتّى أنّ بعضهم ينكر أنّ الله يخلق ويفعل، ينكر أنّ الله يخلق أو أنّ الله يرسل ، أوأنّ الله يتكلّم ويزعم أنّ هذا توحيد ،فهذه مواعظ وعبر أنّ من هداه الله ـ عزّ وجلّ ـ عليه أن يحافظ على هذا الخير وأن يسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يديمه عليه وأنّه كما أنعم عليه بغير فضل منه وإنّما هو بمنّة من الله ، أن يديم عليه هذه النّعمة منّة وتفضّلا من الله ـ عزّ وجلّ ـ.
الشريط السادس
شرح كتاب الاعتقاد للإمم ابن أبي يعلى
فكلّ هذا من الأمورالعجيبة التي تدلّ على أنّ النّوع الثّاني من أنواع الهداية وهي هداية القلوب أنّها ليست بمقدور الإنسان ،
ومن عوفي فليحمد الله
ولا يتعجّب ذلك العجب الذي ربّما يحمله على أن يحتقر النّاس ،
وإنّما يحمد الله ـ عزّ وجلّ ـ على الخير الذي هداه
الله إليه ، وإلّا من العجيب أن يسمع النّاس كلام الله ـ عزّ وجلّ ـ بيّنا واضحا في شيء ثمّ يكذّبون به :
يسمعون﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه:5] يقولون لم يستو.
يسمعون ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾[ القصص:88] ويقولون ليس له وجه
يسمعون ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾[المائدة:64] ويقولون ليس له يد
وهكذا يسمعون الثّناء على الصّحابة ويقولون هم كفار ويقول الله ـ
عزّ وجلّ ـ:﴿كُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾[الحديد:57] يقولون: لا، هم في النّار،
هذا عجيب !!
ولكن هذا مرجعه إلى أنّ هداية القلوب أنّها ليست بمقدور الإنسان وأنّ الإنسان لا يملك قلبه ،وهذه فيها موعظة لكلّ مؤمن ، ولكلّ من هداه الله ـ
عزّ وجلّ ـ إلى السّنّة أن يحرص على هذا الخير الذي هداه لله ـ عزّ وجلّ ـ إليه ، فإنّما وقع هؤلاء فيما وقعوا بالهوى والإعراض عن دين الله ـ عزّ وجلّ ـ كما قال الله ـ عزّ وجلّ ـ: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾[الصّف:5] فوالله إنّ العاقل لو وقف
عند مثل هذه الآيات واعتبر بحال هؤلاء الضّالين لكانت له موعظة
تلازمه عند كلّ مسألة يقول فيها بالباطل وهو يعلم أنّه يقول
الباطل
، كيف لا يخشى على نفسه الزّيغ ﴿فَلَمَّا زَاغُوا ﴾زاغوا بأيّ شيء؟ زاغوا بجوارحهم وبألسنتهم﴿ أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ ومن الذي يملك قلبه إذا زاغ؟؟ ولهذا على العاقل أن يحرس قلبه ويحرس جوارحه من أن يعلم الحقّ ثمّ يترك الحقّ متعصّبا لقول أو منتصرا لطائفة فإنّ هذا سبب الزّيغ ، والإنسان الآن الذي يبصر الحقّ والخير والهدى ويعلم النّصوص على وجهها هو في عافية وفي سلامة
فعليه أن يحافظ على هذا الخير الذي أعطاه الله ـ عزّ وجلّ ـ إيّاه ،
ووهبه إيّاه ، وأن يسأله ـ عزّ وجلّ ـ أن يثبّته عليه ، وأن يسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يديم عليه النّعمة ، وأن يشكر الله ـ عزّ وجلّ ـ على هذه النّعمة ، فإنّ والله ما كان ما من هداية فهي من الله ، ليس بعقولنا ولا بذكائنا ولا بآبائنا ولا بأمّهاتنا هي منّة من الله ـ عزّ وجلّ ـ، امتنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ بها على من شاء من خلقه ، فكم خذل من الأذكياء ومن أهل العقول ، كان أبو جهل يلقّب بأبي الحكم ، وكان عبد الله بن أبيّ بن سلول كان يُنصّب، يريدون أن يُنصّبوه ملكا لكمال عقله ،وكثير من الفلاسفة كانوا من أذكى النّاس ، يقول
شيخ الإسلام :"أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء " فضلّوا ،
ويعجب بعض النّاس الآن عندما يقرأ كتبهم مـمّا كانوا عليه من ذكاء وفطنة وقدرة على الفهم ، ومع هذا ضلّوا هذا لضّلال المبين حتّى أنّ بعضهم ينكر أنّ الله يخلق ويفعل، ينكر أنّ الله يخلق أو أنّ الله يرسل ، أوأنّ الله يتكلّم ويزعم أنّ هذا توحيد ،فهذه مواعظ وعبر أنّ من هداه الله ـ عزّ وجلّ ـ عليه أن يحافظ على هذا الخير وأن يسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يديمه عليه وأنّه كما أنعم عليه بغير فضل منه وإنّما هو بمنّة من الله ، أن يديم عليه هذه النّعمة منّة وتفضّلا من الله ـ عزّ وجلّ ـ.
الشريط السادس
شرح كتاب الاعتقاد للإمم ابن أبي يعلى