حدثنا عبد الله، حدثنا، أبي ، حدثنا، روح، حدثنا هشام عن الحسن، قال: والله لقد أدركت أقواما وصحبت طوائف منهم ما كانوا يفرحون بشيء من الدّنيا أقبل ولا يتأسّفون على شيء منها ادبر ولهي كانت أهون في أعينهم من هذا التراب، كان أحدهم يعيش خمسين سنة لم يطوله ثوب قط ولا نصب له قدر ، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئا ولا أمر في بيته بصنعة طعام قط، فإذا كان اللّيل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم تجري دموعهم على خدودهم يناجون ربّهم في فكاك رقابهم، كانوا إذا عملوا الحسنة دأبوا في شكرها وسألوا الله أن يقبلها، وإذا عملوا السيئة أحزنتهم وسألوا الله أن يغفرها ، فما زالوا كذلك فوالله ما سلموا من الذّنوب ولا نجوا إلاّ بالمغفرة، وإنكم أصبحتم في أجل منقوص والعمل محفوظ، والموت والله في رقابكم والنّار بين أيديكم، وفتوقعوا قضاء الله عزّ وجل في كلّ يوم وليلة.
كتاب الزهد: أحمد بن حنبل، 266
كتاب الزهد: أحمد بن حنبل، 266
تعليق