السؤال: ما حكم من يرتكب الكبائر وأمّ الكبائر ثمّ يتوب عنها ويعود إلى الله ومع مرور الوقت يعود إلى هذه الكبائر، هل تقبل التوبة منه مرة أخرى؟
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ نفس التائب هي إمّا نفس لوّامة، وإمّا نفس مسوِّلة، والتوبة مقبولة إذا استجمعت شروطها لقوله تعالى: ﴿والّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم﴾ [آل عمران: 135]، وفي الحديث "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"(۱) فإن من أقدم على معصية بعد توبته من غيرقصد ولام نفسه وندم وتأسف وجدد عزمه على أن يتشمر للاحتراز من أسبابها التي تعترض لها فهذه هي النفس اللوامة لا تلحق صاحبها بدرجة المصرين ولا تنتقص توبته، أما من أقدم على معصية عن قصد لعجزه عن قهر شهوته مع مداومته على الطاعات لكن تسوّل له نفسه ويتسوّف توبته يوم بعد آخر فهذه هي النفس المسوّلة، فهذا من حيث مداومته على الطاعة وكراهية ما يفعله مرجوّ عودته إلى التوبة غير أن عاقبتها خطيرة نتيجة تسويف وتأخيره التوبة إذ قد يخترمه الموت ولم يتب منها وأمره في ذلك على المشيئة.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
١- أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (2687)، وابن ماجه كتاب الزهد (4392)، وأحمد (12983)، والحاكم (4/244) كتاب التوبة والإنابة رقم (7217) عن أنس رضي الله عنه. وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (4391)، وفي صحيح الترغيب والترهيب(3139).
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ نفس التائب هي إمّا نفس لوّامة، وإمّا نفس مسوِّلة، والتوبة مقبولة إذا استجمعت شروطها لقوله تعالى: ﴿والّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِم﴾ [آل عمران: 135]، وفي الحديث "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"(۱) فإن من أقدم على معصية بعد توبته من غيرقصد ولام نفسه وندم وتأسف وجدد عزمه على أن يتشمر للاحتراز من أسبابها التي تعترض لها فهذه هي النفس اللوامة لا تلحق صاحبها بدرجة المصرين ولا تنتقص توبته، أما من أقدم على معصية عن قصد لعجزه عن قهر شهوته مع مداومته على الطاعات لكن تسوّل له نفسه ويتسوّف توبته يوم بعد آخر فهذه هي النفس المسوّلة، فهذا من حيث مداومته على الطاعة وكراهية ما يفعله مرجوّ عودته إلى التوبة غير أن عاقبتها خطيرة نتيجة تسويف وتأخيره التوبة إذ قد يخترمه الموت ولم يتب منها وأمره في ذلك على المشيئة.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
الجزائر في: 29 ذي القعدة 1422ﻫ
الموافق ﻟ : 21جانفي 2002 م
الموافق ﻟ : 21جانفي 2002 م
١- أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة والرقائق والورع (2687)، وابن ماجه كتاب الزهد (4392)، وأحمد (12983)، والحاكم (4/244) كتاب التوبة والإنابة رقم (7217) عن أنس رضي الله عنه. وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (4391)، وفي صحيح الترغيب والترهيب(3139).
تعليق