قال الإمام "ابن قيم الجوزية" ـ رحمه الله ـ : (( في قول أبي بكر الصديق الذي لم يُعلم أن أحدا من الصّحابة أنكره عليه، قال عبد الله بن المبارك: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن زيد أنّ ابا بكر قال لعمر بن الخطاب: إنّي موصيك بوصيّة إن حفظتها، إنّ لله حقّا بالنّهار لا يقبله بالليل، وحقّا باللّيل لا يقبله بالنّهار، وإنّها لا تقبل نافلة حتّى تؤدّى الفريضة؛ وإنّما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتّباعهم في الدّنيا الحقّ وثقله عليهم، وحقّ لميزان لا يوضع فيه إلاّ الحق أن يكون ثقيلا، وإنّما خفّت موازين من خفّت موازينه يوم القيامة، باتّباعهم الباطل وخفّته عليهم، وحقّ لميزان لا يوضع فيه إلاّ الباطل أن يخف؛ وإنّ الله عزّ وجلّ ذكر أهل الجنّة وصالح ما عملوا، وتجاوز عن سيّئاتهم؛ فإذا ذكرتهم خفت ألاّ أكون منهم، وذكر أهل النّار وأعمالهم، فإذا ذكرتُهم قلتُ: أخشى أن أكون منهم، وذكر آية الرّحمة وآية العذاب، ليكون المؤمن راغبا راهبا، فلا يتمنّى على الله غير الحق، ولا يلقي بيده إلى التهلكة، فإن حفظت قولي ، فلا يكونّن غائب أحبّ إليك من الموت، ولابدّ لك منه؛ وإن ضيّعت وصيّتي فلا يكونّن غائب أبغض إليك من المموت، ولن تعجزه.
كتاب الصلاة وأحكام تاركها: ابن قيم الجوزية، 50
كتاب الصلاة وأحكام تاركها: ابن قيم الجوزية، 50
تعليق