السلام عليكم ورحمة الله
جلست وحيدة في غرفتي أسترجع ذكريات أيام قد مضت ، فبدأت الأحزان والهموم تجتاح نفسي...شعرت أني ضعيفة على مواجهة الدنيا....وأني عاجزة عن مساعدة نفسي للخروج من دوامة أحزانها .....و سميتها دوامة لأنها بدأت منذ زمن طويل ولم تنتهِ بعد ..
ولكن توقفت لبرهة وفكرت ...مهلا يا حصيفة ...رويدا يا نفسي تمهلي قليلاً ..
إلى متى هذا الغباء؟؟ وحتى متى ستظلين غارقة في حماقاتك ؟؟ ألم يإنِ الأوان بعد لتتعاملي بحصافة مع مواقف الدنيا التافهة ؟؟ أوَ تبكين لدنيا ليست إلا دار ابتلاء واختبار ؟؟ ! أوَ تنسَيْنَ أنها قصيرة مهما طالت؟ وأنها تافهة مهما بَدَت لنا عظيمة ؟؟!
لماذا كل هذه الحساسية المُفرطة في التعامل مع الناس ؟ لماذا يا نفس تسعين جاهدة بطريقة تثقل كاهلك لكي تحافظي على مشاعر كل من حولك؟ وتؤرقين نفسك لترضيهم وأنت تعلمين أن رضا الناس غاية لا تدرك ! ومن ذا الذي يقوم بالمحافظة على مشاعرك بالطريقة التي تقومين بها لإرضائه ؟! ...الإجابة : لا أحد أليس كذلك يا نفسي؟ إذا فلتعلمي أن هناك خلل ما في طريقتك في التعامل مع البشر والمواقف ...وأن كل هؤلاء الذين تؤرقين نفسك لأجلهم ليسوا إلا بشراً قد يجحدون وينكرون في لحظة واحدة كل تضحياتك النفسية والمعنوية التي بذلتيها لأجلهم لسنواتٍ طوال !
فما الحل إذا ؟؟!
بعد أن فكرت ملِيّاً في تساؤلاتي وصلت لنتيجة في غاية الروعة ، هي فكرة صائبة ومنطقية وحصيفة لأقصى درجة ... وكلما تذكرتها أنطفأت موجات غضبي وحزني وألمي من هذه الدنيا وأهلها ، وهي عبارة عن معادلة حسابية ابتكرتها لمقارنة أشياء بأشياء أخرى ، فوجدت أنه لا مجال للمقارنة بين طرفي المعادلة ، وإليكم معادلتي المفضلة في الحياة :
الدنيا + أهلها + كل ما فيها = لا شيء أمام حب الله سبحانه وطاعته والسعي لأجل إرضائه .
كم هي رائعة هذه المعادلة ...كم أحبها وأسعد بها... لأنني كلما تأملت فيها انتهت الجراح ، وانقلبت كل همومي وأحزاني إلى غبطة وأفراح.... لذا فهذه المعادلة هي هديتي لكم جميعا ...
فإن كانت هذه الدنيا قد أرهقتكم وأثقلت كواهلكم فعليكم بهذه المعادلة ...فبها تنقلب همومكم أفراحا ..ويصير بالكم خاليا ومرتاحا .... واعلموا أن لكم رباً صادقاً في قوله ووعده ..فإن كذَبكم أهل الأرض جميعا فإنه لا يكذب ...وإن أخلفكم من أحببتم الوعد فإنه سبحانه لا يخلف وعده ...وإن خذلكم من منحتموه كل ثقتكم فإن لكم رباً ودودا رحيما كريما لا يضيعُ من يتوكل عليه ....وإن ضِقتم ذَرعاً بالبشر وتصرفاتهم فقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ...وأعلموا أنه :
من وطَّن قلبه عند ربه سكن واستراح ، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
تعليق