الحمد لله الذي مَنَّ على مَنْ شاء من عباده بمكارم الأخلاق، وهداهم لما فيه فلاحهم وسعادتهم في الدنيا ويوم التلاق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك العظيم الخلاق، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكرم الناس في الأعمال والأخلاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فقد قال الله عز وجل: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]. أيها المسلمون، إن هذا القرآن الذي نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - كان فيه تبيان كل شيء يحتاج الناس إليه في عباداتهم، وأخلاقهم، وآدابهم، ومعاملاتهم، فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا من كتاب الله - عز وجل - أحسن ما أنزل إليكم، وحافظوا على الآداب العالية والأخلاق الفاضلة التي بعث بها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى "بعثه ليتمم مكارم الأخلاق" (1) ، فتممها - صلى الله عليه وسلم - بأقواله وأعماله، تركاً وفعلاً، حتى ترك أمته على طريق بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
أيها المسلمون، إن الآداب التي شرعها الله لكم على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - آداب شاملة عامة، آداب في الأكل، وآداب في الشرب، وآداب في التخلي منهما، وآداب في اللباس، وآداب في النوم، وآداب في معاملة الناس، وآداب في كل شيء.
أما الآداب في الأكل والشرب فقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب: "بسم الله"(2)، وأخبر صلى الله عليه وسلم: "أن مَنْ لم يُسم الله شاركه الشيطان في أكله وشربه"(3)، وعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أن يحَمدوا الله إذا فرغوا من ذلك، وقال: "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"(4)، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته "أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين"(5) "ونهاهم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال"(6)، وأخبرهم صلى الله عليه وسلم "أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"(7)، أخبرهم بذلك؛ تحذيراً من هذا العمل والأدلة دالة على أن الأكل والشرب بالشمال حرام لا يجوز إلا عند الضرورة، مثل: أن تكون اليمنى مشلولة، أو مكسورة لا يستطيع رفعها إلى فمه، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم "الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه"(، وأمر من فرغ من الأكل "أن يَلعق الإناء ويَلعق أصابعه"(9).
وأما آداب التخلي من الأكل والشرب: فأمر - صلى الله عليه وسلم - مَنْ أراد البول أو الغائط أن يستتر عن الناس وجوباً في مقدار العورة، واستحباباً فيما فوق ذلك، قال المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: "انطلق النبي صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني أي: تغطى عني فقضى حاجته"(10) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن أتى الغائط فليستتر"(11)، وكان يقول صلى الله عليه وسلم عند دخول الخلاء: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث"(12) وعند الخروج منه "غفرانك"(13)، وورد أنه يقال - أيضا - عند دخول الخلاء "بسم الله"(14)، وعند الخروج منه: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني"(15)، ونهى صلى الله عليه وسلم: "أن يستقبل الإنسان القبلة أو يستدبرها وهو يبول أو يتغوط"(16)، ولكن لا بأس باستدبارها في البنيان، كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم(17)، وَعَلَّمَ أمته كيف يتطهر الإنسان من البول أو الغائط، وأن لذلك طريقين:
أحدهما: الماء فيغسل الإنسان فرجه وما أصابه من النجاسة حتى يطهر(1.
والطريق الثاني: الاستجمار بالأحجار فيما إذا كانت النجاسة على الفرج نفسه عند المخرج على حسب العادة يستجمر بالأحجار أو ما يقوم مقامها لكن بشرط أن يكون ذلك بشيء طاهر منق وأن لا ينقص عن ثلاث مسحات(19)، وأن لا يكون بروث أو عظام أو شيءٍ محترم"(20).
وأما الآداب في اللباس: فأن يبدأ الإنسان في اللبس باليمين فيدخل يده اليمنى قبل اليسرى ورجله اليمنى قبل اليسرى(21) وفي الخلع يبدأ باليسار فيخلع اليسرى قبل اليمنى(22)، وإذا لبس شيئاً جديداً فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة(23)، وَرَغَّبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في لبس الجميل، حيث قال الصحابة: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله جميل يُحب الجمال" يعني: التجمل، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم أن: "الكِبر بطر الحق وغمط الناس"(24) فبطر الحق: هو رده، وغمط الناس: هو احتقارهم، وحرم النبي صلى الله عليه وسلم على ذكور أمته لباس الذهب(25) سواء كان خاتماً، أم قلادةً، أم سواراً، أم ساعةً أم غير ذلك، فلا يجوز للرجل أن يتحلى بالذهب على أيِّ صفةٍ كانت، وتوعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل إذا نزل ثوبه، أو سرواله أو عباءته عن الكعبين، فقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قالها ثلاثة، فقال أبو ذر - رضي الله عنه -: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"(26) المسبل يعني: الذي يسبل ثيابه، والمنان: هو الذي يمن بما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب: هو الذي يحلف كاذبا من أجل زيادة ثمن السلعة، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين ففي النار"(27)، وحرَّم صلى الله عليه وسلم "أن يتشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال"(2 في لباس أو غيره.
وأما الآداب في النوم: فالسنة "أن ينام الإنسان على الجنب الأيمن"(29) كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم "ويقرأ آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح"(30) "ويقرأ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، يجمع كفيه وينفث فيهما، ويقرأ هذه السور، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ثلاث مرات"(31) ويقول - أيضا - إذا آوى إلى فراشه: "باسمك اللهم أحيا وأموت"(32)، ويقول – أيضاً -: "باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"(33)، "وإذا استيقظ فليذكر الله - تعالى - وليقرأ قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]"(34) حتى يكمل عشر الآيات التي في آخر سورة آل عمران، وكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"(35).
أما الآداب في معاملة الناس: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كلمة جامعة نافعة وهي: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً"(36)، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(37)، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"(3، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"(39)، وقال صلى الله عليه وسلم : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسرَّ على معسر يسرَّ الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"(40)، فتأدبوا عباد الله، تأدبوا بالآداب التي أرشدكم الله إليها؛ لتنالوا بذلك درجات الكمال والثواب، فإن الله – تعالى- يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77].
أسأل الله -عز وجل- أن يجعلني وإياكم من فاعلي الخير، اللهم اجعلنا من فاعلي الخير والدعاة إليه، ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من موقع الشيخ العثيمين خطبة جمعة شريط مفرغ.
أما بعد:
فقد قال الله عز وجل: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]. أيها المسلمون، إن هذا القرآن الذي نزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - كان فيه تبيان كل شيء يحتاج الناس إليه في عباداتهم، وأخلاقهم، وآدابهم، ومعاملاتهم، فاتقوا الله أيها المسلمون، وخذوا من كتاب الله - عز وجل - أحسن ما أنزل إليكم، وحافظوا على الآداب العالية والأخلاق الفاضلة التي بعث بها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى "بعثه ليتمم مكارم الأخلاق" (1) ، فتممها - صلى الله عليه وسلم - بأقواله وأعماله، تركاً وفعلاً، حتى ترك أمته على طريق بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
أيها المسلمون، إن الآداب التي شرعها الله لكم على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - آداب شاملة عامة، آداب في الأكل، وآداب في الشرب، وآداب في التخلي منهما، وآداب في اللباس، وآداب في النوم، وآداب في معاملة الناس، وآداب في كل شيء.
أما الآداب في الأكل والشرب فقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته أن يقولوا عند الأكل والشرب: "بسم الله"(2)، وأخبر صلى الله عليه وسلم: "أن مَنْ لم يُسم الله شاركه الشيطان في أكله وشربه"(3)، وعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أن يحَمدوا الله إذا فرغوا من ذلك، وقال: "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"(4)، وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته "أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين"(5) "ونهاهم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال"(6)، وأخبرهم صلى الله عليه وسلم "أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"(7)، أخبرهم بذلك؛ تحذيراً من هذا العمل والأدلة دالة على أن الأكل والشرب بالشمال حرام لا يجوز إلا عند الضرورة، مثل: أن تكون اليمنى مشلولة، أو مكسورة لا يستطيع رفعها إلى فمه، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم "الآكل مع غيره أن يأكل مما يليه"(، وأمر من فرغ من الأكل "أن يَلعق الإناء ويَلعق أصابعه"(9).
وأما آداب التخلي من الأكل والشرب: فأمر - صلى الله عليه وسلم - مَنْ أراد البول أو الغائط أن يستتر عن الناس وجوباً في مقدار العورة، واستحباباً فيما فوق ذلك، قال المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -: "انطلق النبي صلى الله عليه وسلم حتى توارى عني أي: تغطى عني فقضى حاجته"(10) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن أتى الغائط فليستتر"(11)، وكان يقول صلى الله عليه وسلم عند دخول الخلاء: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث"(12) وعند الخروج منه "غفرانك"(13)، وورد أنه يقال - أيضا - عند دخول الخلاء "بسم الله"(14)، وعند الخروج منه: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني"(15)، ونهى صلى الله عليه وسلم: "أن يستقبل الإنسان القبلة أو يستدبرها وهو يبول أو يتغوط"(16)، ولكن لا بأس باستدبارها في البنيان، كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم(17)، وَعَلَّمَ أمته كيف يتطهر الإنسان من البول أو الغائط، وأن لذلك طريقين:
أحدهما: الماء فيغسل الإنسان فرجه وما أصابه من النجاسة حتى يطهر(1.
والطريق الثاني: الاستجمار بالأحجار فيما إذا كانت النجاسة على الفرج نفسه عند المخرج على حسب العادة يستجمر بالأحجار أو ما يقوم مقامها لكن بشرط أن يكون ذلك بشيء طاهر منق وأن لا ينقص عن ثلاث مسحات(19)، وأن لا يكون بروث أو عظام أو شيءٍ محترم"(20).
وأما الآداب في اللباس: فأن يبدأ الإنسان في اللبس باليمين فيدخل يده اليمنى قبل اليسرى ورجله اليمنى قبل اليسرى(21) وفي الخلع يبدأ باليسار فيخلع اليسرى قبل اليمنى(22)، وإذا لبس شيئاً جديداً فليحمد الله الذي رزقه إياه من غير حول منه ولا قوة(23)، وَرَغَّبَ النبي - صلى الله عليه وسلم - في لبس الجميل، حيث قال الصحابة: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله جميل يُحب الجمال" يعني: التجمل، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم أن: "الكِبر بطر الحق وغمط الناس"(24) فبطر الحق: هو رده، وغمط الناس: هو احتقارهم، وحرم النبي صلى الله عليه وسلم على ذكور أمته لباس الذهب(25) سواء كان خاتماً، أم قلادةً، أم سواراً، أم ساعةً أم غير ذلك، فلا يجوز للرجل أن يتحلى بالذهب على أيِّ صفةٍ كانت، وتوعد النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل إذا نزل ثوبه، أو سرواله أو عباءته عن الكعبين، فقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قالها ثلاثة، فقال أبو ذر - رضي الله عنه -: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"(26) المسبل يعني: الذي يسبل ثيابه، والمنان: هو الذي يمن بما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب: هو الذي يحلف كاذبا من أجل زيادة ثمن السلعة، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين ففي النار"(27)، وحرَّم صلى الله عليه وسلم "أن يتشبه الرجال بالنساء أو النساء بالرجال"(2 في لباس أو غيره.
وأما الآداب في النوم: فالسنة "أن ينام الإنسان على الجنب الأيمن"(29) كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم "ويقرأ آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح"(30) "ويقرأ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، يجمع كفيه وينفث فيهما، ويقرأ هذه السور، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ثلاث مرات"(31) ويقول - أيضا - إذا آوى إلى فراشه: "باسمك اللهم أحيا وأموت"(32)، ويقول – أيضاً -: "باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"(33)، "وإذا استيقظ فليذكر الله - تعالى - وليقرأ قول الله عز وجل: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]"(34) حتى يكمل عشر الآيات التي في آخر سورة آل عمران، وكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور"(35).
أما الآداب في معاملة الناس: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك كلمة جامعة نافعة وهي: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً"(36)، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق"(37)، وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"(3، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"(39)، وقال صلى الله عليه وسلم : "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسرَّ على معسر يسرَّ الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"(40)، فتأدبوا عباد الله، تأدبوا بالآداب التي أرشدكم الله إليها؛ لتنالوا بذلك درجات الكمال والثواب، فإن الله – تعالى- يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77].
أسأل الله -عز وجل- أن يجعلني وإياكم من فاعلي الخير، اللهم اجعلنا من فاعلي الخير والدعاة إليه، ﴿وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من موقع الشيخ العثيمين خطبة جمعة شريط مفرغ.
تعليق