إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

الذل و الانكسار لله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذل و الانكسار لله تعالى

    قال العلاّمة ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله:
    لا غنى للعبد عن الذل،و الانكسار، والخضوع ،والافتقارللرب جلّ جلاله. فيشهد في كل ذَرَّةٍ من ذراته الباطنة و الظاهرة ضرورة تامة،وافتقاراً تاماً إلى ربه و وليِّه، ومن بيده صلاحه و فلاحه،و هداه و سعادته. وهذه الحال التي تحصل لقلبه لا تنال العبارة حقيقتَها، و إنما تُدرَك بالحصول،فيحصل لقلبه كَسْرَة خاصة لايشبهها شيئ،بحيث يرى نفسه كالإناء المرضوض تحت الأرجل الذي لا شيئ فبه، و لابه و لا منه, و لا فيه منفعة، و لا يُرغب في مثله ذ، و أنه لا يصلح للإنتفاع إلاّ بجبرٍ جديد من صانعه وقيّمه،فحينئذٍ يستكثر في هذا المشهد ما منَّ ربه إليه من الخير، ويرى أنه لا يستحق قليلا منه و لا كثيراً، فأيّ خير ناله من الله استكثره على نفسه،و علم أنّ قدره دونه، و أن رحمة ربه هي التي اقتضت ذكره به، و سياقته إليه، واستقلَّ ما من نفسه من الطاعات لربه، و رآها ـ ولو ساوت طاعات الثقلين ـ من أقل ما ينبغي لربه عليه، و استكثر قليل معاصيه و ذنوبه؛ فإن الكسرة التي حصلت لقلبه أوجبت له هذا كله.
    فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور! و ما أدنى النصر و الرحمة و الرزق منه!. وذرة من هذا ونَفَس منه أحب إلى الله من طاعات أمثال الجبال من المدلّين المعجبين بأعمالهم و علومهم و أحوالهم. و أحب القلوب إلى الله سبحانه: قلب قد تمكّنت منه هذه الكسرة، و ملكته هذه الذلّة؛فهو ناكس الرأس بين يدي ربه؛ لا يرفع رأسه إليه حياء و خجلا من الله.
    قيل لبعض العارفين: أيسجد القلب؟ قال:نعم يسجد سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء. فهذا سجود القلب.
    فقلب لا تباشره هذه الكسرة فهو غير ساجد السجود المراد منه، و إذا سجد القلب ـ هذه السجدة العظمى ـ سجدت معه جميع الجوارح، و عنا الوجه حينئذٍ للحي القيوم، و خشع الصوت و الجوارح كلّها، و ذلّ العبد و خضع و استكان، ووضع خدّه على عتبة العبودية، ناظراًبقلبه إلى ربه ووليه نظر الذليل إلى العزيز الرحيم، فلا يرى إلاّ متملِّقاً لربه،خاضعا له ، ذليلا مستعطفا له، يسأله عطفه و رحمته، فهو يرتضى ربه كما يرتضى المحب الكامل المحبة محبوبه المالك له، الذي لا غنى له عنه، و لا بد له منه، فليس له همّ غير استرضائه و استعطافه؛ لأنه لا حياة له و لافلاح إىّ في قربه و رضاه عنه، و محبته له؛ يقول: كيف أُغضبُ من حياتي في رضاه، وكيف أعدل عمن سعادتي و فلاحي وفوزي في قربه و حبه و ذكره؟
    وصاحب هذا المشهد: يشهد نفسه كرجل كان في كَنَف أبيه يغذوه بأطيب الطعام و الشراب و اللباس، و يربيه أحسن تربية، ويرقيه على درجات الكمال أتم ترقية، و هو القيّم بمصالحه كلها، فبعثه أبوه في حاجة له،فخرج عليه في طريقه عدو، فأسره و كتَّفه و شدَّه وثَاقا، ثم ذهب به إلى بلاد الأعداء فسامه سوء العذاب، و عانله بضد ما كان أبوه يعامله به، فهو يتذكر تربية والده و إحسانه إليه الفَيْنَةَ بعد الفينة، فتهيجمن قلبه لواعج الحسرات كلما رأى حاله، و يتذكر ما كان عليه و كل ما كان فيه، فبينا هو في أسر عدوه يسومه سوء العذاب، و يريد نحره في أخر الأمر، إذ حانت منه التفاتة إلى نحو ديار أبيه، فرأى أباه منه قريباً، فسعى إليه، و ألقى نفسه عليه، و انطرح بين يديه يستغيث:يا أبتاه، يا أبتاه، يا أبتاه! انظر إلى ولدك و ما هو فيه، و دموعه تستبق إلى خدّيه، قد اعتنقه و التزمه، وعدوه في طلبه، حتى وقف على رأسه، و هو ملتزم والده ممسك به، فهل تقول: إن والده يسلّمه مع هذه الحال إلى عدوه، ويخلّي بينه و بينه؟ فما الظنّ بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده، و من الوالدة بولدها؟ إذ فرّ عبد إليه، و هرب من عدوه إليه، و ألقى بنفسه طريحا ببابه؛ يُمَرِّغُ خَدّه في ثرى أعتابه باكياً بين يديه، يقول: يا رب يا رب، ارحم من لا راحم له سواك، و لاناصر له سواك، و لا مؤوي له سواك، ولا مغيث له سواك؛ مسكينك و فقيرك، و سائلك و مؤملك و مرجيك، لا ملجأ له و لا منجا منك إلاّ إليك، أنت معاذه و بك ملاذه.

    يا مـن ألــوذ بـه فــيـمـا أُؤمــلـه .... و مــن أعــوذُ بِهِ مــمـا أُحـاذرُهُ
    لايَجبرُ الناس عَظماًأنت كاسِرُهُ ..... ولا يهيضون عظماًأنت جابِـرُهُ


    المصدر: مدارج السالكين ج1
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد فضل بن محمد; الساعة 27-Sep-2008, 01:33 PM.
يعمل...
X