قال الإمام ابن القيم عليه رحمة الله:
الله سبحانه جعل لكل عضو من أعضاء الإنسان كمالاً إن لم يحصل له فهو في قلق و اضطراب و انزعاج بسبب فقد كماله الذي جُعل له؛ مثاله كمال العين بالإبصار،و كمال الأُذن بالسمع،و كمال اللِّسَان بالنطق، فإذا عُدِمت هذه الأعضاء القوى التي بها كمالها حصل الألم والنقص بحسب فوات ذلك، و جُعل كمال القلب و نعيمه و سروره و لذته و ابتهاجه في معرفته سبحانه، و إرادته و محبته، و الإنابة إليه و الإقبال عليه، و الشوق إليه و الأُنس به، فإذا عُدم القلب ذلك كان أشدّ عذاباً واضطراباً من العين الّتي فقدت النور الباصر، ومن اللّسان الذي فقد قوة الكلام والذوق، ولا سبيل له إلى الطمأنينة بوجه من الوجوه، ولو نال من الدنيا و أسبابها و من العلوم ما نال، إلاّ بأن يكون الله وحده هو محبوبه و إلهه و معبوده و غاية مطلوبه، و أن يكون هو وحده مستعانه على تحصيل ذلك؛ فحقيقة الأمر أنّه لا طمأنينة له بدون التحقق بإيّاك نعبد و إيّاك نستعين
المصدر:كتاب الروح
الله سبحانه جعل لكل عضو من أعضاء الإنسان كمالاً إن لم يحصل له فهو في قلق و اضطراب و انزعاج بسبب فقد كماله الذي جُعل له؛ مثاله كمال العين بالإبصار،و كمال الأُذن بالسمع،و كمال اللِّسَان بالنطق، فإذا عُدِمت هذه الأعضاء القوى التي بها كمالها حصل الألم والنقص بحسب فوات ذلك، و جُعل كمال القلب و نعيمه و سروره و لذته و ابتهاجه في معرفته سبحانه، و إرادته و محبته، و الإنابة إليه و الإقبال عليه، و الشوق إليه و الأُنس به، فإذا عُدم القلب ذلك كان أشدّ عذاباً واضطراباً من العين الّتي فقدت النور الباصر، ومن اللّسان الذي فقد قوة الكلام والذوق، ولا سبيل له إلى الطمأنينة بوجه من الوجوه، ولو نال من الدنيا و أسبابها و من العلوم ما نال، إلاّ بأن يكون الله وحده هو محبوبه و إلهه و معبوده و غاية مطلوبه، و أن يكون هو وحده مستعانه على تحصيل ذلك؛ فحقيقة الأمر أنّه لا طمأنينة له بدون التحقق بإيّاك نعبد و إيّاك نستعين
المصدر:كتاب الروح