بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم،
إن من أمن الناس علي حقا، هو ابن القيم: فكم حماني الله بسبب كلمات دقيقة قالها، عرفت بها معالم الطريق، حتى أصبحت أقول "اليوم عرفت كل شيء إلا التقوى"
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد:السلام عليكم،
إن من أمن الناس علي حقا، هو ابن القيم: فكم حماني الله بسبب كلمات دقيقة قالها، عرفت بها معالم الطريق، حتى أصبحت أقول "اليوم عرفت كل شيء إلا التقوى"
" ... إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى و إرادته ، عرضت له الخوادع و القواطع ، فينخدع أولا بالشهوات و الرياسات و الملاذ و الملابس :
فإن وقف معها انقطع .
و إن رفضها و لم يقف معها و صدق في طلبه ابتلي بوطء عقبه(1)، و تقبيل يده و التوسعة له في المجلس ، و الإشارة إليه بالدعاء و رجاء بركته ، و نحو ذلك !! فإن وقف معه انقطع به عن الله و كان حظه منه.
و إن قطعه و لم يقف معه ابتلي بالكرامات و الكشوفات.
فإن وقف معها انقطع بها عن الله و كانت حظه.
و إن لم يقف معها ابتلي بالتجريد و التخلي و لذة الجمعية و عزة الوحدة و الفراغ من الدنيا.
فإن وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود .
و إن لم يقف معه و سار ناظرا إلى مراد الله منه و ما يحبه منه بحيث يكون عبده الموقوف على محابه و مراضيه أين كانت و كيف كانت ، تعب بها أو استراح ، تنعم أو تألم !? أخرجته إلى الناس أو عزلته عنهم ، لا يختار لنفسه غير ما يختاره له وليه و سيده ، واقف مع أمره ينفذه بحسب الإمكان ، و نفسه عند أهون عليه أن يقدم راحتها و لذتها على مرضاة سيده و أمره .
فهذا هو العبد الذي قد وصل و نفذ و لم يقطعه عن سيده شيء البتة... ".
انتهى.
لما قرأت هذه الفائدة، صدقوني انبهرت، و اتهمت نفسي بالتقصير الشديد حيت لم أشم إلا من المرحلة الأولى، و هي تعرض الفتن و الشهوات،
وقد كنت أظن قبلا أن هذه المراحل ليست لازمة.
فأصبحت أقول: إذا كنت مسافرا إلى الله و لم تعرض لك هذه العوارض، فإنك لم تصل بعد:
فهل يفهم هذا من كلام ابن القيم يا ترى، أم أنه ليس لازما، وقد لا يعرض له بعض من هذه العوارض: مثل الرياسات، فهناك بعض الأتقياء أخفياء، قال صلى الله عليه و سلم: "رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره".
و نسأل الله هداية التوفيق بعد هداية الإرشاد إنه ولي ذلك و القادرعليه.
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه.
---------------------------------و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه.
1- قال علي حسن عبد الحميد في تعليقه في كتاب فوائد الفوائد: أي : بكثرة الأتباع و المريدين !!
و روى عبد الله بن الإمام أحمد في (( العلل و معرفة الرجال )) ( 2 / 12 – تركيا ) عن عاصم ابن ضمرة أنه رأى قوما يتبعون رجلا ، فقال : (( إنها ذلة للتابع ، وفتنة للمتبوع )) .
و في (( مستدرك الحاكم )) ( 4 / 279 ) عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – أن رسول الله (ص) كان يكره أن يطأ أحد عقبه ، و لكن : يمين أو شمال )) .
و قال المناوي في (( فيض القدير )) ( 5 / 243 ) : (( تواضعا لله و اسكانه )) .
و انظر (( السلسلة الصحيحة )) ( 1239 ) .