السلام عليكم ورحمة الله
لكل أخ ولكل أخت في المنتدى أوجه سؤالي :
هل أنت رضٍ عن نفسك وأعمالك ؟ وهل تشعر بأنك أنجزت الكثير من الأشياء الهامة في حياتك ؟
قرأت ذات يوم موضوعا على الشبكة المعلوماتية كان عنوانه كما أذكر :
" كن رقما في هذه الحياة ولا تكن صفرا "
شدني العنوان ، وفكرت في نفسي ، ماذا أضفت أنا لهذه الحياة يا ترى ؟
وهل حياتي لو استمرت على هذا النمط الذي أعيشه الآن ستجعلني أتمكن من تغيير شيئ في عالمي إلى الأفضل ؟
الإجابة قطعا : لا .
نظرت مرارا وتكرارا في توقيعي : ( نرفض حياة الأنعام ونحمل قضايا الأمة ) ، فكرت في حالي ..وهل أنا قد قدمت حقا شيئا إلى الأمة غير رفع الشعارات !!!
في الحقيقة وأقول هذه الحقيقة بكل أسف ، أشعر أن حياتي في هذه الفترة شبيهة بحياة الأنعام التي أرفضها : أكل ....نوم ..... وبحث عن الأشياء المُسَلية .
فكرت في عمري .....لا أعرف كيف يمضي العمر بهذه السرعة ! أيُعقل أنني اقتربت حقا من الثلاثين ؟ ! أشعر أن طفولتي لم يمضِ عليها وقت طويل ، لازلت أذكر حتى شكل بعض ألعابي وبعض حكايات والدي التي يحكيها لنا قبل النوم ، وكأن كل هذه الأشياء حدثت بالأمس القريب ، أذكر أنني كنت أظن أن المرحلة الجامعية بعييييييييدة جدا ، وها أنا قد أكملت ما يقارب ست سنوات من تخرجي من الجامعة ....
وبعد هذا العمر ، ماذا قدمتي لدينك يا حصيفة ؟؟؟ ماذا قدمتي لآخرتك ؟؟؟ وماذا قدمتي لنفسك ؟؟؟ وماذا قدمتي لأمتك ؟؟؟ وماذا قدمتي لإخوانك المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ؟؟؟ حتى الدعاء الذي لا يحتاج إلى جهد مضني لم تقدميه كما ينبغي !
تنهدت بعد كل ما فكرت به ، ترقرقت الدموع في عيناي ، شعرت بأنني إنسانة هامشية ، وأعطيت وعدا لنفسي بأنني سأحمل على عاتقي هدف التغير إلى الأفضل في حياتي ، لا يمكنني بأن أرضى بحياة الأنعام ، أشعر أنها لا تناسبني أبدا ، فأنا أحمل بين أضلعي كيان إنسانة جسورة تريد إصلاح نفسها وكل ما حولها ...
إخواني أخواتي ، أذكركم ونفسي بأن حياتنا ما هي إلا أيام وسويعات نقضيها ونلاقي بعدذلك جزاء ما قدمناه فيها ، والحياة الدنيا كلها قصيرة مهما طالت فالمجرمون حينما يرون العذاب يشعرون وكأن الحياةالدنيا ليست إلا ساعة ....
يقول في ذلك سبحانه وتعالى :
( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ )
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } سورة "يونس" الآية(45)
يقول الحسن البصري : ( يا ابن آدم أنما أنت أيام ، فإن ذهب يوم ذهب بعضك ) ، فكم ذهب منا من أيام يا ترى في مالا يعود علينا إلا بالضرر ؟!
إن عمرنا هو أثمن ما نملك ، وشبابنا سنُسأل عنه يوم القيامة يقول صلى الله عليه وسلم :
( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ) سنن الترمذي .
يقول النبى صلى الله عليه و سلم :
(( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ))
أخرجه البخارى.
إخواني أخواتي ، كم قررت وقررت أن أغير من نفسي وأنظم حياتي وأضع أهدافا جوهرية أبدأ بشكل فعلي بالسعي إلى تحقيقها ، وفي كل مرة أصاب بالخمول ، وأجد نفسي ابتعدت عنها رويدا رويدا حتى تتلاشى وأنساها ...
لذلك وضعت هذا الموضوع لتكون دعوة مني لكل من يشعر أنه غير راض عن نفسه ، أو لم يقدم شيئا ذا قيمة لدينه وأمته ومجتمعه ، أن نبدأ سويا في تغيير حياتنا ، فالمشاركة مع الإخوان والأخوات تزيد من الحماس والتنافس لتحقيق الأفضل ، هيا بنا لنزيح شبح الخمول والكسل ، ولنبدأ من هذا اليوم بداية فعلية لا قولية في التغيير ...
مقترح البرنامج :
تنظيم الوقت هو أهم شيء في البرنامج كله ، وذلك بأن نخصص أوقاتا للعبادة وأوقاتا للسعي لتحقيق الأهداف الصغيرة ، وأوقاتا أخرى من أجل تحيق الأهداف الضخمة ، ولا تستحقر أو تستحقري نفسك أخي أو أختي ، فالذين قدموا الكثير في هذا العالم بشر مثلنا ولكنهم بجهدهم استطاعوا أن يغيروا الكثير في عالمهم وعالم غيرهم ..
ولا ننسى أن نعطي لأنفسنا قسطا من الراحة بين الحين والآخر ، ونبحث عن المزاح والضحك والفكاهة و التسلية ، فالنفوس إذا كلت ملت ، وهي تحتاج إلى ترويح بين الفينة والأخرى .
وأهم شيء أنصحكم به وانصح نفسي أولا : النظام ثم النظام ثم النظام وتنسيق البرامج بطريقة منظمة بحيث نعرف كيف نرتب الأوليات الأهم أولا ثم المهم ، فلا نبدأ بالفروع ونترك الأصل .
وما أقصده بكلامي أن نبدأ بأهم شيء في حياتنا وهو الشيء الذي ينساه البعض ، وهو أننا خُلقنا أساسا لعبادة الخالق ، يقول سبحانه :
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) ). الذاريات .
وثانيا : ينبغي أن لا ننسى أننا نحمل على عاتقنا أمانة غالية رفضت السموات والأرض حملها ، يقول سبحانه :
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب الآية 72 .
هنا ينبغي الإشارة إلى شيء هام وهو أن هذه الدعوة تحتاج إلى علم ، ولا يمكنك أن تدعو الناس لشيء أنت تجهله أساسا ، لذا فالعلم الشرعي ضرورة من ضرورات الحياة ، ولا تبدأ في التعلم بطريقة عشوائية وبالفروع قبل الأصول ، ففي البداية ابدأ بكتاب الله وتفسيره ثم انتقل إلى الأمور الأساسية في العقيدة الإسلامية ،وبعدها القراءة في أمهات الكتب ، ولا يمكنك أن تحقق ذلك عن طريق مواضيع مبعثرة مختلفةالمضامين والمذاهب من مواقع مختلفة من الإنترنت بعضها حتى يعادي الإسلام ، فتنبه أخي وأختي إلى ذلك وخذوا العلم من مصادره الصحيحة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة .
وثالثا : بعد أن تتكون لدينا شخصيات أكثر وعيا بحقيقة المسؤولية والأمانة التي نحملها على عاتقنا ، يمكننا بعدها أن نبدأ في الرقي بأنفسنا وبمجتمعاتنا ، وأن نعمل لدنيانا وآخرتنا معا حتى نكسب الدارين معا ،ونحقق السعادة التي نحلم بها جميعا ، ونطرد الملل والسأم من قاموس حياتنا .
وأخيرا أقول لكل من يجلس ساعات طويلة على الإنترنت :
إن الإبحار على الشبكة العنكبوتية صحيح أنه يجلب الكثير من المتعة ، ولكنه في نفس الوقت قد يجلب الضرر الكثير إن أضعنا أوقاتنا فيه فيما لا ينفع ، فلا بأس أن نجعل لأنفسنا أوقاتا نتسلى فيها ، ولكن لا ينبغي أن نجعل الكثير من أوقاتنا تضيع على بعض المواضيع التافهة التي لا تزيد من ثقافتنا ولا علمنا ، ولا تكسبنا أجرا بل قد تزيد من آثامنا ، كالمواضيع التي تتكلم فضائح الفنانين والفنانات ، والمواضيع التي لا تزيد إلا من مضيعة الوقت فيما لا قيمة له ، ومن أمثلتها المواضيع التي تحمل أفكارا ركيكة وقشورا واهية لا تصلح إلا لإضاعة الوقت فقط لا غير ، كالمواضيع التي تكون عناوينها مثلا : أكبر فيل في العالم ، وأقصر امرأة في التاريخ ، وأغلى قصر في الدنيا ، أغبى حركة عند الباكستانيين ، وأكبر فار في استراليا ، وأكثر واحد مشفشف في الهند ، وأوسخ مدرسة في جزر الكناري ! ، و... و ....و ... هل تعرفون أننا لو حسبنا كم يضيع من أوقات شبابنا وبناتنا في قراءة هذه المواضيع التي لا قيمة لها ، لوجدنا ما يدعونا للحسرة والأسف ..
وأتأسف حتى على نفسي ، كم أضعت من أوقات كثيرة غالية في قراءة أشياء لا قيمة لها ،،،، ولو أنني احسنت استغلال هذه الأوقات فيما ينفع لكنت قد أتممت حفظ القرآن الكريم ، وحفظ صحيح البخاري ومسلم ، وطورت إمكانياتي اللغوية سواء في اللغة العربية أوالإنجليزية وربما حتى الفرنسية !
أسأل الله أن يغفر لي ولكم كل دقيقة أضعناها من أعمارنا في أشياء لاتعود بأي نفع علينا وعلى أمتنا ، وأقولها للمرة الأخيرة في موضوعي :
أحبتي في الله أوقاتنا وأعمارنا أغلى من أن تضيع هباء منثورا .
أسأل الله العلي العظيم أن لا نكون في يوم القيامة ممن يقولون :
( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخرين (53 ) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (54) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) . سورة الزمر .
عذرا أحبتي في الله أطلت الحديث عليكم فهذا الموضوع قد أثار شجوني ، وجعلني أفرغ ما في جعبتي من أفكار تلح علي كثيرا في حياتي ، أتمنى أن لا أكون قد أثقلت كثيرا عليكم . ولكنني أريدكم أن تفكروا بطريقة جدية فيما قلته لكم .
وأسأل الله أن يهديني وإياكم إلى طريق الصواب ..
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ....
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
لكل أخ ولكل أخت في المنتدى أوجه سؤالي :
هل أنت رضٍ عن نفسك وأعمالك ؟ وهل تشعر بأنك أنجزت الكثير من الأشياء الهامة في حياتك ؟
قرأت ذات يوم موضوعا على الشبكة المعلوماتية كان عنوانه كما أذكر :
" كن رقما في هذه الحياة ولا تكن صفرا "
شدني العنوان ، وفكرت في نفسي ، ماذا أضفت أنا لهذه الحياة يا ترى ؟
وهل حياتي لو استمرت على هذا النمط الذي أعيشه الآن ستجعلني أتمكن من تغيير شيئ في عالمي إلى الأفضل ؟
الإجابة قطعا : لا .
نظرت مرارا وتكرارا في توقيعي : ( نرفض حياة الأنعام ونحمل قضايا الأمة ) ، فكرت في حالي ..وهل أنا قد قدمت حقا شيئا إلى الأمة غير رفع الشعارات !!!
في الحقيقة وأقول هذه الحقيقة بكل أسف ، أشعر أن حياتي في هذه الفترة شبيهة بحياة الأنعام التي أرفضها : أكل ....نوم ..... وبحث عن الأشياء المُسَلية .
فكرت في عمري .....لا أعرف كيف يمضي العمر بهذه السرعة ! أيُعقل أنني اقتربت حقا من الثلاثين ؟ ! أشعر أن طفولتي لم يمضِ عليها وقت طويل ، لازلت أذكر حتى شكل بعض ألعابي وبعض حكايات والدي التي يحكيها لنا قبل النوم ، وكأن كل هذه الأشياء حدثت بالأمس القريب ، أذكر أنني كنت أظن أن المرحلة الجامعية بعييييييييدة جدا ، وها أنا قد أكملت ما يقارب ست سنوات من تخرجي من الجامعة ....
وبعد هذا العمر ، ماذا قدمتي لدينك يا حصيفة ؟؟؟ ماذا قدمتي لآخرتك ؟؟؟ وماذا قدمتي لنفسك ؟؟؟ وماذا قدمتي لأمتك ؟؟؟ وماذا قدمتي لإخوانك المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ؟؟؟ حتى الدعاء الذي لا يحتاج إلى جهد مضني لم تقدميه كما ينبغي !
تنهدت بعد كل ما فكرت به ، ترقرقت الدموع في عيناي ، شعرت بأنني إنسانة هامشية ، وأعطيت وعدا لنفسي بأنني سأحمل على عاتقي هدف التغير إلى الأفضل في حياتي ، لا يمكنني بأن أرضى بحياة الأنعام ، أشعر أنها لا تناسبني أبدا ، فأنا أحمل بين أضلعي كيان إنسانة جسورة تريد إصلاح نفسها وكل ما حولها ...
إخواني أخواتي ، أذكركم ونفسي بأن حياتنا ما هي إلا أيام وسويعات نقضيها ونلاقي بعدذلك جزاء ما قدمناه فيها ، والحياة الدنيا كلها قصيرة مهما طالت فالمجرمون حينما يرون العذاب يشعرون وكأن الحياةالدنيا ليست إلا ساعة ....
يقول في ذلك سبحانه وتعالى :
( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ )
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } سورة "يونس" الآية(45)
يقول الحسن البصري : ( يا ابن آدم أنما أنت أيام ، فإن ذهب يوم ذهب بعضك ) ، فكم ذهب منا من أيام يا ترى في مالا يعود علينا إلا بالضرر ؟!
إن عمرنا هو أثمن ما نملك ، وشبابنا سنُسأل عنه يوم القيامة يقول صلى الله عليه وسلم :
( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ) سنن الترمذي .
يقول النبى صلى الله عليه و سلم :
(( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ))
أخرجه البخارى.
إخواني أخواتي ، كم قررت وقررت أن أغير من نفسي وأنظم حياتي وأضع أهدافا جوهرية أبدأ بشكل فعلي بالسعي إلى تحقيقها ، وفي كل مرة أصاب بالخمول ، وأجد نفسي ابتعدت عنها رويدا رويدا حتى تتلاشى وأنساها ...
لذلك وضعت هذا الموضوع لتكون دعوة مني لكل من يشعر أنه غير راض عن نفسه ، أو لم يقدم شيئا ذا قيمة لدينه وأمته ومجتمعه ، أن نبدأ سويا في تغيير حياتنا ، فالمشاركة مع الإخوان والأخوات تزيد من الحماس والتنافس لتحقيق الأفضل ، هيا بنا لنزيح شبح الخمول والكسل ، ولنبدأ من هذا اليوم بداية فعلية لا قولية في التغيير ...
مقترح البرنامج :
تنظيم الوقت هو أهم شيء في البرنامج كله ، وذلك بأن نخصص أوقاتا للعبادة وأوقاتا للسعي لتحقيق الأهداف الصغيرة ، وأوقاتا أخرى من أجل تحيق الأهداف الضخمة ، ولا تستحقر أو تستحقري نفسك أخي أو أختي ، فالذين قدموا الكثير في هذا العالم بشر مثلنا ولكنهم بجهدهم استطاعوا أن يغيروا الكثير في عالمهم وعالم غيرهم ..
ولا ننسى أن نعطي لأنفسنا قسطا من الراحة بين الحين والآخر ، ونبحث عن المزاح والضحك والفكاهة و التسلية ، فالنفوس إذا كلت ملت ، وهي تحتاج إلى ترويح بين الفينة والأخرى .
وأهم شيء أنصحكم به وانصح نفسي أولا : النظام ثم النظام ثم النظام وتنسيق البرامج بطريقة منظمة بحيث نعرف كيف نرتب الأوليات الأهم أولا ثم المهم ، فلا نبدأ بالفروع ونترك الأصل .
وما أقصده بكلامي أن نبدأ بأهم شيء في حياتنا وهو الشيء الذي ينساه البعض ، وهو أننا خُلقنا أساسا لعبادة الخالق ، يقول سبحانه :
(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) ). الذاريات .
وثانيا : ينبغي أن لا ننسى أننا نحمل على عاتقنا أمانة غالية رفضت السموات والأرض حملها ، يقول سبحانه :
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب الآية 72 .
هنا ينبغي الإشارة إلى شيء هام وهو أن هذه الدعوة تحتاج إلى علم ، ولا يمكنك أن تدعو الناس لشيء أنت تجهله أساسا ، لذا فالعلم الشرعي ضرورة من ضرورات الحياة ، ولا تبدأ في التعلم بطريقة عشوائية وبالفروع قبل الأصول ، ففي البداية ابدأ بكتاب الله وتفسيره ثم انتقل إلى الأمور الأساسية في العقيدة الإسلامية ،وبعدها القراءة في أمهات الكتب ، ولا يمكنك أن تحقق ذلك عن طريق مواضيع مبعثرة مختلفةالمضامين والمذاهب من مواقع مختلفة من الإنترنت بعضها حتى يعادي الإسلام ، فتنبه أخي وأختي إلى ذلك وخذوا العلم من مصادره الصحيحة المعتمدة عند أهل السنة والجماعة .
وثالثا : بعد أن تتكون لدينا شخصيات أكثر وعيا بحقيقة المسؤولية والأمانة التي نحملها على عاتقنا ، يمكننا بعدها أن نبدأ في الرقي بأنفسنا وبمجتمعاتنا ، وأن نعمل لدنيانا وآخرتنا معا حتى نكسب الدارين معا ،ونحقق السعادة التي نحلم بها جميعا ، ونطرد الملل والسأم من قاموس حياتنا .
وأخيرا أقول لكل من يجلس ساعات طويلة على الإنترنت :
إن الإبحار على الشبكة العنكبوتية صحيح أنه يجلب الكثير من المتعة ، ولكنه في نفس الوقت قد يجلب الضرر الكثير إن أضعنا أوقاتنا فيه فيما لا ينفع ، فلا بأس أن نجعل لأنفسنا أوقاتا نتسلى فيها ، ولكن لا ينبغي أن نجعل الكثير من أوقاتنا تضيع على بعض المواضيع التافهة التي لا تزيد من ثقافتنا ولا علمنا ، ولا تكسبنا أجرا بل قد تزيد من آثامنا ، كالمواضيع التي تتكلم فضائح الفنانين والفنانات ، والمواضيع التي لا تزيد إلا من مضيعة الوقت فيما لا قيمة له ، ومن أمثلتها المواضيع التي تحمل أفكارا ركيكة وقشورا واهية لا تصلح إلا لإضاعة الوقت فقط لا غير ، كالمواضيع التي تكون عناوينها مثلا : أكبر فيل في العالم ، وأقصر امرأة في التاريخ ، وأغلى قصر في الدنيا ، أغبى حركة عند الباكستانيين ، وأكبر فار في استراليا ، وأكثر واحد مشفشف في الهند ، وأوسخ مدرسة في جزر الكناري ! ، و... و ....و ... هل تعرفون أننا لو حسبنا كم يضيع من أوقات شبابنا وبناتنا في قراءة هذه المواضيع التي لا قيمة لها ، لوجدنا ما يدعونا للحسرة والأسف ..
وأتأسف حتى على نفسي ، كم أضعت من أوقات كثيرة غالية في قراءة أشياء لا قيمة لها ،،،، ولو أنني احسنت استغلال هذه الأوقات فيما ينفع لكنت قد أتممت حفظ القرآن الكريم ، وحفظ صحيح البخاري ومسلم ، وطورت إمكانياتي اللغوية سواء في اللغة العربية أوالإنجليزية وربما حتى الفرنسية !
أسأل الله أن يغفر لي ولكم كل دقيقة أضعناها من أعمارنا في أشياء لاتعود بأي نفع علينا وعلى أمتنا ، وأقولها للمرة الأخيرة في موضوعي :
أحبتي في الله أوقاتنا وأعمارنا أغلى من أن تضيع هباء منثورا .
أسأل الله العلي العظيم أن لا نكون في يوم القيامة ممن يقولون :
( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخرين (53 ) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (54) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) . سورة الزمر .
عذرا أحبتي في الله أطلت الحديث عليكم فهذا الموضوع قد أثار شجوني ، وجعلني أفرغ ما في جعبتي من أفكار تلح علي كثيرا في حياتي ، أتمنى أن لا أكون قد أثقلت كثيرا عليكم . ولكنني أريدكم أن تفكروا بطريقة جدية فيما قلته لكم .
وأسأل الله أن يهديني وإياكم إلى طريق الصواب ..
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ....
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
تعليق