السائل : بسم الله الرحمن الرحيم : هل الرسل يأتون صغائر الذنوب.؟.
الشيخ : أنا أعتقد قبل الإجابة مباشرة عن هذا السؤال، بأنه سؤال كما يقال اليوم : غير ذي موضوع ، لأن الأمر لا يتعلق بمنهج لنا، وبإصلاح عقائدنا وأعمالنا، وإنما هو أمر يتعلق بمن تقدم النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء والرسل، فما أجد أن مثل هذا السؤال ينبغي الاهتمام بتوجيهه، ولكن لا بد من الإجابة عنه، حتى نبين ما عندنا من علم في هذه المسألة.
نحن نعتقد أن العصمة المقطوع بها للأنبياء أو الرسل.؟ إنما هي:
أولاً : العصمة في تبليغ الدعوة.
وثانياً : العصمة عن الوقوع في الذنوب الكبائر وهم يعلمونها.
أما أن يقعوا في صغيرة من الصغائر التي لا يترتب من ورائها إلا انتفاء الكمال المطلق، فهذا لا بأس من أن يقع شيء من ذلك من الأنبياء والرسل، وذلك ليبقى مستقراً في قلوب المؤمنين أن الكمال المطلق لله رب العالمين وحده لا شريك له.
والقرآن في إثبات هذه الحقيقة فيه كثير من النصوص والأدلة في غير ما نبي أو رسول، فقصة آدم عليه السلام في نهي رب العالمين إياه عن أكل الشجرة، وقول رب العالمين: (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )) ، وقول أيضاً القرآن الكريم بالنسبة لنبينا عليه الصلاة والسلام: (( عَبَسَ وَتَوَلَّى )) ، وقوله: (( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ )) ، هذا كله يدل على أن النبي ممكن أن يتعرض لما لا يليق بمقام نبوته من هذه الصغائر، لكن هل هذا يعيبهم.؟ الجواب: لا، لأن هذا مقتضى البشرية.
كما نقول: هل يعيب النبي والرسول أن يتعرض لما يتعرض له الناس عامةً من مثل السهو والنسيان.؟ نقول: لا، لا مانع من أن يتعرض أحد الرسل والأنبياء لمثل هذا، لأنه لا يمس مقام الدعوة التي أرسل بها إلى الناس كافة.
فقوله عليه السلام فيما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما صلى بهم صلاة الظهر خمس ركعات، فلما سلم قالوا له : صليت خمساً، فسجد سجدتي السهو، ثم قال عليه السلام : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني ) فلا يضر مقام النبوة والرسالة أن يقع منهم مما الأكمل ألا يقع، لكن الكمال المطلق لله عز وجل، الأكمل ألا ينسى الرسول عليه السلام، لكن حكمة الله عز وجل اقتضت أن ينسى الرسول، لكن هذا النسيان لا يمس الدعوة، لأنه لا ينسى ما يتعلق بالدعوة، ولذلك يشير ربنا عز وجل إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى: (( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ )) ، إلا ما شاء من أن تنسى آية قد بلغتها الناس، أي : أديت الرسالة، وبلغت الأمانة، فممكن أن يعرض للرسول السلام بعد هذا التبليغ الواجب عليه أن ينسى شيئاً مما بلغه، كما جاء في صحيح البخاري : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل المسجد يوماً فسمع رجلاً يتلو القرآن، فقال : ( رحم الله فلاناً، لقد ذكرني آية كنت أُنسيتها )، فنسيان الرسول عليه السلام لمثل هذه الآية لا يضره فيما يتعلق بدعوته، لأنه قد بلغها، ولذلك استطاع ذلك الرجل أن يقرأها، فلما قرأها الرجل تذكرها الرسول عليه السلام، فمثل هذا النسيان لا يضره.
كذلك وقوع بعض الأنبياء والرسل في شيء من الصغائر لا يضرهم، لأنه لا ينفر المدعوين عن دعوته، بخلاف الوقوع في الكبائر، ولذلك فهم منزهون عنها دون الصغائر.
الشيخ : أنا أعتقد قبل الإجابة مباشرة عن هذا السؤال، بأنه سؤال كما يقال اليوم : غير ذي موضوع ، لأن الأمر لا يتعلق بمنهج لنا، وبإصلاح عقائدنا وأعمالنا، وإنما هو أمر يتعلق بمن تقدم النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء والرسل، فما أجد أن مثل هذا السؤال ينبغي الاهتمام بتوجيهه، ولكن لا بد من الإجابة عنه، حتى نبين ما عندنا من علم في هذه المسألة.
نحن نعتقد أن العصمة المقطوع بها للأنبياء أو الرسل.؟ إنما هي:
أولاً : العصمة في تبليغ الدعوة.
وثانياً : العصمة عن الوقوع في الذنوب الكبائر وهم يعلمونها.
أما أن يقعوا في صغيرة من الصغائر التي لا يترتب من ورائها إلا انتفاء الكمال المطلق، فهذا لا بأس من أن يقع شيء من ذلك من الأنبياء والرسل، وذلك ليبقى مستقراً في قلوب المؤمنين أن الكمال المطلق لله رب العالمين وحده لا شريك له.
والقرآن في إثبات هذه الحقيقة فيه كثير من النصوص والأدلة في غير ما نبي أو رسول، فقصة آدم عليه السلام في نهي رب العالمين إياه عن أكل الشجرة، وقول رب العالمين: (( وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى )) ، وقول أيضاً القرآن الكريم بالنسبة لنبينا عليه الصلاة والسلام: (( عَبَسَ وَتَوَلَّى )) ، وقوله: (( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ )) ، هذا كله يدل على أن النبي ممكن أن يتعرض لما لا يليق بمقام نبوته من هذه الصغائر، لكن هل هذا يعيبهم.؟ الجواب: لا، لأن هذا مقتضى البشرية.
كما نقول: هل يعيب النبي والرسول أن يتعرض لما يتعرض له الناس عامةً من مثل السهو والنسيان.؟ نقول: لا، لا مانع من أن يتعرض أحد الرسل والأنبياء لمثل هذا، لأنه لا يمس مقام الدعوة التي أرسل بها إلى الناس كافة.
فقوله عليه السلام فيما أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما صلى بهم صلاة الظهر خمس ركعات، فلما سلم قالوا له : صليت خمساً، فسجد سجدتي السهو، ثم قال عليه السلام : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني ) فلا يضر مقام النبوة والرسالة أن يقع منهم مما الأكمل ألا يقع، لكن الكمال المطلق لله عز وجل، الأكمل ألا ينسى الرسول عليه السلام، لكن حكمة الله عز وجل اقتضت أن ينسى الرسول، لكن هذا النسيان لا يمس الدعوة، لأنه لا ينسى ما يتعلق بالدعوة، ولذلك يشير ربنا عز وجل إلى هذه الحقيقة بقوله تعالى: (( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ )) ، إلا ما شاء من أن تنسى آية قد بلغتها الناس، أي : أديت الرسالة، وبلغت الأمانة، فممكن أن يعرض للرسول السلام بعد هذا التبليغ الواجب عليه أن ينسى شيئاً مما بلغه، كما جاء في صحيح البخاري : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل المسجد يوماً فسمع رجلاً يتلو القرآن، فقال : ( رحم الله فلاناً، لقد ذكرني آية كنت أُنسيتها )، فنسيان الرسول عليه السلام لمثل هذه الآية لا يضره فيما يتعلق بدعوته، لأنه قد بلغها، ولذلك استطاع ذلك الرجل أن يقرأها، فلما قرأها الرجل تذكرها الرسول عليه السلام، فمثل هذا النسيان لا يضره.
كذلك وقوع بعض الأنبياء والرسل في شيء من الصغائر لا يضرهم، لأنه لا ينفر المدعوين عن دعوته، بخلاف الوقوع في الكبائر، ولذلك فهم منزهون عنها دون الصغائر.