بسم الله الرحمن الرحيم
عبادة الاستعانة بالله عز وجل التي نغفل عنها
عبادة الاستعانة بالله عز وجل التي نغفل عنها
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمن العبادات التي تخفي على كثير منا ولا يستشعر حلاوتها، الاستعانة بالله عز وجل على طاعتة وعلى عبادته، فما رفع رافع قدما ووضع أخرى وهو ذاهب للمسجد وركع وسجد إلا بعون الله وما صام من صام وما تصدق متصدق وذهب للحج إلا بتوفيق الله وتيسيره وعون من الله عز وجل، وهذه العبادة من ضمن ما نطلب من الله تعالى في كل يوم سبع عشرة مرة على الأقل عند قراءة سورة الفاتحة وجوابا في أعظم عبادة بدنية عملية، وذلك في قوله تعالى: {وإياك نستعين}، فالاستعانة هنا عامة تشمل ما ينفعنا في ديننا ودنيانا.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((تفسير القرآن الكريم: جزء عم)) : ((ولهذا قال تعالى: {وإياك نستعين} أي: لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و (الاستعانة) طلب العون؛ والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه)) اهـ.
بل ربما يردد البعض الدعاء الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه ولا يعي ما يردده وأنه يطلب عبادة جليلة.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا معاذ إني لأحبك)).
فقلت: يا رسول الله، وأنا والله أحبك.
قال: ((فإني أوصيك بكلمات تقولهن في كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)).
أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والبخاري في ((الأدب)) وغيرهم، وصححه الألباني.
قال العلامة المقريزي رحمه الله في ((تجريد التوحيد المفيد)) : ((واعلم أن النّاس في عبادة الله - تعالى - والاستعانة به أقسام:
أجلّها وأفضلها أهل العبادة والاستعانة بالله عليها: فعبادة الله غاية مرادهم، وطلبهم منه أن يعينهم عليها، ويوفقهم للقيام بها نهاية مقصودهم، ولهذا كان أفضل ما يسأل الرّب - تعالى - الإعانة على مرضاته، وهو الذي علّمه النّبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل فقال: ((يا معاذ، والله إني أحبّك، فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعنِّي على ذكرك وشُكرك وحُسن عبادتك))، فأنفع الدّعاء طلب العون على مرضاته تعالى)) اهـ.
وأعلى درجات الاستعانة ما كان على العبادة والطاعة وفعل ما يحبه الله ويرضاه، فكم من أجور عظيمة غفلنا عنها بسب ضعف الاستعانة بالله في عبادتنا واعتمادنا على قوتنا ؟
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 21 ربيع الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 18 ديسمبر سنة 2019 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 21 ربيع الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 18 ديسمبر سنة 2019 ف