تنبيه اللائم الذي لم يدع إلى الولائم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فما أجمل هدي النبي عليه الصلاة والسلام، وما أجمل أن نجعل هديه طريقا لنا في حياتنا الدينية والدنيوية، في عباداتنا ومعاملتنا وفي تعاملنا مع بعضنا البعض وفي حياتنا الاجتماعية.
فما من خير إلا ودل أمته عليه وما من شر إلا حذرها منه.
لم يكن من هديه ولا جاء في سنته أنه كان يلوم أصحابه على ترك دعوته لأفراحهم وولائمهم، بل جاء الأمر بخلاف ذلك.
فعن أنس بن مالك:رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى على عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ أثَرَ صُفْرَةٍ، قالَ: ((ما هذا؟))
قالَ: إنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً على وزْنِ نَواةٍ مِن ذَهَبٍ.
قالَ: ((بارَكَ اللَّهُ لَكَ، أوْلِمْ ولو بشاةٍ)).
اخرجه البخاري.
فظاهر الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده علم بيوم العرس فضلا على أن يكون قد حضره أو شهده.
بل دعا له بالبركة ولم يعاتب، كما يفعل البعض، لم يخبرني بفرحه – عرسه – وأنا ربيته وعلمته وهو من طلابي ولي فضل عليه وإني لأجد في نفسي عليه فلطالما كنت أدعوه ليحضر في مناسبات تخصني ووو ... إلخ
هذا لم يصدر من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وقد كان عليه الصلاة والسلام أعز وأحب إلى أصحابه من أنفسهم وأعظم قدرا، فبه أخرجهم الله من الظلمات الى النور.
فإذا عرفت هذا ووعيته فتمسك به فهو خير لك.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 4 شعبان سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 10 أبريل سنة 2019 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 4 شعبان سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 10 أبريل سنة 2019 ف
تعليق