ذم التشبه بالشياطين من كل وجه
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد جاء في نصوص الشريعة النهي عن التشبه ببعض خصال الشياطين للتحذير على وجه الخصوص، وجاء بالنهي عن التشبه بالكفار على وجه العموم، والشياطين من رؤوس الكافرين والتشبه بهم وبالكفار فيه الزجر من كل وجه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((اقتضاء الصراط المستقيم)): ((واعلم أن بين التشبه بالكفار والشياطين وبين التشبه بالأعراب والأعاجم فرقا يجب اعتباره وإجمالا يحتاج إلى تفسير.
وذلك أن نفس الكفر والتشيطن مذموم في حكم الله ورسوله وعباده المؤمنين ونفس الأعرابية والأعجمية ليست مذمومة في نفسها عند الله تعالى وعند رسوله وعند عباده المؤمنين)) اهـ.
وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/781): ((التشبه بالشياطين ممنوع مطلقا، ولا يستثنى منه شيء، لأن الشياطين كلهم شر، وليس فيهم صلاح أبدا، فلا يجوز التشبه بهم مطلقا، إذ ليس فيهم صالحون)) اهـ.
وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/783): ((فلا يقال إن هناك شيطان أخف من غيره، بل الشيطنه شر، ولا يستثنى من أمرهم شيء)) اهـ.
وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله في ((التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم)) (2/775): ((قوله: ((فإنه علل النهي عن الأكل والشرب بالشمال)) يعني: أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الأكل والشرب باليد اليسرى، وعلل ذلك بأن الشيطان يأكل بشماله، هذه هي علة النهي.
فدل هذا على وجوب عدم التشبه بالشيطان من الأكل بالشمال والشرب بها، ودخل في هذا كل ما هو من شأن الشياطين، فعلى المسلم أن يتجنبه)) اهـ.
فعلم أن التشبه بالشياطين مذموم من كل وجه، فعلى هذا يجب علينا أن نحذر من التشبه بالشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 18 جمادى الآخرة سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 23 فبراير سنة 2019 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 18 جمادى الآخرة سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 23 فبراير سنة 2019 ف