تعزير قطاع الطرقات المتشبهين بالشياطين المثبطين عن الصدقات
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 268].
قال العلامة القرطبي رحمه الله في ((أحكام القرآن)): ((الشيطان له مدخل في التثبيط للإنسان عن الإنفاق في سبيل الله، وهو مع ذلك يأمر بالفحشاء وهي المعاصي والإنفاق فيها. وقيل: أي بأن لا تتصدقوا فتعصوا وتتقاطعوا)) اهـ.
قال الشيخ طلعت زهران حفظه الله في ((كلمات و أفعال و معتقدات خاطئة)): ((يا مزكي حالك يبكي.
هذا المثل ضربه الجهلة وأهل الصد عن سبيل الله من الناس، وقصدوا به نهي أهل الزكاة والصدقة عن فعلها، وأنذروه الفقر جزاء ذلك فشابهوا الشيطان: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268])) اهـ.
فالذين يقطعون الطريق أمام أهل الخير وأصحاب النفقات حالهم حال الشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأثنين 6 جمادى الآخرة سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 11 فبراير سنة 2019 ف