المخالفات التي وقع فيها إبليس في قصته مع أبينا آدم (19 مخالفة)
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فقد جاءت قصة آدم عليه الصلاة والسلام مع إبليس عليه اللعنة في كتاب الله عز وجل في عدة سور: البقرة والأعراف والإسراء والكهف وطه والجحر وص، وفيها حذرنا الله عز وجل من أفعال إبليس الشنيعة والمخالفات القبيحة، منها:
1) الكفر بالله عز وجل.
قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الإيمان الاوسط)): ((كفر إبليس وفرعون واليهود ونحوهم لم يكن أصله من جهة عدم التصديق والعلم؛ فإن إبليس لم يخبره أحد بخبر، بل أمره الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين؛ فكفره بالإباء والاستكبار وما يتبع ذلك، لا لأجل تكذيب)) اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله في ((مدارج السالكين)): ((وأما كفر الإباء الاستكبار:
فنحو كفر إبليس؛ فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار، ومن هذا كفر من عرف صدق الرسول وأنه جاء بالحق من عند الله، ولم يَنقَدْ له إباءً واستكباراً، وهو الأغلب على كفر أعداء الرسل)) اهـ.
2) الاعتراض.
قال إبليس كما قصه الله تعالى في كتابه العزيز: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [الأعراف: 12].
قال الأشعري رحمه الله في ((رسالة إلى أهل الثغر)): ((وأجمعوا على أنه ليس لأحد من الخلق الاعتراض على الله تعالى في شيء من تدبيره ولا إنكار لشيء من أفعاله إذ كان مالك لما يشاء منها غير مملوك وأنه تعالى حكيم قبل أن يفعل سائر الأفعال وأن جميع ما يفعله لا يخرجه عن الحكمة وأن من يعترض عليه في أفعاله متبع لرأي الشيطان في ذلك حين امتنع من السجود لآدم عليه السلام وزعم أن ذلك فساد في التدبير وخروج من الحكمة حين قال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين})) اهـ.
3) قول (أنا) على سبيل التفاخر والتكبر.
قال إبليس عندما تكبر على أبونا آدم عليه الصلاة والسلام بقوله: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ } [الأعراف: 12].
قال ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)): ((وليحذر كل الحذر من طغيان أنا ولي وعندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون، { فأنا خير منه } لإبليس، { ولي ملك مصر } لفرعون، { وإنما أوتيته على علم عندي} لقارون.
وأحسن ما وضعت أنا في قول العبد أنا العبد المذنب المخطىء المستغفر المعترف ونحوه ولي في قوله لي الذنب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل وعندي في قوله اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي)) اهـ.
4) الإباء والاستكبار.
قال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
عن ابن عيينة رحمه الله، قال: (من كانت معصيته في الشهوة فارج له التوبة، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهيا فغفر له، وإذا كانت معصيته في كبر فاخش على صاحبه اللعنة فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن).
إسناده ضعيف أخرجه أبو نعيم في ((الحلية)) والبيهقي في ((الشعب)) ومداره على سنيد بن داود وهو: المصيصي أبو علي المحتسب واسمه: الحسين وسنيد لقب غلب عليه ضعيف كما في ((التقريب)).
قال أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي رحمه الله في ((التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع)): ((لما قص الله عز وجل شأن آدم وأمره للملائكة بالسجود لآدم ونبهنا على جملة الخبر وقصة إبليس وكيف استكبر لما سبق فيه من الشقاء وكيف قاس فقال: {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ})) اهـ.
وقال القاضي أبو يعلى الفراء رحمه الله في ((إبطال التأويلات)): ((جنس الجبابرة وهم الكفرة المعاندون وقيل: المراد به إبليس وشيعته لأنه أول من استكبر، فقال تَعَالَى: {إِلا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ})) اهـ.
وقال الرازي رحمه الله في ((تفسيره)): ((حكي أن عوف بن عبد الله دخل على الفضل بن المهلب وكان يومئذ على واسط ، فقال : إني أريد أن أعظك بشيء ، إياك والكبر فإنه أول ذنب عصى الله به إبليس ، ثم قرأ : {وَإِذْ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لاِدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أبى واستكبر} [البقرة: 34])) اهـ.
وقال العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي رحمه الله في ((أقاويل الثقات)): ((وقال بعضهم الجبار هنا إبليس وشيعته فإنه أول من استكبر والتكبر والتجبر بمعنى واحد)) اهـ.
5) مفارقة جماعة المسلمين.
قال الله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 28-31].
قال العلامة أبو السعود رحمه الله في ((تفسيره)): (({ إِلاَّ إِبْلِيسَ } استثناء متصل إما لأنه كان جنياً مفرداً مغموراً بألوف من الملائكة فعد منهم تغليباً واما لأن من الملائكة جنساً يتوالدون وهو منهم وقوله تعالى { أبى أَن يَكُونَ مَعَ الساجدين } استئناف مبين لكيفية عدم السجود المفهوم من الاستثناء فإن مطلق عدم السجود قد يكون مع النردد به علم أنه مع الاباء والاستكبار أو منقطع فيتصل به ما بعده أي لكن ابليس أبى ان يكون معهم وفيه دلالة على كمال ركاكة رأيه حيث أدمج في معصية واحدة ثلاث معاص مخالفة الأمر والاستكبار مع تحقير آدم عليه الصلاة والسلام ومفارقة الجماعة والاباء عن الانتظام في سلك أولئك المقربين الكرام)) اهـ.
وقال العلامة صديق حسن خان رحمه الله في ((فتح البيان في مقاصد القرآن)): ((واختلاف العبارات عند الحكاية يدل على أن اللعين قد أدرج في معصية واحدة ثلاث معاص: مخالفة الأمر ومفارقة الجماعة والاستكبار مع تحقير آدم، وقد وبخ على كل واحدة منها لكن اقتصر عند الحكاية في كل موطن على ما ذكر فيه اكتفاء بما ذكر في موطن آخر، وقد تركت حكاية التوبيخ رأساً في سورة البقرة والإسراء والكهف وطه)) اهـ.
6) الإغواء.
قال الله عز وجل: {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين} [ض: 82].
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال إبليس: وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم؛ فقال: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني)).
أخرجه أحمد في ((المسند)) و أبو يعلى في ((المسند)) عبد بن حميد في ((المسند)) والحاكم في ((المستدرك)) والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) وحسنه الألباني رحمه الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)): ((قال: {وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون}. أي: وإخوان الشياطين تمدهم الشياطين في الغي ثم لا يقصرون. قال ابن عباس: لا الإنس تقصر عن السيئات. ولا الشياطين تمسك عنهم. فإذا لم يبصر بقي قلبه في غي والشيطان يمده في غيه)) اهـ.
وقال الإمام المفسر الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)): ((إخوان الإنس من الشياطين يمدون الإنس في الغي، ثم لا يقصرون، وبين ذلك أيضاً في مواضع أخر كقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} [19/83]، وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ} [6/128])) اهـ.
7) العجب.
قال إبليس كما جاء في كتاب الله العزيز: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12، ص: 76].
قال ابن جرير الطبري في ((تاريخ الرسل والملوك)): ((ذكر السبب الذي به هلك عدو الله وسولت له نفسه من أجله الاستكبار على ربه عز وجل.
اختلف السلف من الصحابة والتابعين في ذلك، وقد ذكرنا أحد الأقوال التي رويت في ذلك عن ابن عباس، وذلك ما ذكر الضحاك عنه، أنه لما قتل الجن الذين عصوا الله، وأفسدوا في الأرض وشردهم، أعجبته نفسه ورأى في نفسه أن له بذلك من الفضيلة ما ليس لغيره.
والقول الثاني من الأقوال المروية في ذلك عن ابن عباس، أنه كان ملك سماء الدنيا وسائسها، وسائس ما بينها وبين الأرض، وخازن الجنة، مع اجتهاده في العبادة، فأعجب بنفسه، ورأى أن له بذلك الفضل، فاستكبر على ربه عز وجل)) اهـ.
رد النص بالعقل.
قال إبليس كما جاء في كتاب الله العزيز: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12، ص: 76].
قال الشهرستاني رحمه الله في ((الملل والنحل)): ((اعلم أن أول شبهة وقعت في الخليقة : شبهة إبليس لعنه الله ومصدرها استبداده بالرأي في مقابلة النص واختياره الهوى في معارضة الأمر واستكباره بالمادة التي خلق منها وهي النار على مادة آدم عليه السلام وهي الطين)) اهـ.
وقال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله في ((صيد الخاطر)): ((فأما الخالق سبحانه فإن العقل لا ينتهي إلى حكمته، بلى، قد ثبت عنده وجوده وملكه وحكمته.
فتعرضه بالتفاصيل على ما تجري به عادات الخلق جهل.
ألا ترى إلى أول المعترضين وهو إبليس كيف ناظر فقال {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، وقول خليفته وهو أبو العلاء المعري: رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا)) اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الصواعق المرسلة)): ((إن معارضة الوحي بالعقل ميراث عن الشيخ أبي مرة فهو أول من عارض السمع بالعقل وقدمه عليه فإن الله سبحانه لما أمره بالسجود لآدم عارض أمره بقياس عقلي)) اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((الصواعق المرسلة)): ((ولما علم الشيخ [يعني: إبليس] أنه قد أصيب من معارضة الوحي بالعقل وعلم أنه لا شيء أبلغ في مناقضة الوحي والشرع وإبطاله من معارضته بالعقول أوحى إلى تلامذته وإخوانه من الشبهات الخيالية ما يعارض به الوحي وأوهم أصحابه وتلاميذه أنها قواطع عقلية وقال إن قدمتم الوحي عليها فسدت عقولكم قال تعالى : {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} [الأنعام: 121].
ومن المعلوم أن وحيهم إنما هو شبه عقلية وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ * أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [الأنعام: 112-117])) اهـ.
9) تحقير عباد الله الصالحين.
قال الله عز وجل: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 33].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61].
قال العلامة الألوسي رحمه الله في ((روح المعاني)): (({ أَءسْجُدُ } على معنى أأسجد له وهو طين أي أصله طين، قال في الكشف : وهو أبلغ لأنه مؤيد لمعنى الإنكار وفيه تحقير له عليه السلام وحاشاه بجعله نفس ما كان عليه لم تزل عنه تلك الذلة وليس في جعله حالاً من العائد هذه المبالغة، وأنت تعلم أن الحالية على كل حال خلاف الظاهر لكون الطين جامداً ولذا أوله بعضهم بمتأصلاً، وجوز الزجاج أيضاً وتبعه ابن عطية كونه تمييزاً ولا يظهر ذلك، وذكر الخلق مع أنه يكفي في المقصود أن يقال: لمن كان من طين أدخل في المقصود مع أنه فيه على ما فيل إيماء إلى علة أخرى وهي أنه مخلوق والسجود إنما هو للخالق تعالى مجده)) اهـ.
وقال العلامة حقي رحمه الله في ((روح البيان)): ((وفي التأويلات النجمية : يشير إلى أنه لا عبرة بظاهر الخلق فلا تنظر إلى أحد بنظر الإزراء والاستهانة والاستخفاف والاستحقار لأن في استحقار أخيك عجب نفسك مودع كما نظر ابليس بنظر الحقارة الى آدم عليه السلام فأعجبته نفسه فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فلعن إلى الأبد لهذا المعنى فمن حقر أخاه المسلم وظن أنه خير منه يكون إبليس وقته وأخوه آدم وقته ولهذا قال تعالى: { عسى أن يكونوا خيرا منهم })) اهـ.
10) القياس الفاسد.
قال الله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف: 12] .
جاء عن الحسن في قوله: { خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } قال: قاس إبليس، وهو أول من قاس.
أخرجه الدارمي في ((المسند)) وابن جرير الطبري في ((تفسيره)) والهروي في ((ذم الكلام وأهله)) وابن عبد البر في ((الجامع)).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): إسناده صحيح.
قال ابن سيرين رحمه الله: (أول من قاس إبليس، وما عُبِدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس).
أخرجه الدارمي في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) والبيهقي في ((المدخل)) وابن جرير في ((تفسيره)) وأبو إسماعيل الهروي في ((ذم الكلام وأهله)) والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) وابن عبد البر في ((الجامع)) وأبو عروبة الحراني في ((الأوئل)) وابن حزم في ((الإحكام في أصول الأحكام)) وقال الحافظ المفسر ابن كثير في ((تفسيره)): إسناد صحيح.
قال أبو الحسين محمد بن أحمد الملطي رحمه الله في ((التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع)): ((لما قص الله عز وجل شأن آدم وأمره للملائكة بالسجود لآدم ونبهنا على جملة الخبر وقصة إبليس وكيف استكبر لما سبق فيه من الشقاء وكيف قاس فقال: {أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ})) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في ((مجموع الفتاوى)): ((وإبليس هو أول من عادى الله وطغى في خلقه وأمره وعارض النص بالقياس . ولهذا يقول بعض السلف: أول من قاس إبليس . فإن الله أمره بالسجود لآدم فاعترض على هذا الأمر بأني خير منه وامتنع من السجود)) اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((الصواعق المنزلة)): ((إن معارضة الوحي بالعقل ميراث عن الشيخ أبي مرة، فهو أول من عارض السمع بالعقل وقدّمه عليه، فإن الله لما أمره بالسجود لآدم عارض أمره بقياس عقلي.
ثم قال:
والقياس إذا صادم النص وقابله كان قياساً باطلاً، ويسمى قياساً إبليسياً)) اهـ.
11) الحلف بالله كاذبا.
قال الله تعالى: {وقاسمهما إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21].
قال مقاتل رحمه الله في ((تفسيره)): (({وَقَاسَمَهُمَآ}، يعنى حلف بالله لهما، {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ الناصحين} إنها شجرة الخلد، من أكل منها لم يمت، فكان إبليس أول من يحلف بالله كاذباً)) اهـ.
وقال البغوي رحمه الله في ((تفسيره)): (({وإبليس أول من حلف بالله كاذبا، فلما حلف ظن آدم أن أحدا لا يحلف بالله كاذبا، فاغتر به)) اهـ.
وقال الخازن رحمه الله في ((تفسيره)): ((وإبليس أول من حلف بالله كاذباً فلما حلف إبليس ظن آدم أنه صادق فاغتر به)) اهـ.
وقالت اللجنة الدائمة: ((ولا تغتروا بحلف الكذابين، فقد حلف إبليس اللعين لأبويكم على: أنه لهما من الناصحين، وهو أعظم الخائنين، وأكذب الكذابين، كما حكى الله عنه ذلك في سورة الأعراف، حيث قال سبحانه: {وقاسمهما إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21])) اهـ.
12) الكذب.
قال الله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى - فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 120].
وقال إبليس كما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20].
13) التلبيس.
قال الله تعالى: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12 ، ص: 76 ].
قال ابن الجوزي رحمه الله في ((تلبيس إبليس)): ((وينبغي أن تعلم أن إبليس شغله التلبيس أول ما التبس عليه الأمر فأعرض عن النص الصريح على السجود فأخذ يفاضل بين الأصول فقال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} ثم أردف ذلك بالاعتراض على الملك الحكيم فقال: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} والمعنى أخبرني لما كرمته علي غرر ذلك الاعتراض أن الذي فعلته ليس بحكمة ثم أتبع ذلك بالكبر فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} ثم امتنع عن السجود فأهان نفسه التي أراد تعظيمها باللعنة والعقاب)) اهـ.
14) الافتخار بأصل.
قال إبليس كما جاء في كتاب الله العزيز: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12، ص: 76].
قال الفخر الرازي رحمه الله في ((تفسيره)): ((إبليس إنما تكبر على آدم لأنه افتخر بأصله ونسبه وقال: خلقتني من نار وخلقته من طين فأنا أشرف منه في الأصل والنسب فكيف أسجد وكيف أتواضع)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((بيان تلبيس الجهمية)): ((الله تعالى أراد تفضيل آدم على إبليس حيث افتخر عليه إبليس بجنسه الذي هو النار وأنه بذلك أعلى من التراب والطين فرد الله عليه افتخاره وأثبت لآدم من المزية والاختصاص ما لم يثبت مثله لإبليس بقوله تعالى لما خلقت بيدي)) اهـ.
15) تزين الباطل وزخرفته.
قال الله تعالى: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَاذِهِ الشَّجَرَةِ إِلا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءتُهُمَا} [الأعراف: 20-22].
وقال الله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يئَادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى} [طه: 120].
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في ((تاريخ الرسل والملوك)): ((فلما أسكن الله عز وجل آدم عليه السلام وزوجه أطلق لهما أن يأكلا كل ما شاء أكله من كل ما فيها من ثمارها، غير ثمر شجرة واحدة ابتلاءً منه لهما ذلك، وليمضي قضاء الله فيهما وفي ذريتهما، كما قال عز وجل: " وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلاً منها رغداً حيثُ شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " ، فوسوس لهما الشيطان حتى زين لهما أكل ما نهاهما ربهما عن أكله من ثمر تلك الشجرة، وحسن لها معصية الله في ذلك، حتى أكلا منها، فبدت لهما من سوأتهما ما كان موارى عنهما منها)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الحسنة والسيئة)): ((ولهذا كان البلاء العظيم من الشيطان لا من مجرد النفس فإن الشيطان يزين لها السيئات ويأمرها بها ويذكر لها ما فيها من المحاسن التي هي منافع لا مضار كما فعل إبليس بآدم وحواء فقال { يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما } { وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين })) اهـ.
وقال العلامة ابن رجب رحمه الله كما في ((مجموع رسائله)): ((فأصل ما يوقع الناس في السيئات الجهل وعدم العِلْم بأنها تضرهم ضررًا راجحًا، أو ظنّ أنها تنفعهم نفعًا راجحًا، وذلك كله جهلٌ إما بسيط وإما مركب، ولهذا يسمى حال فعل السيئات الجاهلية، فإن صاحبها في حال جاهلية، ولهذا كان الشيطان يزين السيئات ويأمر بها، ويذكر ما فيها من المحاسن التي يظن أنا منافع لا مضار، كما أخبر الله عنه في قصة آدم أنَّه قال: {يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا}.
وقال: {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ})) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((القول المفيد على كتاب التوحيد)): ((هكذا زين لهم الشيطان، وهذا غرور ووسوسة من الشيطان كما قال لآدم: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى})) اهـ.
16) الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي قبل التوبة.
قوله: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف: 16].
وقال أيضا: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في ((الفتاوى الكبرى)): ((وإذا أساء اعترف بذنبه واستغفر ربه وتاب منه، وكان كأبيه آدم الذي قال: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}، ولم يكن كإبليس الذي قال: {بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين} ولم يحتج بالقدر على ترك مأمور، ولا فعل محظور، مع إيمانه بالقدر خيره وشره، وأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك)) اهـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((طريق الهجرتين)): ((قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((تائيته)):
ويدعى خصوم الله يوم معادهم *** إلى النار طرا فرقة القدرية
سواء نفوه أو سمعوا ليخاصموا *** به الله أو ماروا به للشريعة
وسمعته يقول القدرية المذمومون في السنة على لسان السلف هم هؤلاء الفرق الثلاث نفاته وهم القدرية المجوسية والمعارضون به للشريعة الذين قالوا لو شاء الله ما أشركنا وهم القدرية الشركية والمخاصمون به الرب سبحانه وهم أعداء الله وخصومه وهم القدرية الإبليسية وشيخهم إبليس وهو أول من احتج على الله بالقدر فقال بما أغويتني ولم يعترف بالذنب ويبوء به كما اعترف به آدم فمن أقر بالذنب وباء به ونزه ربه فقد أشبه أباه آدم ومن أشبه أباه فما ظلم ومن برأ نفسه واحتج على ربه بالقدر فقد أشبه إبليس ولا ريب أن هؤلاء القدرية الإبليسية والشركية شر من القدرية النفاة)) اهـ.
وقال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في ((شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث)) (ص 308-309): ((فإن إبليس أول من احتج بالقدر على الله – تبارك وتعالى - قال الشيطان : {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]؛ فاحتج بالقدر على الله – تبارك وتعالى – ولم يعترف بذنبه، آدم وحواء اعترفا بذنبهما فـ {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]، أما إبليس أبى أن يعترف وقال: أنت الذي أغويتني؛ فجعل الحجة له على الله عز وجل، قبحه الله)) اهـ.
وقال حفظه الله في ((شرح عقيدة السلف أصحاب الحديث)) (ص 309): ((هناك كثير من الناس على هذا المذهب، من الكفار وغيرهم - وعياد بالله! -، وهذا أخبث المذاهب وإمام هذا المذهب إبليس؛ فإنهم يخاصمون الله بهذا المذهب ولا يعترفون بالذنب، ولا يعترفون أنهم عصوا الله عز وجل)) اهـ.
17) الغش في النصيحة.
قال الله تعالى عن إبليس: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 21].
قال ابن القيم رحمه الله في ((النونية)):
والله لولا هيبة الإسلام *** والقرآن والأمراء والسلطان
لأتوا بكل مصيبة ولدكدكوا *** الإسلام فوق قواعد الأركان
فلقد رأيتم ما جرى لأئمة *** الإسلام من محن على الأزمان
لاسيما لما استمالوا جاهلا *** ذا قدرة في الناس مع سلطان
وسعوا إليه بكل إفك بين *** بل قاسموه بأغلظ الأيمان
أن النصيحة قصدهم كنصيحة *** الشيطان حين خلا به ال أبو ان
قال العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى رحمه الله في ((شرح القصيدة النونية)): ((قوله: بل قاسموه بأعظم الأيمان أن النصيحة قصدهم الخ، أي: يحلفون له بأعظم الأيمان أن قصدهم النصيحة كما قاسم إبليس ال أبو ين كما في قوله تعالى وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين الأعراف)) اهـ.
1 الحسد.
قال الله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [سورة الأعراف: 12].
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في ((بدائع الفوائد)): ((الشيطان يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبها ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان لأن الحاسد شبيه بإبليس وهو في الحقيقة من أتباعه لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله وأبى أن يسجد له حسدا فالحاسد من جند إبليس وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه ويستعينه وربما يعبده من دون الله تعالى حتى يقضي له حاجته وربما يسجد له)) اهـ.
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في ((تفسيره)): ((وهو أول معاصي إبليس حين حسد آدم)) اهـ.
وقال العلامة ابن جزي رحمه الله في ((التسهيل لعلوم التنزيل)): ((قال بعض العلماء: الحسد أول معصية عُصِيَ الله بها في السماء والأرض أما في السماء فحسد إبليس لآدم وأما في الأرض فقتل قابيل لأخيه هابيل بسبب الحسد)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ((الكبائر)): ((قال بعض السلف: أول خطيئة هي الحسد حسد إبليس آدم عليه السلام على رتبته فأبى أن يسجد له فحمله على الحسد والمعصية)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((تفسير القرآن -سورة البقرة-)): ((من اتباع خطوات الشيطان أيضاً الحسد؛ لأن الشيطان إنما قال ذلك حسداً لآدم)) اهـ.
19) مخالفة الشرع.
قال الله عز وجل: {قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 33].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61].
قال العلامة حقي رحمه الله في ((روح البيان)): ((ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعاً فيتصل به ما بعده أي لكن إبليس أبى أن يكون معهم في السجود لآدم.
وفيه دلالة على كمال ركاكة رأيه حيث ادمج في معصية واحدة ثلاث معاص ، مخالفة الأمر والاستكبار مع تحقير آدم ومفارقة الجماعة والإباء عن الانتظام في سلك أولئك المقربين الكرام)) اهـ.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: يوم الجمعة 21 ربيع الثاني سنة 1440 هـ
الموافق 28 ديسمبر 2018 ف
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: يوم الجمعة 21 ربيع الثاني سنة 1440 هـ
الموافق 28 ديسمبر 2018 ف