تحذير الموظفين من مشابهة الفاسقين بتأخيرهم معاملات المراجعين
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فبعض الموظفين – هداهم الله – أسهل شيء عليه أن يقول للمراجعين: ارجع مرة أخرى، راجعنا بداية الأسبوع، تعال بعد رمضان، راجع بعد العيد.
بدون أن يذكر سببا أو لأسباب أوهى من خيوط العنكبوت، ويترك المعاملات تتراكم، ولا ينجز منها إلا النزر اليسير، هؤلاء فيهم ظلم، وما أشبههم بالفاسقين.
فقد جاء عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)).
أخرجه البخاري تعليقا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الاستقامة)) : ((والآلات الملهية قد صح فيها ما رواه البخاري في ((صحيحه)) تعليقا مجزوما به داخلا في شرطه)) اهـ
وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)) : ((أخرجه البخاري تعليقا ووصله أبو داود ( 2 / 174 ) وغيره بسند صحيح)) اهـ
وقال رحمه الله في ((تحريم آلات الطرب)) : ((علقه البخاري في " صحيحه " بصيغة الجزم محتجا به)) اهـ
فالذين يُأخرون المعاملات ويقولون للمراجعين: ارجعوا غدا، فيهم شبه بهؤلاء الفساق.
ويزداد الطين بلة إن كان تأخيرهم إرادة لرشوة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : (لعن النبي صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي) .
أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وصححه الإمام الألباني.
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)) (18/232): ((فلا يحل لأحد موظف في دائرة من دوائر الحكومة أن يقبل الهدية في معاملة تتعلق بهذه الدائرة، ولأننا لو فتحنا هذا الباب وقلنا: يجوز للموظف قبول هذه الهدية لكنا قد فتحنا باب الرشوة الذي يرشي بها صاحب الحق من يلزمه الحق، والرشوة خطيرة جداً وهي من كبائر الذنوب، فالواجب على الموظفين إذا أهدي لهم هدية فيما يتعلق بعملهم أن يردوا هذه الهدية، ولا يحل لهم أن يقبلوها، سواء جاءتهم باسم هدية، أو باسم الصدقة، أو باسم الزكاة، ولا سيما إذا كانوا أغنياء، فإن الزكاة لا تحل لهم كما هو معلوم)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 22 شعبان سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 8 مايو سنة 2018 ف