هجر الضعفاء والمحتاجين لسان حالهم
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمن الأصول التي جاءت بها شريعتنا الغراء، الإجتماع على الحق، والتواصي به، والحث على الترابط الأخوي.
قال الله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}.
فلهذا كان من أوائل ما قام به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما وطئت أقدامه دار الهجرة – المدينة – أن آخى بين المهاجرين والأنصار، حتى كان يرث بعضهم بعض ثم نسخ.
ولحماية النسيج بين الأخوة في الدين، وضعت حقوق، وشرعت آداب، وذكرت أحكام، لتكون بيضة المسلمين قوية ومتماسكة.
وأنه مما يدمي القلب ويتفطر له الفؤاد، ما نراه من بعض إخواننا الذين يسيرون معنا ونسير معهم في هذا الطريق المستقيم والمنهج القويم حيث وضعوا بعض إخوانهم الضعفاء والمحتاجين في زاوية الإهمال، لا يزورونهم ولا يسألون عنهم ولا يتصلون بهم ولا ينظرون في حوائجهم وكل هذا إن أحسنا الظن بدون قصد، ولسان حالهم أهجروا الضعفاء والمحتاجين.
وقد أهملوا وصية النبي عليه الصلاة والسلام، فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((ابغوني في ضعفائكم ، فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم)). أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الألباني.
قال ابن الملك رحمه الله كما في ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)): ((يعني اطلبوا إلى حفظ حقوقهم وجبر قلوبهم ، فإني معهم بالصورة في بعض الأوقات وبالقلب في جميعها لا أعلم من شرفهم وعظيم منزلتهم عند الله ، فمن أكرمهم فقد أكرمني ، ومن آذاهم فقد آذاني)) اهـ.
والادهى والامر من هذا، من ترك هذا السبب الشرعي لجلب الرزق وسقط على من عنهم المتاع الزائل – أصحاب الأموال - ولو كانوا على غير الطريق السديد ولا على الهدي الرشيد ودلوا أنفسهم لهم.
قال الطيبي رحمه الله كما في ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)): (([color="rgb(154, 205, 50)"]قوله : (ابغوني) بهمزة القطع والوصل، يقال : بغى يبغي بغاء إذا طلب، وهذا نهي عن مخالطة الأغنياء وتعليم منه[/color])) اهـ.
وكيف نريد النصر على الأعداء ولم نرحم الضعفاء؟
ولهذا تتفطر قلوب بعض إخواننا ممن أصابهم الهم والغم وركبتهم الديون وأضعفهم المرض، وهم يرون من حولهم يتزاورون ويسأل بعضهم على بعض، ويسمعون بالقاءات والإجتماعات وهم قابعون بين الجدران، غير أن البعض منهم وجد في برامج التواصل متنفسا، فالبعض يسأل عنه والبعض يزوره، والبعض يقضي حوائجه، وكان هذا يتحتم على إخوانه الذين يشاطرونه المسجد، ويسكنون مع في الحي.
فهذه تذكرة لمن له قلب بوصية نبينا عليه الصلاة والسلام: ((ابغوني في ضعفائكم)).
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 10 شعبان سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 26 أبريل سنة 2018 ف
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمن الأصول التي جاءت بها شريعتنا الغراء، الإجتماع على الحق، والتواصي به، والحث على الترابط الأخوي.
قال الله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}.
فلهذا كان من أوائل ما قام به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما وطئت أقدامه دار الهجرة – المدينة – أن آخى بين المهاجرين والأنصار، حتى كان يرث بعضهم بعض ثم نسخ.
ولحماية النسيج بين الأخوة في الدين، وضعت حقوق، وشرعت آداب، وذكرت أحكام، لتكون بيضة المسلمين قوية ومتماسكة.
وأنه مما يدمي القلب ويتفطر له الفؤاد، ما نراه من بعض إخواننا الذين يسيرون معنا ونسير معهم في هذا الطريق المستقيم والمنهج القويم حيث وضعوا بعض إخوانهم الضعفاء والمحتاجين في زاوية الإهمال، لا يزورونهم ولا يسألون عنهم ولا يتصلون بهم ولا ينظرون في حوائجهم وكل هذا إن أحسنا الظن بدون قصد، ولسان حالهم أهجروا الضعفاء والمحتاجين.
وقد أهملوا وصية النبي عليه الصلاة والسلام، فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ((ابغوني في ضعفائكم ، فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم)). أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الألباني.
قال ابن الملك رحمه الله كما في ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)): ((يعني اطلبوا إلى حفظ حقوقهم وجبر قلوبهم ، فإني معهم بالصورة في بعض الأوقات وبالقلب في جميعها لا أعلم من شرفهم وعظيم منزلتهم عند الله ، فمن أكرمهم فقد أكرمني ، ومن آذاهم فقد آذاني)) اهـ.
والادهى والامر من هذا، من ترك هذا السبب الشرعي لجلب الرزق وسقط على من عنهم المتاع الزائل – أصحاب الأموال - ولو كانوا على غير الطريق السديد ولا على الهدي الرشيد ودلوا أنفسهم لهم.
قال الطيبي رحمه الله كما في ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)): (([color="rgb(154, 205, 50)"]قوله : (ابغوني) بهمزة القطع والوصل، يقال : بغى يبغي بغاء إذا طلب، وهذا نهي عن مخالطة الأغنياء وتعليم منه[/color])) اهـ.
وكيف نريد النصر على الأعداء ولم نرحم الضعفاء؟
ولهذا تتفطر قلوب بعض إخواننا ممن أصابهم الهم والغم وركبتهم الديون وأضعفهم المرض، وهم يرون من حولهم يتزاورون ويسأل بعضهم على بعض، ويسمعون بالقاءات والإجتماعات وهم قابعون بين الجدران، غير أن البعض منهم وجد في برامج التواصل متنفسا، فالبعض يسأل عنه والبعض يزوره، والبعض يقضي حوائجه، وكان هذا يتحتم على إخوانه الذين يشاطرونه المسجد، ويسكنون مع في الحي.
فهذه تذكرة لمن له قلب بوصية نبينا عليه الصلاة والسلام: ((ابغوني في ضعفائكم)).
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 10 شعبان سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 26 أبريل سنة 2018 ف