قمع الصوفية والروافض والمبتدعين المتشبهين بالشياطين
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمثل الذي يحدث أذكارا مبتدعة وعبادات مخترعة مثل إبليس، الذي زين للناس المحدثات والبدع، ليضل عن سبيل الله.
وما يصدره الصوفية من شطحات وخرافات وبدع ما هي إلا من وحي الشيطان، وما يحدث من بدع إلا من وساوس جند إبليس.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل قال يزيد متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله }.
أخرجه أحمد في ((المسند)) وصححه الإمام الألباني رحمه الله في تخريجه ((شرح الطحاوية لابن أبي العز)).
وفي رواية عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله عز وجل وخطين عن يمينه وخطين عن شماله قال هذه سبيل الشيطان ثم وضع يده في الخط الأسود ثم تلا هذه الآية { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون })).
أخرجه أحمد في ((المسند)) وقال محققوا المسند: حسن لغيره.
وعن الأوزاعي رحمه الله قال: قال إبليس لأوليائه: من أي شيء تأتون بني آدم.
فقالوا: من كل شيء قال فهل تأتونهم من قبل الاستغفار.
فقالوا: هيهات ذاك شيء قرن بالتوحيد.
قال: لأبثن فيهم شيئا لا يستغفرون الله منه قال فبث فيهم الأهواء.
أخرجه الدارمي في ((السنن)) والبيهقي في ((شعب الإيمان)) واللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) من طريقين والأثر بمجموعه صحيح لغيره.
وأخرج ابن وضاح في ((البدع)) قال نا محمد بن سعيد قال : نا أسد بن موسى قال : نا روح قال : نا أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب : إن الناس نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة ، فانطلق النساء والرجال حتى امتلأ المسجد قياما يصلون .
قال أبو إسحاق : إن أمي وجدتي فيهم ، فأتي ابن مسعود فقيل له : أدرك الناس.
فقال : ما لهم ؟
قيل : نودي فيهم بعد نومة أنه من صلى في المسجد الأعظم دخل الجنة.
فخرج ابن مسعود يشير بثوبه : ويلكم اخرجوا لا تعذبوا ، إنما هي نفخة من الشيطان ، إنه لم ينزل كتاب بعد نبيكم ، ولا ينزل بعد نبيكم ، فخرجوا ، وجلسنا إلى عبد الله ، فقال : (إن الشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب انطلق فتمثل رجلا ، فيلقى آخر فيقول له : أما بلغك الخبر ؟ فيقول الرجل : وما ذاك ؟ فيقول : كان من الأمر كذا وكذا ، فانطلق فحدث أصحابك قال : فينطلق الآخر فيقول : لقد لقينا رجلا إني لأتوهمه أعرف وجهه ، زعم أنه كان من الأمر كذا وكذا ، وما هو إلا الشيطان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة)): ((ومن قال في بعض البدع إنها بدعة حسنة فإنما ذلك إذا قام دليل شرعي على أنها مستحبة، فأما ما ليس بمستحب ولا واجب فلا يقول أحد من المسلمين إنها من الحسنات التي يتقرب بها إلى الله، ومن تقرب إلى الله بما ليس من الحسنات المأمور بها أمر إيجاب ولا استحباب فهو ضال متبع للشيطان، وسبيله من سبيل الشيطان)) اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((قاعدة عظيمة نافعة في العبادات والفرق بين شرعيتها وبدعيتها)) (ص 72-73): ((وأهل " العبادات البدعية " يزين لهم الشيطان تلك العبادات ويبغض إليهم السبل الشرعية حتى يبغضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبون سماع القرآن والحديث ولا ذكره وقد يبغض إليهم جنس الكتاب فلا يحبون كتابا ولا من معه كتاب، ولو كان مصحفا أو حديثا ؛ كما حكى النصر باذي أنهم كانوا يقولون : يدع علم الخرق ويأخذ علم الورق وقال : وكنت أستر ألواحي منهم فلما كبرت احتاجوا إلى علمي .
وكذلك حكى السري السقطي : أن واحدا منهم دخل عليه فلما رأى عنده محبرة وقلما خرج ولم يقعد عنده ؛ ولهذا قال سهل بن عبد الله التستري : يا معشر الصوفية لا تفارقوا السواد على البياض فما فارق أحد السواد على البياض إلا تزندق)) اهـ.
وقال الإمام ابن رجب رحمه الله في ((شرح حديث مثل الإسلام)) (ص 22-23): ((فالشيطانُ وأعوانه وأتباعه من الجن والإنس يدعون إِلَى بقية الطرق الخارجة عن الصراط المُستقيم؛ كما قال تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 71])) اهـ.
فاحذر أخي – وفقك الله لكل خير – أن تكون من جند إبليس مصدر في صفحات التواصل الإلكتروني وفي المجالس الخاصة والعامة للبدع والخرافات، وعليك بنور الوحيين، ففيهما خير.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 1 جمادى الآخر سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 16 فبراير سنة 2018 ف