نصيحة للهوللمسلمين
نصيحة لله وللمسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد :
فإنه بسبب ما نزل بالإسلام وأهله من نوازل وأحداث مدلهمة وما نزل بهم من ذل وهوان على أيدي أعداء الإسلام إذ تداعوا عليهم كما تداعى الأكلة على قصعتها .
أوجه دعوتي إلى علماء المسلمين والمؤسسات العلمية في كل صقع من أصقاع الدنيا وإلى حكام المسلمين جميعاً أن يتقوا الله في هذه الأمة، وأن يدركوا ما أحدق بها من أخطار بل مما نزل بها من كوارث ومآس فيتحركوا من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله للخروج بالأمة مما نزل بها من بلاء وويلات وأن يبادروا ببذل كل الأسباب التي تساعدهم على الخروج وعلى رأس ذلك الرجوع إلى دينهم الحق عقيدة وعبادة وأخلاقاً وسياسة ، فيضعوا المناهج الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله r وما كان عليه السلف الصالح لتربية الأجيال عليها في المساجد والمدارس في مختلف مراحلها وفي كل وسائل الإعلام ، واضعين نصب أعينهم قول الرسول الكريم r:" كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وواضعين نصب أعينهم قول الرسول الكريم r :" إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم".
ولا شك أن الأمة قد وقعت في شر من هذه الأمور حتى آل بهم الأمر إلى هذا الوضع المرير.
وواضعين نصب أعينهم قول الله تعالى:(وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم).
واعلموا أنه لا سبيل لكم أبداً إلى إنقاذ الأمة إلا هذا السبيل وأن اتخاذ سبيلاً غيره لا يزيد الأمة إلا هلاكاً وذلاًً، وأن أعداء الإسلام لا يرضيهم إلا خروج الأمة من دينها (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق الأمة حكاماً وعلماء وشعوباً للمبادرة إلى الأخذ بهذه الأسباب النافعة التي لا يقبل ربنا سواها وأن يجمع قلوبهم وكلمتهم على الحق.
وبهذه المناسبة أوجه نصحي إلى من وفقهم الله لإتباع منهج السلف الصالح بأن يتقوا الله ويراقبوه في كل الأحوال ظاهراً وباطناً، وأن يخلصوا له في الأقوال والأعمال ، وأن يشمروا عن ساعد الجد في طلب العلم النافع .
وأوصي أصحاب المواقع في الشبكات العنكبوتية – الانترنيت- أن يجعلوا هذه المواقع وسائل ناجحة في نشر المنهج السلفي على الوجه العلمي الصحيح في كل ما يقدمونه للناس عبر هذه الوسائل التي أتيحت لهم.
وأن يتصدى لذلك الأكفاء من علماء هذا المنهج ولاسيما المتخصصون.
فمن كان متخصصاً في تفسير القرآن الكريم فيكتب في التفسير وعلومه وليتطرق للعقائد وأنواعها وللعبادات والمعاملات والأخلاق من خلال الآيات التي يفسرها، كما يتطرق إلى أصول التفسير بأنواعه.
والمتخصص في الحديث يستمد مقالاته من سنة رسول الله r وليركز على العقائد وغيرها كما ذكرنا عن أخيه المفسر كما ينبغي أن يكتب مقالات في علوم المصطلح وفي تراجم أئمة الحديث.
وليكتب المتخصص في الفقه مقالات في هذا الفن وليختر في مقالاته ما يساعد طلاب العلم على فهم كتاب الله وسنة رسولهr قارناً المسائل التي يعالجها بأدلتها.
وليكتب المتخصص في التاريخ في سيرة النبي r وسير أصحابه وفي تراجم أعلام هذه الأمة الذين لهم آثر بارزة في نصرة الإسلام.
وليكتب المتخصص في القراءات والتجويد مقالات في هذا الفن .
وليكتب المتخصص في اللغة مقالات في هذا الفن بشرط أن يجتنب ما لا يعترف به المنهج السلفي كالمجاز بأنواعه.
وأن لا يتصدى لنقد أهل البدع وتفنيد باطلهم إلا أهل العلم.
وأرجوا من المسئولين على هذه المواقع كسحاب وأخواتها ألا يقبلوا من المقالات إلا التي وقع عليها أصحابها بأسمائهم الصريحة وألا يقبلوا أصحاب الأسماء المستعارة.
كما أرجوا من السلفيين عموماً أن يجتنبوا الخصومات وأسباب الخلافات وإن حصل شيء من ذلك بين بعض الإخوة ألا يكثروا الجدال وأن لا ينقلوا منه شيئاً في مواقع الإنترنت السلفية أو غيرها، بل يحيلوا ذلك إلى أهل العلم ليقولوا فيها كلمة الحق التي تقضي إن شاء الله على الخلاف .
وأنصح الإخوة بالحرص على إشاعة العلم النافع فيما بينهم وإشاعة أسباب المحبة والأخوة فيما بينهم .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وألف بين القلوب إن ربي لسميع الدعاء.
وكتبه:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 25/ ذي القعدة 1424من الهجرة النبوية
مكة المكرمة