الحمد لله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام، وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم السلام، وعلى آله وصحبه الكرام.
أما بعد:
فالمخالفات التي تقع في برامج التواصل الإلكترونية يصعب حصرها ويعجز عن عدها، وهي في تكاثر وازدياد يوما بعد يوم.
ومن هذه المخالفات التي ظهرت في هذه الأيام إشارة الترحيب بالسلام عند بدء المراسلة تعبيرا على التحية، والبعض يرسل إشارة بالكف، وهذا فيه بخل على إخوانه بل وعلى نفسه أن يكتب تحية الإسلام ولو بالشطر الأول منها (السلام عليك)، الذي يترتب عليه من الأجور عشرة حسنات.
أخرج أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الإمام الألباني رحمه الله عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشر)) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: ((عشرون)) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ((ثلاثون)).
والإشارة بالأكف عند السلام تحية النصارى وقد أمرنا بمخالفتهم، فقد أخرج الترمذي في ((جامعه)) تحت (باب ما جاء في كراهية إشارة اليد بالسلام) وصححه الإمام الألباني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف)).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة)).
أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)).
قال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين)): رواه النسائي بسند جيد.
قال العلامة المباركفوري رحمه الله في ((تحفة الأحوذي)): ((والمعنى لا تشبهوا بهم جميعا في جميع أفعالهم خصوصا في هاتين الخصلتين ولعلهم كانوا يكتفون في السلام أو رده أو فيهما بالإشارتين من غير نطق بلفظ السلام الذي هو سنة آدم وذريته من الأنبياء والأولياء)) اهـ.
وقال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)): ((من التشبه بأعداء الله تعالى الإشارة بالأصابع عند السلام.
وكذلك الإشارة بالأكف مرفوعة إلى جانب الوجه فوق الحاجب الأيمن كما يفعل ذلك الشرط وغيرهم.
وكذلك ضرب الشرط بأرجلهم عند السلام ويسمون هذا الضرب المنكر والإشارة بالأكف التحية العسكرية وهي تحية مأخوذة عن الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى وهي بالهزء والسخرية أشبه منها بالتحية ولكن ما الحيلة فيمن غيرت طباعهم المدنية الإفرنجية وأثرت فسادًا كثيرًا في أخلاقهم وأفعالهم حتى صاروا يستحسنون من أفعال الإفرنج وغيرهم من الأعاجم ما يستقبحه أولو العقول السليمة والفطر المستقيمة. وهذه التحية المستهجنة من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره والنهي عنه)) اهـ.
فتحية الإسلام تحية أبينا آدم والنبيين من بعده عليهم الصلاة والسلام، فيها فوائد عظيمة وأجور جزيلة، منها: زيادة في الحسنات، وتجلب المحبة بين المسلمين، ومن أسباب دخول الجنة، فلما نستبدل كل هذا الخير الذي عندنا بما يتقيأ به الغرب وما يأتوننا به من زبالة أفكارهم؟! والله عز وجل يقول: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61].
فإشارة الترحيب بالسلام في البرامج التقنية فيها تشبه بالنصارى، وفيها تضييع لما يحصل بتحية الإسلام من خير، فلا تصلح لنا نحن المسلمين.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 29 ربيع الأول سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 17 ديسمبر سنة 2017 ف
أما بعد:
فالمخالفات التي تقع في برامج التواصل الإلكترونية يصعب حصرها ويعجز عن عدها، وهي في تكاثر وازدياد يوما بعد يوم.
ومن هذه المخالفات التي ظهرت في هذه الأيام إشارة الترحيب بالسلام عند بدء المراسلة تعبيرا على التحية، والبعض يرسل إشارة بالكف، وهذا فيه بخل على إخوانه بل وعلى نفسه أن يكتب تحية الإسلام ولو بالشطر الأول منها (السلام عليك)، الذي يترتب عليه من الأجور عشرة حسنات.
أخرج أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الإمام الألباني رحمه الله عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عشر)) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: ((عشرون)) ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: ((ثلاثون)).
والإشارة بالأكف عند السلام تحية النصارى وقد أمرنا بمخالفتهم، فقد أخرج الترمذي في ((جامعه)) تحت (باب ما جاء في كراهية إشارة اليد بالسلام) وصححه الإمام الألباني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف)).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم بالأكف والرؤوس والإشارة)).
أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)).
قال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين)): رواه النسائي بسند جيد.
قال العلامة المباركفوري رحمه الله في ((تحفة الأحوذي)): ((والمعنى لا تشبهوا بهم جميعا في جميع أفعالهم خصوصا في هاتين الخصلتين ولعلهم كانوا يكتفون في السلام أو رده أو فيهما بالإشارتين من غير نطق بلفظ السلام الذي هو سنة آدم وذريته من الأنبياء والأولياء)) اهـ.
وقال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهة المشركين)): ((من التشبه بأعداء الله تعالى الإشارة بالأصابع عند السلام.
وكذلك الإشارة بالأكف مرفوعة إلى جانب الوجه فوق الحاجب الأيمن كما يفعل ذلك الشرط وغيرهم.
وكذلك ضرب الشرط بأرجلهم عند السلام ويسمون هذا الضرب المنكر والإشارة بالأكف التحية العسكرية وهي تحية مأخوذة عن الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى وهي بالهزء والسخرية أشبه منها بالتحية ولكن ما الحيلة فيمن غيرت طباعهم المدنية الإفرنجية وأثرت فسادًا كثيرًا في أخلاقهم وأفعالهم حتى صاروا يستحسنون من أفعال الإفرنج وغيرهم من الأعاجم ما يستقبحه أولو العقول السليمة والفطر المستقيمة. وهذه التحية المستهجنة من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره والنهي عنه)) اهـ.
فتحية الإسلام تحية أبينا آدم والنبيين من بعده عليهم الصلاة والسلام، فيها فوائد عظيمة وأجور جزيلة، منها: زيادة في الحسنات، وتجلب المحبة بين المسلمين، ومن أسباب دخول الجنة، فلما نستبدل كل هذا الخير الذي عندنا بما يتقيأ به الغرب وما يأتوننا به من زبالة أفكارهم؟! والله عز وجل يقول: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61].
فإشارة الترحيب بالسلام في البرامج التقنية فيها تشبه بالنصارى، وفيها تضييع لما يحصل بتحية الإسلام من خير، فلا تصلح لنا نحن المسلمين.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 29 ربيع الأول سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 17 ديسمبر سنة 2017 ف