بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمدٍ و على آله و صحبه و أتباعه إلى يوم الدين أما بعد:
فهذا تفريغ لجواب على سؤالٍ نافع، أجاب عليه فضيلة الشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله تعالى:
و هو نحو التالي:
أحسن الله إليكم يقول السائل كيف يتخلص طالب العلم ممّا يطرأ على قلبه من غلٍ أو حسد؟
الجواب:
ليس خاصً بطالب العلم كلُ امرئٍ منا معرضٌ لفتنة الحسد و الغل، و الحسد له أسبابٌ إذا و جدت عظم أثره في القلب فعلى طالب العلم و على المسلم أن يتنبه لأسباب الحسد و يجتنب هذه الأسباب، و منها على وجه الخصوص لطالب العلم أن يكسرَ في نفسه الانتصار لنفسه و محبة الظهور، فإن من أعظم ما قد يصيب طالب العلم بالحسد ما يراه من محبة ظهوره، فإذا رأى أخً له قد ظهر و ليس في عيب قاده الحسد إلى عيبه، و هذا يقع بين طلاب العلم و لا يعني هذا أن كل من عاب من ظهر يكون حاسداً له لا و كلا، فإنه ينظر في هذا العيب هل هو في ذلك الشخص أو ليس فيه، لأن من الناس من يعيبُ نصحاً للأمة و من الناس من يعيب كسراً لأخيه فمن عاب بقصد كسر أخيه فهو حاسدٌ آثمٌ و لو كان العيب في أخيه ماذا ما أن قصده ليس نصحَ الأمة و إنّما قصده أن يكسر أخاه من أجل أن يظهر هو، فطالب العلم ينبغي أن يربيَ قلبه على محبة إخوانه، إذا سمع أن أحدَ إخوانه - يعني ما شاء الله عنده قدرة خطابية عنده قدرة بيانية عنده جلدٌ على طلب العلم- دعا له في خلواته،والله ما رأيت أذهب لوحر القلب من الدعاء للإخوة في الخلوة، كالبلسم الشافي يذهب ما في الصدر إذا أحس الإنسان في نفسه شيئا و الشيطان يوسوس و هو في خلوته في صلاة ليله قال: (اللهم زد أخي علماً و انفع به و كفه شر الفتنة و لا تفتن به)، من أعظم الأمور و طالب العلم يراقب قلبه و يحب إخوانه و يحب ظهور الدين و يفرح إذا أظهر الله الحق على يد إخوانه و يسأل الله أن يزيدهم من الحق، إذا عالج نفسه على هذا فإنه بحول الله و قوته يبرأ من الحسد و ذلك فضل الله. انتهى كلامه حفظه الله