عد بعض السلف فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الركن السادس من أركان الإسلام..
إذ الأركان لا تنحصر في خمسة..ولقد جعل الله تعالى مناط خيرية هذه الأمة بالقيام بهذا الواجب العيني..
كل بحسبه..
وفي حين لا يخجل أهل الفجور مما هم عليه ..فترى الراقصة تلبس ثوب العراء وتفاخربذا أمام أمة من البشر لا يحصون كلهم يشاهدها ..وتجد مع هذا صاحب الحق خجولا من بث دعوته الربانية!..
وقد تأملت في السبل لقهر هذه الحالة المؤسفة فألفيت الحياء من الله من خير الوسائل المعينة على ذلك..
وهو شعبة عظيمة من شعب الإيمان..ذلك أن الحياء خجل من الله تعالى..فندفع الخجل المذموم بالخجل المحمود
..إذ الأركان لا تنحصر في خمسة..ولقد جعل الله تعالى مناط خيرية هذه الأمة بالقيام بهذا الواجب العيني..
كل بحسبه..
وفي حين لا يخجل أهل الفجور مما هم عليه ..فترى الراقصة تلبس ثوب العراء وتفاخربذا أمام أمة من البشر لا يحصون كلهم يشاهدها ..وتجد مع هذا صاحب الحق خجولا من بث دعوته الربانية!..
وقد تأملت في السبل لقهر هذه الحالة المؤسفة فألفيت الحياء من الله من خير الوسائل المعينة على ذلك..
وهو شعبة عظيمة من شعب الإيمان..ذلك أن الحياء خجل من الله تعالى..فندفع الخجل المذموم بالخجل المحمود
ثم إن طائفة من الناس تعللوا بأن الإنكار على بعضهم لن يغير شيئا..
وقد ردّ الصالحون على هذه الحجة..فقال الله تعالى "وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"
فتأمل كيف قدم المعذرة إلى الله على بغية الهداية للمدعووين..
ثم كانت هذه البغية على سبيل الرجاء لا الجزم..
والمستفاد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مأمور به من حيث هو..أي بصرف النظر عن نتيجته..
وهذا المعنى واضح بقرينة أخرى أيضا وهي أن جوابهم المذكور في الآية كان ردا على سؤال مفاده أن هؤلاء "الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا"..كأنه لا أمل مرجوا فيهم
ولما كان الخجل المعيب المذكور ليس غير الخوف من ردة فعل المدعو-ولو كانت مجرد عدم قبوله-
فإن علاج ذلك يكون بزاد من امتثال سورة العصر ..التي لخصت حياة المسلم الرباني بأوجز عبارة..
وفيها "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"..فعليه أن يستحضر هذا ويضعه نصب عينيه..فلا يغيب عنه طرفة عين..فيهيئ بذلك نفسه لأي احتمال..ويكون مع هذا مسرورا..لأن من شأن الربانيين أن يبتلوا بشيء متعلق بجنس أعمالهم..فالمجاهد يبتلى بالخوف والدماء والأذى الجسدي والقتل..إلخ
والداعية..يبتلى بمعاداة المبطلين له..وتسفيههم إياه..أو بالسجن للحق الذي يصدع به..
ومن عجب أني رأيت أحد الشيوخ الذين يشار إليهم وإذا كانوا في مجلس تصدروا فيه..
مر على رجل يبيع أثناء الصلاة من قدام باب المسجد ثم لم ينكر عليه بكلمة..بل مر بإزائه مر السحاب..الذي لا يمطر! ثم دخل يصلي في المسجد
وقد كنت أتهيب أول الأمر من ذلك..ثم قلت في نفسي:أي شيء سيصنع لك من تدعوه..أقاطع عنقك هو؟
فجاء الجواب القطعي:لا..
فعلام نخاف؟
ومع هذا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خير الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله"..فما أجلها من كرامة!
وإن القيام بهذه الفريضة من أعظم ما يرقي المرء في مدارج الإيمان..حتى إنك لتلمس أثره في قلبك في الحال..
بخلاف كثير من الشرائع..
وتحلّق مع هذا الشعور في سماء العزة الإيمانية..كأن الثريا في جبينك..والقمر في خدك..بل هذه الخصلة هي أعظم ما يميز العلماء الربانيين عن "العلماء" الذين هم أوعية للعلم المسطور لا غير
فبقدر ما تتخلف هذه في العالم..بقدر ما يكون عالم سوء بذلك..والعياذ بالله تعالى
ومن أعظم ما يعين في الباب أن تستعين بالله عليه..فخير ما يسأل به الله تعالى سؤاله العون على تحقيق مرضاته
والعمل بموجب محبوباته..ومن الاستعانة به أن تذكره قبيل ذلك..وتدعوه..أن يثبتك وأن يضع لك قبولا..ويصبرك إذا هم نكصوا عن القبول..أو ردوا بشيء مقبوح..
وأعظم وسيلة لتصبير نفسك هنا..أن تذكر بأن سيد الخلق قيل له مجنون وساحر وكاهن..إلخ
و هذه السباب في حقيقتها أشد وأنكى على النفوس الزكية من العذاب الجسدي المباشر
والله الموفق
وقد ردّ الصالحون على هذه الحجة..فقال الله تعالى "وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"
فتأمل كيف قدم المعذرة إلى الله على بغية الهداية للمدعووين..
ثم كانت هذه البغية على سبيل الرجاء لا الجزم..
والمستفاد أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مأمور به من حيث هو..أي بصرف النظر عن نتيجته..
وهذا المعنى واضح بقرينة أخرى أيضا وهي أن جوابهم المذكور في الآية كان ردا على سؤال مفاده أن هؤلاء "الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا"..كأنه لا أمل مرجوا فيهم
ولما كان الخجل المعيب المذكور ليس غير الخوف من ردة فعل المدعو-ولو كانت مجرد عدم قبوله-
فإن علاج ذلك يكون بزاد من امتثال سورة العصر ..التي لخصت حياة المسلم الرباني بأوجز عبارة..
وفيها "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"..فعليه أن يستحضر هذا ويضعه نصب عينيه..فلا يغيب عنه طرفة عين..فيهيئ بذلك نفسه لأي احتمال..ويكون مع هذا مسرورا..لأن من شأن الربانيين أن يبتلوا بشيء متعلق بجنس أعمالهم..فالمجاهد يبتلى بالخوف والدماء والأذى الجسدي والقتل..إلخ
والداعية..يبتلى بمعاداة المبطلين له..وتسفيههم إياه..أو بالسجن للحق الذي يصدع به..
ومن عجب أني رأيت أحد الشيوخ الذين يشار إليهم وإذا كانوا في مجلس تصدروا فيه..
مر على رجل يبيع أثناء الصلاة من قدام باب المسجد ثم لم ينكر عليه بكلمة..بل مر بإزائه مر السحاب..الذي لا يمطر! ثم دخل يصلي في المسجد
وقد كنت أتهيب أول الأمر من ذلك..ثم قلت في نفسي:أي شيء سيصنع لك من تدعوه..أقاطع عنقك هو؟
فجاء الجواب القطعي:لا..
فعلام نخاف؟
ومع هذا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خير الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله"..فما أجلها من كرامة!
وإن القيام بهذه الفريضة من أعظم ما يرقي المرء في مدارج الإيمان..حتى إنك لتلمس أثره في قلبك في الحال..
بخلاف كثير من الشرائع..
وتحلّق مع هذا الشعور في سماء العزة الإيمانية..كأن الثريا في جبينك..والقمر في خدك..بل هذه الخصلة هي أعظم ما يميز العلماء الربانيين عن "العلماء" الذين هم أوعية للعلم المسطور لا غير
فبقدر ما تتخلف هذه في العالم..بقدر ما يكون عالم سوء بذلك..والعياذ بالله تعالى
ومن أعظم ما يعين في الباب أن تستعين بالله عليه..فخير ما يسأل به الله تعالى سؤاله العون على تحقيق مرضاته
والعمل بموجب محبوباته..ومن الاستعانة به أن تذكره قبيل ذلك..وتدعوه..أن يثبتك وأن يضع لك قبولا..ويصبرك إذا هم نكصوا عن القبول..أو ردوا بشيء مقبوح..
وأعظم وسيلة لتصبير نفسك هنا..أن تذكر بأن سيد الخلق قيل له مجنون وساحر وكاهن..إلخ
و هذه السباب في حقيقتها أشد وأنكى على النفوس الزكية من العذاب الجسدي المباشر
والله الموفق