الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فمما شرع لنا عند الزيارة الاستئذان عند الدخول وعند الخروج، والاستئذان عند الدخول من الآداب، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ النور : 58-59].
وكذلك الاستئذان عند الخروج من الآداب.
فالاستئذان عند الدخول وعند الخروج من خصائص الإِنسان، وترك هذا الأدب من خصائص الحيوان، كالقط الذي يتسور الجدران عند دخول البيوت والخروج منها بدون إذن.
والذي يتسور حائط مجموعات التواصل ويخرج منها بلا استئذان فيه شبه بذلك الحيوان.
ويتأكد هذا الأمر في مجموعات التواصل التي يشرف عليها مشايخ وطلاب علم لكي لا يساء بهم الظن عند الخروج المفاجئ وبغير استئذان.
أما المجموعات التي ينشر فيها أحيانا لأهل الزيغ والضلال، وينشر فيها للمخالفين وممن تكلم فيهم العلماء، وممن يوجد فيهم غمز ولمز وطعن في أهل العلم، ولا يوجد فيها إنكار وخاصة من المشرفين، فلك أن تتسور الجدار، وتفر الفرار، ولا يكون لك قرار.
قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
فال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله، فأمر الله رسوله أصلا وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل، والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره، فإذا كان في كلام غيره، زال النهي المذكور)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 2 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 27 يونيو سنة 2017 ف
أما بعد:
فمما شرع لنا عند الزيارة الاستئذان عند الدخول وعند الخروج، والاستئذان عند الدخول من الآداب، قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ النور : 58-59].
وكذلك الاستئذان عند الخروج من الآداب.
فالاستئذان عند الدخول وعند الخروج من خصائص الإِنسان، وترك هذا الأدب من خصائص الحيوان، كالقط الذي يتسور الجدران عند دخول البيوت والخروج منها بدون إذن.
والذي يتسور حائط مجموعات التواصل ويخرج منها بلا استئذان فيه شبه بذلك الحيوان.
ويتأكد هذا الأمر في مجموعات التواصل التي يشرف عليها مشايخ وطلاب علم لكي لا يساء بهم الظن عند الخروج المفاجئ وبغير استئذان.
أما المجموعات التي ينشر فيها أحيانا لأهل الزيغ والضلال، وينشر فيها للمخالفين وممن تكلم فيهم العلماء، وممن يوجد فيهم غمز ولمز وطعن في أهل العلم، ولا يوجد فيها إنكار وخاصة من المشرفين، فلك أن تتسور الجدار، وتفر الفرار، ولا يكون لك قرار.
قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68].
فال العلامة المفسر السعدي رحمه الله في ((تفسيره)): ((المراد بالخوض في آيات الله: التكلم بما يخالف الحق، من تحسين المقالات الباطلة، والدعوة إليها، ومدح أهلها، والإعراض عن الحق، والقدح فيه وفي أهله، فأمر الله رسوله أصلا وأمته تبعا، إذا رأوا من يخوض بآيات الله بشيء مما ذكر، بالإعراض عنهم، وعدم حضور مجالس الخائضين بالباطل، والاستمرار على ذلك، حتى يكون البحث والخوض في كلام غيره، فإذا كان في كلام غيره، زال النهي المذكور)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 2 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 27 يونيو سنة 2017 ف
تعليق