الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
ففي برامج التواصل الإلكترونية ظهر بعض الزعامات الجديدة، والتي لم تكن معهودة من قبل، حب قيادة المجموعات ورئاستها.
بعضهم يطلب أن يكون مشرفا، حتى يمارس القوة الإلكترونية (إنذار – تهديد بالحذف – إزالة)، والبعض ينهب المجموعة التي وضع فيها مشرفا، بعدما تمسكن وتمكن حذف المشرفين ووضع يده على المجموعة التي سرقها وبسط نفوذه عليها وأصبح الآمر والناهي فيها.
وبعضهم يزيد الطين بلة يسرق الأرقام التي يريد إضافتها من المجموعات المشارك بها.
والمجموعة لنشر الفوائد العلمية ونثر الدرر السلفية.
كمطعمة الأيتام من كد فرجها * لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
والبعض يُنشأ مجموعة وليس في مجموعته أي ميزة، غير تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وهو مشارك في عدد من المجموعات، وأغلب من أضافهم هم مشاركون له في المجموعات المشارك فيها.
وبعضهم يضيف مشايخ وطلاب علم وهو يعلم مسبقا أنهم في الغالب لا يشاركون للترويج فقط، كالمنفق سلعته بالحلف الكاذب.
وضع مضحك ومبكي على حال هؤلاء الغلمان.
أليس في هذا حب للزعامة والرئاسة؟
وبعضهم ليجند جيش جرار من الصبية لينفث فيهم سمه للطعن والرد على المشايخ الذين تكلموا فيه.
وكل هذا حب للزعامة، الأمر خطير ولا يبشر بخير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان ويأكلان بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم)).
قال المنذري رحمه الله في ((الترغيب والترهيب)): رواه الطبراني واللفظ له وأبو يعلى بنحوه وإسنادهما جيد.
وقال الإمام الألباني رحمه الله: حسن صحيح.
وفي رواية عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)).
أخرجه أحمد والترمذي وابن حبانَ والدارمي وابن حبان وابن بي شيبة والبيهقي في ((الشعب)).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في ((شرح حديث: ما ذئبان جائعان)): ((فهذا مثلٌ عظيم جدًّا ضربه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لفسادِ دينِ المسلم بالحرص عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا، وأن فسادَ الدِّين بذلك ليسَ بدونِ فسادِ الغنم بذئبين جائعين ضاريين يأتيا في الغنمِ، وقد غابَ عنها رعاؤها ليلاً، فهما يأكلانِ في الغنمِ ويفترسانِ فيها.
ومعلومٌ أنّه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين والحالة هذه إلا قليلٌ، فأخبرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ حرصَ المرءِ عَلَى المالِ والشَّرَفِ: إفساده لدينه ليس بأقلّ من إفسادِ الذئبين لهذه الغنمِ؛ بل إمَّا أن يكونَ مساويًا وإما أكثر، يشيرُ إِلَى أنّه لا يسلمُ من دينِ المسلم مع حرصِهِ عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا إلا القليل، كما أنّه لا يسلمُ من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل.
فهذا المثلُ العظيمُ يتضمن غاية التَّحذيرِ من شرِّ الحرصِ عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا.
ثم قال:
واعلمْ أَنَّ الحرصَ عَلَى الشَّرفِ يستلزمُ شرًّا عظيمًا قبلَ وقوعه في السَّعي في أسبابِه، وبعد وقوعِه بالخطر العظيم الَّذِي يقع فيه صاحبُ الولاية من الظلمِ والتكبرِ وغير ذلك من المفَاسِدِ)) اهـ.
وصدق من قال:
الحرصُ داءٌ قد أضـ ... رّ بمن ترى إلا قليلاً
كم مِنْ عزيز قد ... صَيَّرَه الحرص ذليلاً
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 24 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 18 يوليو سنة 2017 ف
أما بعد:
ففي برامج التواصل الإلكترونية ظهر بعض الزعامات الجديدة، والتي لم تكن معهودة من قبل، حب قيادة المجموعات ورئاستها.
بعضهم يطلب أن يكون مشرفا، حتى يمارس القوة الإلكترونية (إنذار – تهديد بالحذف – إزالة)، والبعض ينهب المجموعة التي وضع فيها مشرفا، بعدما تمسكن وتمكن حذف المشرفين ووضع يده على المجموعة التي سرقها وبسط نفوذه عليها وأصبح الآمر والناهي فيها.
وبعضهم يزيد الطين بلة يسرق الأرقام التي يريد إضافتها من المجموعات المشارك بها.
والمجموعة لنشر الفوائد العلمية ونثر الدرر السلفية.
كمطعمة الأيتام من كد فرجها * لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
والبعض يُنشأ مجموعة وليس في مجموعته أي ميزة، غير تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وهو مشارك في عدد من المجموعات، وأغلب من أضافهم هم مشاركون له في المجموعات المشارك فيها.
وبعضهم يضيف مشايخ وطلاب علم وهو يعلم مسبقا أنهم في الغالب لا يشاركون للترويج فقط، كالمنفق سلعته بالحلف الكاذب.
وضع مضحك ومبكي على حال هؤلاء الغلمان.
أليس في هذا حب للزعامة والرئاسة؟
وبعضهم ليجند جيش جرار من الصبية لينفث فيهم سمه للطعن والرد على المشايخ الذين تكلموا فيه.
وكل هذا حب للزعامة، الأمر خطير ولا يبشر بخير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان ضاريان جائعان باتا في زريبة غنم أغفلها أهلها يفترسان ويأكلان بأسرع فيها فسادا من حب المال والشرف في دين المرء المسلم)).
قال المنذري رحمه الله في ((الترغيب والترهيب)): رواه الطبراني واللفظ له وأبو يعلى بنحوه وإسنادهما جيد.
وقال الإمام الألباني رحمه الله: حسن صحيح.
وفي رواية عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)).
أخرجه أحمد والترمذي وابن حبانَ والدارمي وابن حبان وابن بي شيبة والبيهقي في ((الشعب)).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في ((شرح حديث: ما ذئبان جائعان)): ((فهذا مثلٌ عظيم جدًّا ضربه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لفسادِ دينِ المسلم بالحرص عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا، وأن فسادَ الدِّين بذلك ليسَ بدونِ فسادِ الغنم بذئبين جائعين ضاريين يأتيا في الغنمِ، وقد غابَ عنها رعاؤها ليلاً، فهما يأكلانِ في الغنمِ ويفترسانِ فيها.
ومعلومٌ أنّه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين والحالة هذه إلا قليلٌ، فأخبرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ حرصَ المرءِ عَلَى المالِ والشَّرَفِ: إفساده لدينه ليس بأقلّ من إفسادِ الذئبين لهذه الغنمِ؛ بل إمَّا أن يكونَ مساويًا وإما أكثر، يشيرُ إِلَى أنّه لا يسلمُ من دينِ المسلم مع حرصِهِ عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا إلا القليل، كما أنّه لا يسلمُ من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل.
فهذا المثلُ العظيمُ يتضمن غاية التَّحذيرِ من شرِّ الحرصِ عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا.
ثم قال:
واعلمْ أَنَّ الحرصَ عَلَى الشَّرفِ يستلزمُ شرًّا عظيمًا قبلَ وقوعه في السَّعي في أسبابِه، وبعد وقوعِه بالخطر العظيم الَّذِي يقع فيه صاحبُ الولاية من الظلمِ والتكبرِ وغير ذلك من المفَاسِدِ)) اهـ.
وصدق من قال:
الحرصُ داءٌ قد أضـ ... رّ بمن ترى إلا قليلاً
كم مِنْ عزيز قد ... صَيَّرَه الحرص ذليلاً
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 24 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 18 يوليو سنة 2017 ف