الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنحن في زمان تجد فيه كثيرا من الناس يشتكي ضيق العيش وضنك الحياة، وله بيت يؤويه وزوجة يسكن إليها وله ما يسد رمقه وأهل بيته وهو في أمن وأمان، وهو بهذا لا يعلم أنه ملك الدنيا وما فيها.
عن عبد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).
أخرجه الترمذي في ((جامعه)) والبخاري في ((الأدب المفرد)) وحسنه الإمام الألباني.
وفي المقابل تجد سلفنا الصالح يعتبرون الغني من كان له مسكن يأوي إليه وزوجه تقوم بشئونه.
أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين.
فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟
قال: نعم.
قال: ألك مسكن تسكنه؟
قال: نعم.
قال: فأنت من الأغنياء.
قال: فإن لي خادما.
قال: فأنت من الملوك.
وجاء عن الحسن وزيد بن أسلم كما في ((تفسير القرطبي)): (من كانت له دار وزوجة وخادم فهو ملك).
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له بيتٌ وخادم فهو ملك)).
أخرجه الزبير بن بكار في ((الموفقيات)) كما في ((الدر المنثور)) ومن طريقه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) مرسلا ورجاله ثقات.
فهذا حالهم وذاك حالنا.
فمن كان له بيت لا ينظر لمن يسكن بالأجرة، ومن كان مستقلا في بيت بالأجرة لا ينظر لمن عنده غرفة في بيت أهله.
ومن كان متزوجا لا ينظر لحال العزاب.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)) أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجها مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب)).
وأختم بهذه الوصية؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)). متفق عليه.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 22 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 16 يوليو سنة 2017 ف
أما بعد:
فنحن في زمان تجد فيه كثيرا من الناس يشتكي ضيق العيش وضنك الحياة، وله بيت يؤويه وزوجة يسكن إليها وله ما يسد رمقه وأهل بيته وهو في أمن وأمان، وهو بهذا لا يعلم أنه ملك الدنيا وما فيها.
عن عبد الله بن محصن الخطمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)).
أخرجه الترمذي في ((جامعه)) والبخاري في ((الأدب المفرد)) وحسنه الإمام الألباني.
وفي المقابل تجد سلفنا الصالح يعتبرون الغني من كان له مسكن يأوي إليه وزوجه تقوم بشئونه.
أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال: ألسنا من فقراء المهاجرين.
فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟
قال: نعم.
قال: ألك مسكن تسكنه؟
قال: نعم.
قال: فأنت من الأغنياء.
قال: فإن لي خادما.
قال: فأنت من الملوك.
وجاء عن الحسن وزيد بن أسلم كما في ((تفسير القرطبي)): (من كانت له دار وزوجة وخادم فهو ملك).
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له بيتٌ وخادم فهو ملك)).
أخرجه الزبير بن بكار في ((الموفقيات)) كما في ((الدر المنثور)) ومن طريقه ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) مرسلا ورجاله ثقات.
فهذا حالهم وذاك حالنا.
فمن كان له بيت لا ينظر لمن يسكن بالأجرة، ومن كان مستقلا في بيت بالأجرة لا ينظر لمن عنده غرفة في بيت أهله.
ومن كان متزوجا لا ينظر لحال العزاب.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)) أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أخرجها مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب)).
وأختم بهذه الوصية؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم)). متفق عليه.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 22 شوال سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 16 يوليو سنة 2017 ف