الحمد لله مشرع الآداب، والصلاة والسلام على خير من دعا إليها وأرشد لها أولي الألباب، وعلى أهله وصحبه ومن تبعهم وتمسك بهديهم من الطلاب.
أما بعد:
فذكر المعية وغيرها تبعا للمشايخ هذا أدب رفيع، يحتاج إليه كثير من الناس فضلا عن طلاب العلم.
وأدلته متوافرة منها: عن أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة.
قلت: كم كان بين الأذان والسحور.
قال: قدر خمسين آية. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((فيه حسن الأدب في العبارة لقوله: (تسحرنا) مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يقل نحن ورسول الله صلى الله عليه و سلم لما يشعر لفظ المعية بالتبعية)) اهـ.
قال العلامة العيني رحمه الله في ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) بعدما نقل كلام ابن حجر السابق ولم يشر كعادته في كثير من ذلك: ((كلمة مع موضوعة للمصاحبة وإشعارها بالتبعية)) اهـ.
ومن الأدلة:
عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، نأكل الجراد، متفق عليه
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير، فقال لي: ((أمعك ماء؟)).
قلت: نعم، فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل، ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه.
فقال: ((دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين)) ومسح عليهما. متفق عليه.
فإذا تقرر هذا فليس من حسن الأدب قولنا الشيخ معي أو معي الشيخ، أو غيرها من هذه الألفاظ.
فالأدب في هذا أن نذكر أننا تابعون للمشايخ لا أنهم تابعون لنا.
وأختم بما أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ مدينة دمشق)) عن أبي رزين قال قيل للعباس رضي الله عنه أيما أكبر أنت أو النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هو أكبر مني وولدت أنا قبله).
قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)): ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)) اهـ.
وفي رواية أيضا عند ابن عساكر: (هو خير مني وأنا ولدت قبله).
هذا وأسأل الله أن يجملنا بأحسن الآداب، والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 18 رمضان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 13 يونيو سنة 2017 ف
أما بعد:
فذكر المعية وغيرها تبعا للمشايخ هذا أدب رفيع، يحتاج إليه كثير من الناس فضلا عن طلاب العلم.
وأدلته متوافرة منها: عن أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة.
قلت: كم كان بين الأذان والسحور.
قال: قدر خمسين آية. متفق عليه.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((فيه حسن الأدب في العبارة لقوله: (تسحرنا) مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يقل نحن ورسول الله صلى الله عليه و سلم لما يشعر لفظ المعية بالتبعية)) اهـ.
قال العلامة العيني رحمه الله في ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) بعدما نقل كلام ابن حجر السابق ولم يشر كعادته في كثير من ذلك: ((كلمة مع موضوعة للمصاحبة وإشعارها بالتبعية)) اهـ.
ومن الأدلة:
عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، نأكل الجراد، متفق عليه
وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في مسير، فقال لي: ((أمعك ماء؟)).
قلت: نعم، فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى في سواد الليل، ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل وجهه وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه.
فقال: ((دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين)) ومسح عليهما. متفق عليه.
فإذا تقرر هذا فليس من حسن الأدب قولنا الشيخ معي أو معي الشيخ، أو غيرها من هذه الألفاظ.
فالأدب في هذا أن نذكر أننا تابعون للمشايخ لا أنهم تابعون لنا.
وأختم بما أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ مدينة دمشق)) عن أبي رزين قال قيل للعباس رضي الله عنه أيما أكبر أنت أو النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هو أكبر مني وولدت أنا قبله).
قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)): ((رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)) اهـ.
وفي رواية أيضا عند ابن عساكر: (هو خير مني وأنا ولدت قبله).
هذا وأسأل الله أن يجملنا بأحسن الآداب، والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الثلاثاء 18 رمضان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 13 يونيو سنة 2017 ف