بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد شرعت مجموعة أذكار في أوقات مختلفة وعقب أنساك متعددة، وخلال شرائع متعبدة، منها: الأذكار عقب الصلاة وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وغير ذلك.
فما الحكم على من رتب هذه الأذكار؟
يمكن تقسيم هذا الترتيب على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يكون ترتيب الأذكار سنة.
من رتب الأذكار وفق ما جاءت به السنة كترتيبها عقب الصلاة.
قال العلامة ابن باز رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((السنة يقدم: أستغفر الله. ثلاثا أول ما يسلم، ثم بعدها يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. مرة أو ثلاث مرات كما في حديث ابن الزبير والمغيرة، ثم يقول: لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. صح من حديث المغيرة ومن حديث ابن الزبير أن النبي كان يفعل هذا إذا سلم لحديث ثوبان، أول ما يسلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، «اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام» ثم ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه عليه الصلاة والسلام، ثم يقول كما في حديث ابن الزبير والمغيرة السابق، يجهر بهذا بعد الصلوات الخمس، ويزيد في المغرب وفي الفجر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. عشر مرات، كما ثبت في عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد هذا يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. ثلاثا وثلاثين مرة، ثم يختمها بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ثم يستحب له أن يأتي بآية الكرسي بعد هذا، ثم يأتي بـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمعوذتين بعد ذلك، وفي الفجر والمغرب يكررها ثلاثا في أول الصباح وأول الليل، أما بعد الظهر والعصر والعشاء مرة)) اهـ.
القسم الثاني: يكون ترتيب الأذكار جائزا.
من رتب المشروع من الأذكار – مثل أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم - ترتيبا معينا وحافظ عليه، إما لأنه حفظها على ترتيب معين، أو لخوف فوات شيء منها إذا أخل بهذا الترتيب على نسق ما رتبها عليه؛ وهذا الترتيب يعينه على استحضارها والإتيان بها جميعها، أو رسخت في دهنه من كثرة ما كان يرددها على نسق كتاب معين.
فمن كان هذا حاله فلا حرج عليه في ترتيب الأذكار ما لم يعتقد أنه عبادة وكان لا يتعبد الله عز وجل به.
القسم الثالث: يكون ترتيب الأذكار بدعة.
من جعل هذا الترتيب تعبديا، لأنه عاهد عليه شيخ الطريقة أو اعتقد مشروعيته أو تعبد الله بهذا الترتيب ورتب على الإخلال به أحكام، مثله وقع في البدعة؛ هذا إذا كانت الأذكار مشروعة، أما إذا لم تكن الأذكار مشروعة فهي ظلمات بعضها فوق بعض.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 4 شعبان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 1 مايو سنة 2017 ف
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فقد شرعت مجموعة أذكار في أوقات مختلفة وعقب أنساك متعددة، وخلال شرائع متعبدة، منها: الأذكار عقب الصلاة وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وغير ذلك.
فما الحكم على من رتب هذه الأذكار؟
يمكن تقسيم هذا الترتيب على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يكون ترتيب الأذكار سنة.
من رتب الأذكار وفق ما جاءت به السنة كترتيبها عقب الصلاة.
قال العلامة ابن باز رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((السنة يقدم: أستغفر الله. ثلاثا أول ما يسلم، ثم بعدها يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. مرة أو ثلاث مرات كما في حديث ابن الزبير والمغيرة، ثم يقول: لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد. صح من حديث المغيرة ومن حديث ابن الزبير أن النبي كان يفعل هذا إذا سلم لحديث ثوبان، أول ما يسلم يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، «اللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام» ثم ينصرف إلى الناس ويعطيهم وجهه عليه الصلاة والسلام، ثم يقول كما في حديث ابن الزبير والمغيرة السابق، يجهر بهذا بعد الصلوات الخمس، ويزيد في المغرب وفي الفجر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. عشر مرات، كما ثبت في عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد هذا يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر. ثلاثا وثلاثين مرة، ثم يختمها بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. ثم يستحب له أن يأتي بآية الكرسي بعد هذا، ثم يأتي بـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمعوذتين بعد ذلك، وفي الفجر والمغرب يكررها ثلاثا في أول الصباح وأول الليل، أما بعد الظهر والعصر والعشاء مرة)) اهـ.
القسم الثاني: يكون ترتيب الأذكار جائزا.
من رتب المشروع من الأذكار – مثل أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم - ترتيبا معينا وحافظ عليه، إما لأنه حفظها على ترتيب معين، أو لخوف فوات شيء منها إذا أخل بهذا الترتيب على نسق ما رتبها عليه؛ وهذا الترتيب يعينه على استحضارها والإتيان بها جميعها، أو رسخت في دهنه من كثرة ما كان يرددها على نسق كتاب معين.
فمن كان هذا حاله فلا حرج عليه في ترتيب الأذكار ما لم يعتقد أنه عبادة وكان لا يتعبد الله عز وجل به.
القسم الثالث: يكون ترتيب الأذكار بدعة.
من جعل هذا الترتيب تعبديا، لأنه عاهد عليه شيخ الطريقة أو اعتقد مشروعيته أو تعبد الله بهذا الترتيب ورتب على الإخلال به أحكام، مثله وقع في البدعة؛ هذا إذا كانت الأذكار مشروعة، أما إذا لم تكن الأذكار مشروعة فهي ظلمات بعضها فوق بعض.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 4 شعبان سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 1 مايو سنة 2017 ف