بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، شرع التيمم وأتم لنا الأحكام، والصلاة والسلام على نبينا محمد، خير من استقام، وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به على الدوام.
أما بعد:
فقد قاس بعض أهل العلم ما شرع من أذكار في الوضوء على التيمم، وذلك لأن التيمم بدل الوضوء وحكم البدل حكم المبدل إذا تعذر المبدل منه، وبعض العلماء ألحقه إلحاقا.
والمشروع من الأذكار في التيمم على قسمين:
القسم الأول: عند التيمم.
يشرع عند التيمم التسمية وهو أن يقول: بسم الله ناوياً التيمم.
وفيه حديث رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).
قال المنذري رحمه الله في ((الترغيب والترهيب)): ((رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي : قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري : أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها ".
قال الترمذي: وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل)) اهـ.
والحديث حسنه الإمام الألباني رحمه الله.
وهذا الحديث وإن كان في الوضوء فقد قاسه أهل العلم على التيمم، وفقد اختلف العلماء هل الأمر للوجوب أم للاستحباب على قولين.
جاء في ((الموسوعة الفقهية الكويتية)): ((ذهب الحنفية والشافعية إلى أن التسمية سنة في أول التيمم كالوضوء بأن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، ويكتفي عند الحنفية ببسم الله ، وقيل : الأفضل ذكرها كاملة .
وذهب المالكية إلى أن التسمية فضيلة - وهي عندهم أقل من السنة - أما عند الحنابلة فالتسمية واجبة كالتسمية في الوضوء)) اهـ.
وقد بوب النووي رحمه الله في ((الأذكار)) باب ما يقول على تيممه.
ثم قال: ((يستحب أن يقول في ابتدائه: بسم الله)) اهـ.
وقال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاوى)): ((هذا هو التيمم الشرعي بنية الطهارة ، ويسمى الله يقول : بسم الله ، كما يسمي في الماء عند الوضوء)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)): ((قوله: ((ثم يُسَمِّي))، أي: يقول: بسم الله.
والتَّسمِيَة هنا كالتَّسْمِية في الوُضُوء خِلافاً ومذهباً، لأنَّ التَّيمُّم بَدَلٌ، والبَدَلُ له حُكْم المبدَل)) اهـ.
وذكر بعض أهل العلم أنه لا يقوم غيرها مقامها.
القسم الثاني: بعد التيمم.
يشرع بعد التيمم ما يقال بعد الوضوء من الأذكار.
عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد يتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة)).
أخرجه مسلم.
وزاد الترمذي: ((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)).
قال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاوى)): ((وإذا ضرب بهما التراب ومسح بهما وجهه وكفيه ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، كما يفعل في الماء ؛ لأن هذا يقوم مقام الماء)) اهـ.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 12 رجب سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 8 أبريل سنة 2017 ف
الحمد لله ذي الفضل والإنعام، شرع التيمم وأتم لنا الأحكام، والصلاة والسلام على نبينا محمد، خير من استقام، وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى به على الدوام.
أما بعد:
فقد قاس بعض أهل العلم ما شرع من أذكار في الوضوء على التيمم، وذلك لأن التيمم بدل الوضوء وحكم البدل حكم المبدل إذا تعذر المبدل منه، وبعض العلماء ألحقه إلحاقا.
والمشروع من الأذكار في التيمم على قسمين:
القسم الأول: عند التيمم.
يشرع عند التيمم التسمية وهو أن يقول: بسم الله ناوياً التيمم.
وفيه حديث رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته عن أبيها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).
قال المنذري رحمه الله في ((الترغيب والترهيب)): ((رواه الترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي : قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري : أحسن شيء في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها ".
قال الترمذي: وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل)) اهـ.
والحديث حسنه الإمام الألباني رحمه الله.
وهذا الحديث وإن كان في الوضوء فقد قاسه أهل العلم على التيمم، وفقد اختلف العلماء هل الأمر للوجوب أم للاستحباب على قولين.
جاء في ((الموسوعة الفقهية الكويتية)): ((ذهب الحنفية والشافعية إلى أن التسمية سنة في أول التيمم كالوضوء بأن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، ويكتفي عند الحنفية ببسم الله ، وقيل : الأفضل ذكرها كاملة .
وذهب المالكية إلى أن التسمية فضيلة - وهي عندهم أقل من السنة - أما عند الحنابلة فالتسمية واجبة كالتسمية في الوضوء)) اهـ.
وقد بوب النووي رحمه الله في ((الأذكار)) باب ما يقول على تيممه.
ثم قال: ((يستحب أن يقول في ابتدائه: بسم الله)) اهـ.
وقال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاوى)): ((هذا هو التيمم الشرعي بنية الطهارة ، ويسمى الله يقول : بسم الله ، كما يسمي في الماء عند الوضوء)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)): ((قوله: ((ثم يُسَمِّي))، أي: يقول: بسم الله.
والتَّسمِيَة هنا كالتَّسْمِية في الوُضُوء خِلافاً ومذهباً، لأنَّ التَّيمُّم بَدَلٌ، والبَدَلُ له حُكْم المبدَل)) اهـ.
وذكر بعض أهل العلم أنه لا يقوم غيرها مقامها.
القسم الثاني: بعد التيمم.
يشرع بعد التيمم ما يقال بعد الوضوء من الأذكار.
عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد يتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة)).
أخرجه مسلم.
وزاد الترمذي: ((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين)).
قال الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاوى)): ((وإذا ضرب بهما التراب ومسح بهما وجهه وكفيه ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، كما يفعل في الماء ؛ لأن هذا يقوم مقام الماء)) اهـ.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 12 رجب سنة 1438 هـ
الموافق لـ: 8 أبريل سنة 2017 ف
تعليق