مسألة " التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر "
قال الشيخ مصطفى حفظه الله :- ومتعنا بعلومه وثبتنا وإياه على الحق إلى أن نلقاه
" وهنا قد تثار مسألة في هذا المضمار وإن كان لم يقصدها الألبيري رحمه الله وهي مسألة المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر وهذه مبحوثة في كثير من كتب أهل العلم وأطالوا فيها وفي عِدَّة الصابرين أو عِدَة أو عُدَّة الصابرين على الخلاف في لفظ اسمه لابن القيم رحمه الله مبحث في هذا أطال فيه كذلك في غذاء الألباب للسفاريني شرح منظومة الآداب في مسألة التفاضل بين الغني الشاكر والفقير الصابر ، لكن لابد من أن نضع أصلا وهو أن التفاضل باتفاق العلماء ليس مطلقا يعني: لا يقولون فضل الغني على الفقير هذا اتفاق من أهل العلم وإنما يفاضلون بين الغني الشاكر والفقير الصابر ، يعني: صورة المسألة في هذا التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر.
البخاري رحمه الله بوب في صحيحه بابين على هذا بوب باب فضل الغني الشاكر وبوب باب فضل الفقير الصابر والتفضيل هذ روايتان عن الإمام أحمد رحمه الله مرة فضل الغني الشاكر ومرة فضل الفقير الصابر فهما روايتان ومن ثم اختلف أصحابه كما اختلف غيرهم من أهل العلم والذي رجحه شيخ الإسلام أنه لا يطلق القول بهذا وإنما حيث استويا فقد قال الله تعالى:" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، ورجح آخرون ومنهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم من أهل العلم أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر لماذا ؟ قالوا للنفع المتعدي لأن نفعه متعدي لغيره لأنهم عندما يقولون شاكر الشكر تعرفون أنه لا يكون الإنسان شاكرا إلا بإركان الشكر الثلاثة وهي اعتراف القلب وقول اللسان وعمل الجوارح فهو عامل بمقتضى الشكر، قالوا هذا في حديث أبي هريرة " ذهب أهل الدثور بالأجور " حتى جاء في رواية: أنه جاء الفقراء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في آخر الحديث " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ولا شك في صبر هؤلاء الفقراء من الصحابه رضي الله عنهم وإنما كان همهم هو التنافس على أمر الآخرة ولهذا قالوا يا رسول الله " ذهب أهل الدثور بالأجور يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي ويتصدقون بفضول أموالهم فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالتسبيح والتكبير والتحميد فسمع الأغنياء ففعلوا مثل ما فعلوا " فإذا فضلوا عليهم جاءوا إلئ النبي عليه الصلاة والسلام مرة ثانيه فقال النبي عليه الصلاة والسلام " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " قد يستدل بهذا القول وفيه قوة على هذا الأمر لأن الصابر هذا صابر لنفسه لكن هذا الغني الذي وسع الله عليه ومع توسعة الله عليه قام بحق الله جل وعلا الواجب وزاد على الواجب بالتنفل والتصدق والإنفاق في وجوه الخير فيجهز غازيا ويكفل يتيما ويفعل أفعل الخير التي تتعدى للغير ، على كل حال هذا إشارة وإلا فالخلاف أكثر من هذا يعني منهم من يقول لا تفاضل كما يشير إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وإنما ترجع الأمر إلى الله " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ومنهم من يفضل الغني الشاكر مطلقا ومنهم من يفضل الفقير الصابر مطلقا علئ كل حال هذا إشارة ".
[ الدرس الثاني عشر من شرح التائيه ]
قال الشيخ مصطفى حفظه الله :- ومتعنا بعلومه وثبتنا وإياه على الحق إلى أن نلقاه
" وهنا قد تثار مسألة في هذا المضمار وإن كان لم يقصدها الألبيري رحمه الله وهي مسألة المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر وهذه مبحوثة في كثير من كتب أهل العلم وأطالوا فيها وفي عِدَّة الصابرين أو عِدَة أو عُدَّة الصابرين على الخلاف في لفظ اسمه لابن القيم رحمه الله مبحث في هذا أطال فيه كذلك في غذاء الألباب للسفاريني شرح منظومة الآداب في مسألة التفاضل بين الغني الشاكر والفقير الصابر ، لكن لابد من أن نضع أصلا وهو أن التفاضل باتفاق العلماء ليس مطلقا يعني: لا يقولون فضل الغني على الفقير هذا اتفاق من أهل العلم وإنما يفاضلون بين الغني الشاكر والفقير الصابر ، يعني: صورة المسألة في هذا التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر.
البخاري رحمه الله بوب في صحيحه بابين على هذا بوب باب فضل الغني الشاكر وبوب باب فضل الفقير الصابر والتفضيل هذ روايتان عن الإمام أحمد رحمه الله مرة فضل الغني الشاكر ومرة فضل الفقير الصابر فهما روايتان ومن ثم اختلف أصحابه كما اختلف غيرهم من أهل العلم والذي رجحه شيخ الإسلام أنه لا يطلق القول بهذا وإنما حيث استويا فقد قال الله تعالى:" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ، ورجح آخرون ومنهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين وغيرهم من أهل العلم أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر لماذا ؟ قالوا للنفع المتعدي لأن نفعه متعدي لغيره لأنهم عندما يقولون شاكر الشكر تعرفون أنه لا يكون الإنسان شاكرا إلا بإركان الشكر الثلاثة وهي اعتراف القلب وقول اللسان وعمل الجوارح فهو عامل بمقتضى الشكر، قالوا هذا في حديث أبي هريرة " ذهب أهل الدثور بالأجور " حتى جاء في رواية: أنه جاء الفقراء إلى النبي عليه الصلاة والسلام ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في آخر الحديث " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ولا شك في صبر هؤلاء الفقراء من الصحابه رضي الله عنهم وإنما كان همهم هو التنافس على أمر الآخرة ولهذا قالوا يا رسول الله " ذهب أهل الدثور بالأجور يصومون كما نصوم ويصلون كما نصلي ويتصدقون بفضول أموالهم فأمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالتسبيح والتكبير والتحميد فسمع الأغنياء ففعلوا مثل ما فعلوا " فإذا فضلوا عليهم جاءوا إلئ النبي عليه الصلاة والسلام مرة ثانيه فقال النبي عليه الصلاة والسلام " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " قد يستدل بهذا القول وفيه قوة على هذا الأمر لأن الصابر هذا صابر لنفسه لكن هذا الغني الذي وسع الله عليه ومع توسعة الله عليه قام بحق الله جل وعلا الواجب وزاد على الواجب بالتنفل والتصدق والإنفاق في وجوه الخير فيجهز غازيا ويكفل يتيما ويفعل أفعل الخير التي تتعدى للغير ، على كل حال هذا إشارة وإلا فالخلاف أكثر من هذا يعني منهم من يقول لا تفاضل كما يشير إليه شيخ الإسلام ابن تيمية وإنما ترجع الأمر إلى الله " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ومنهم من يفضل الغني الشاكر مطلقا ومنهم من يفضل الفقير الصابر مطلقا علئ كل حال هذا إشارة ".
[ الدرس الثاني عشر من شرح التائيه ]