بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
مقتطفاتْ: من مُداومة السَّلف على الطَّاعاتْ
سمعت شيخنا مصطفى مبرم حفظه الله يقول:مقتطفاتْ: من مُداومة السَّلف على الطَّاعاتْ
جاء في الصَّحيحين في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنَّ النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام قال له: ((يا عبدَ اللهِ، لا تكنْ مثلَ فلانٍ، كان يقومُ الليلَ فتركَ قيامَ الليلِ)) [1] هذا تنبيه إشاري من النبي عليه الصَّلاة والسَّلام فيما يُربِّي عليه أصحابه، واختلاف تنويع أساليب التَّربية عنده عليه الصَّلاة والسَّلام، ((لا تكنْ مثلَ فلانٍ كان يقومُ الليلَ فتركَ قيامَ الليلِ))؛ والسَّلف رضي الله عنهم وفي مقدّمتهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ومن جاء بعدهم من التَّابعين ومن بعدهم كان هذا ديدنهم اقتداءً بالنَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام.
عائشة رضي الله عنها تصف نبينا محمَّدًا عليه الصَّلاة والسَّلام في عمله فتقول: (كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً)[2] يعني دائم.
وكذلك قالت رضي الله عنها وأرضاها: (كَان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا عَمل عَمَلًا أَثْبَتَه)[3]
أحاديث النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام كثيرة في هذا الباب أنَّه كان إذا فاته حزبه –كما في حديث عائشة وعمر عند مسلم وغيره- من اللَّيل قضاه بالنَّهار ولكنَّه لا يجعله وِتْرًا.
والصَّحابة رضي الله عنهم لمَّا جاؤوا من بعده فيما تعلَّموه منه لم يتركوا شيئًا تعلَّموه من النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام؛ خذ أمثلة على هذا:
في صحيح مسلم في حديث علي رضي الله عنه لمَّا طلبت فاطمة رضي الله عنها خادمًا من النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام فعلَّمها وعليًّا التَّسبيح والتَّحميد والتَّكبير، فلمَّا حدَّث علي رضي الله عنه بهذا قال: (ما تركتُه منذ سمعتُه من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) فقال له الرَّواي عنه: (ولا ليلة صفِّين؟) قال: (ولا ليلة صفِّين) يعني التَّسبيح والتَّحميد والتَّكبير هو يقول: (ما تركتُه منذ سمعتُه من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) فالرَّجل استحضر حادثة صفين، حادثة قويَّة جدًّا وكانت في ليلٍ وكانت في شدَّة أيضًا فقال له الرَّجل: (ولا ليلة صفين؟!) قال: (ولا ليلة صفين)
عمر بن أبي سلمة كان ربيب النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام –أمُّه: أم سلمة هند أمّ المؤمنين رضي الله عنها-، كان صبيًّا صغيرًا وكانت يده تطيش في الصَّحفة -في الطَّعام- مع النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام فقال له النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يا غلامُ سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكلْ ممَّا يلِيكَ)) [4]، حدَّث به بعد كِبَر فقال: (فما زالت تِلكَ طِعْمَتِي بعدُ) [5] يعني: مازالت هذه الصِّفة الَّتي علَّمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الصِّفة الَّتي آكل بها وأَطْعم بها، بمعنى أنَّه لم يتركها رضي الله عنه.
أبان بن عثمان بن عفان كما عند الترمذي يروي عن أبيه عثمان بن عفان قول النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام: ((ما مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ: بسمِ اللهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ فيضرَّهُ شيءٌ)) وَكانَ أبانُ قد أصابَهُ طَرفُ فالجٍ فجعلَ الرَّجلُ ينظرُ إليْهِ فقالَ لَهُ أبانُ: (ما تنظرُ؟ أما إنَّ الحديثَ كما حدَّثتُكَ ولَكنِّي لم أقلْهُ يومَئذٍ ليُمضيَ الله عليَّ قدرَهُ) الشاهد في أنه كان ملازم لهذا الذكر وأنه مع ملازمتهم لهذا الذكر يعتقدون ما دلَّ عليه.
ومثل هذا في الآثار عن الصَّحابة وعن التَّابعين ومن جاء بعدهم من الأئمَّة في المحافظة على الأعمال والمداومة عليها نفس كثير
الدرس 20 / شرح تائية الألبيري
باختصار وتصرف يسير
باختصار وتصرف يسير
______
[1] [اللفظ للبخاري]
[2] [متَّفقٌ عليه]
[3] [رواه مسلم]
[4] و [5] [رواه البخاري]
[1] [اللفظ للبخاري]
[2] [متَّفقٌ عليه]
[3] [رواه مسلم]
[4] و [5] [رواه البخاري]
لمتابعة قناة (فوائد ش/مصطفى مبرم) الرسمية على تليجرام:
http://Telegrame.me/fawaidmbrm
رابط الموضوع الأصلي:
http://www.imam-malik.net/vb/showthread.php?t=6918
رابط الموضوع الأصلي:
http://www.imam-malik.net/vb/showthread.php?t=6918
تعليق