بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم
سمعتُ الشَّيخ الوالد سليمان الرّحيلي حفظه الله تعالى يقول:
تقول أُمُّنا عائشة رضي الله عنها: ((ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ)) والحديث في الصَّحيحين[1]
أوَّلًا يا إخوة: قال العلماء يُؤخذ من هذا الحديث أدب، وهذا الأدب في الحقيقة يا إخوة نحتاجه جدًّا؛ وهو:
أن يعتذر الإنسان إلى إخوانه إذا فعل فعلًا لمصلحة ليست ظاهرة؛ أن يعتذر المسلم إلى إخوانه إذا فعل فعلًا يتعلَّق بهم لمصلحة ليست ظاهرة.
هنا حبيبنا ونبينا صلى الله عليه وسلم لمَّا اجتمع النَّاس في المسجد لَم يخرج إليهم فلمَّا أصبح إعتذر إليهم وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ))
يا إخوة، الإسلام دين قلوب يهتمُّ بسلامة قلوب المؤمنين وأن تسلم القلوب لبعضها.ولذلك إذا فعلتَ فعلًا يتعلَّق بأخيك لمصلحة ليست ظاهرة فأخبره لِمَ؛ حفظًا للودّ وحفظًا للمحبة وقطعًا لطريق الشَّيطان.
فقه المصالح والمفاسد \ الدَّرس الثَّالث
___________[1]عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: ((قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ))، قَالَ : وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ .[اللفظ لمسلم].