أفَلَيسَتِ الدنيا -من أولها إلى آخرها- لا نسبهةَ لها في الآخرة.
فمَا مقدارُ عُمُرِ الإنسان القصير جدًّا منَ الدنيَا حتىّ يجعلهُ الغايَة التي لا غَايَة وراءَها، فيجعَلُ سعيَهُ و كدهُ وهمَّهُ وإرادَته لا يتعدَّى حياته الدنيا القصيرة المملـــوءة بالأكـــدار، المشحونة بالأخطــار.
فَبــأيِّ رَأْيٍ رأيتم إيثارها على الدَّار الآخرة الجامعة لكلِّ نعيمٍ، التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون، فَوَ الله مـا آثَــرَ الدنيا على الآخرة مَنْ وَقَرَ الإيمانُ في قلبهِ، ولا مَن جَزَلَ رأيه، ولا مَن عُدَّ مِن أولي الألباب..
===
تفسير العلامة السعدي-رحمه الله تعالى-؛ سورة الأنفال(38-39).