بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأديب
عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي الأندلسي
المتوفى سنة 521 هـ
رحمه الله تعالى
في
الشوق إلى مكة المكرمة والبيت الحرام:
أمكةُ تفديكِ النفوسُ الكرائمُ .. ولا بَرِحت تنهلُّ فيك الغمائمُ
وكُفتْ أكفُّ السوء عنك وبُلِّغت .. مُناها قلوبٌ كي تراك حوائمُ
فإنَّك بيتُ الله والحرمُ الذي .. لِعزَّتِهِ ذل الملوكُ الأعاظمُ
وقد رُفِعت منك القواعدُ بالتّقى .. وشادتك أيدٍ بَرَّةٌ ومعاصمُ
وساويتِ في الفضل المقامَ كلاكما .. تُنالُ به الزُلفى وتُمحى المآثمُ
ومن أين تعدوك الفضائلُ كلُّها .. وفيك مقامات الهدى والمعالمُ
ومبعثُ من ساد الوَرى وحوى العُلا .. بمولده عبدُ الإله وهاشمُ
نبيٍّ حوى فضلَ النبيّين واغتدى .. لهم أولا في فضلِه وهو خاتمُ
...
وفيك لإبراهيم إذ وطِئَ الثرى .. ضَحى قَدَمٌ بُرهانُها متقادمُ
دعا دعوةً فوق الصفا فأجابه .. قطوفٌ من الفجِّ العميق وراسمُ
فأعجِب بدعوى لم تلج مَسمَعَي فتىً .. ولم يَعِها إلا ذكي وعالمُ
ألهفي لأقدارٍ عدت عنكِ همَّتي .. فلم تنتهض منّي إليك العزائمُ
فيا ليت شعري هل أُرى فيك داعياً .. إذا ما دعت لله فيك الغمائمُ
وهل تمحُوَن عنّي خطايا اقترفتُها .. خطى فيك لي أو يعمَلات رواسمُ
وهل لي من سُقيا حجيجك شَربةٌ .. ومن زمزم يُروي بها النفسَ حائمُ
وهل ليَ في أجر المُلبّين مَقسَمٌ .. إذا بُذلت للناس فيكِ المقاسمُ
وكم زار مغناكِ المعظمَ مُجرِمٌ .. فحطَّت به عنه الخطايا العظائمُ
ومن أين لا يُضحي مُرجّيك آمناً .. وقد أمِنَت فيك المَها والحمائمُ
لئن فاتني منك الذي أنا رائمٌ .. فإنَّ هوى نفسي عليك لدائمُ
وإن يحمِني حامي المقادير مَقدَماً .. عليك فإني بالفؤاد لقادمُ
عليكِ سلامُ اللَهِ ما طاف طائف .. بكعبتكِ العُليا وما قام قائمُ
إذا نَسَمٌ لم تُهدِ عَنّي تَحِيةً .. إليكِ فمُهديها الرياحُ النواسمُ
أعوذُ بمن أسناكِ من شرِّ خلقِهِ .. ونفسي فما منها سوى اللَه عاصمُ
وأُهدي صلاتي والسلامَ لأحمدٍ .. لعلّي بها من كَبة النار سالمُ
***
مدة التسجيل الصوتي: ثلاث دقائق.
مشاهدة:
استماع:
تحميل:
MP3 (الحجم 3.1 مب)
قال الأديب
عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي الأندلسي
المتوفى سنة 521 هـ
رحمه الله تعالى
في
الشوق إلى مكة المكرمة والبيت الحرام:
أمكةُ تفديكِ النفوسُ الكرائمُ .. ولا بَرِحت تنهلُّ فيك الغمائمُ
وكُفتْ أكفُّ السوء عنك وبُلِّغت .. مُناها قلوبٌ كي تراك حوائمُ
فإنَّك بيتُ الله والحرمُ الذي .. لِعزَّتِهِ ذل الملوكُ الأعاظمُ
وقد رُفِعت منك القواعدُ بالتّقى .. وشادتك أيدٍ بَرَّةٌ ومعاصمُ
وساويتِ في الفضل المقامَ كلاكما .. تُنالُ به الزُلفى وتُمحى المآثمُ
ومن أين تعدوك الفضائلُ كلُّها .. وفيك مقامات الهدى والمعالمُ
ومبعثُ من ساد الوَرى وحوى العُلا .. بمولده عبدُ الإله وهاشمُ
نبيٍّ حوى فضلَ النبيّين واغتدى .. لهم أولا في فضلِه وهو خاتمُ
...
وفيك لإبراهيم إذ وطِئَ الثرى .. ضَحى قَدَمٌ بُرهانُها متقادمُ
دعا دعوةً فوق الصفا فأجابه .. قطوفٌ من الفجِّ العميق وراسمُ
فأعجِب بدعوى لم تلج مَسمَعَي فتىً .. ولم يَعِها إلا ذكي وعالمُ
ألهفي لأقدارٍ عدت عنكِ همَّتي .. فلم تنتهض منّي إليك العزائمُ
فيا ليت شعري هل أُرى فيك داعياً .. إذا ما دعت لله فيك الغمائمُ
وهل تمحُوَن عنّي خطايا اقترفتُها .. خطى فيك لي أو يعمَلات رواسمُ
وهل لي من سُقيا حجيجك شَربةٌ .. ومن زمزم يُروي بها النفسَ حائمُ
وهل ليَ في أجر المُلبّين مَقسَمٌ .. إذا بُذلت للناس فيكِ المقاسمُ
وكم زار مغناكِ المعظمَ مُجرِمٌ .. فحطَّت به عنه الخطايا العظائمُ
ومن أين لا يُضحي مُرجّيك آمناً .. وقد أمِنَت فيك المَها والحمائمُ
لئن فاتني منك الذي أنا رائمٌ .. فإنَّ هوى نفسي عليك لدائمُ
وإن يحمِني حامي المقادير مَقدَماً .. عليك فإني بالفؤاد لقادمُ
عليكِ سلامُ اللَهِ ما طاف طائف .. بكعبتكِ العُليا وما قام قائمُ
إذا نَسَمٌ لم تُهدِ عَنّي تَحِيةً .. إليكِ فمُهديها الرياحُ النواسمُ
أعوذُ بمن أسناكِ من شرِّ خلقِهِ .. ونفسي فما منها سوى اللَه عاصمُ
وأُهدي صلاتي والسلامَ لأحمدٍ .. لعلّي بها من كَبة النار سالمُ
***
مدة التسجيل الصوتي: ثلاث دقائق.
مشاهدة:
استماع:
تحميل:
MP3 (الحجم 3.1 مب)
رابط القصيدة في مدونتي:
https://shaydzmi.wordpress.com/2016/08/05/amakkah/