في منزلة الإشفاق ابن القيم و ابن تيمية
مقتطف و عزو من كلمة : لمعالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين ، جامعة الإمام محمد بمدينة الرياض ، المملكة العربية السعودية
ابن القيم :
[فصل منزلة الإشفاق]
القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر، ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف(1)
_____________
و قال ابن القيم رحمه الله : ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا.
وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه، وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:
أنا الفقير إلى رب البريات ... أنا المسيكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي ... والخير إن يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة ... ولا عن النفس لي دفع المضرات
إلى أن قال :
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم ... وكلهم عنده عبد له آتي
فمن بغى مطلبا من غير خالقه ... فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه ... ما كان منه وما من بعد قد ياتي(2)
****************____________
وقيل :
يأمن ألوذ به فيما أومله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما أنت جابره(3)
___________
(2)الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ابن القيم/(1،513)
(2)الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ابن القيم/(1،521)
(3) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل/أبن القيم/(1،240)
مقتطف و عزو من كلمة : لمعالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين ، جامعة الإمام محمد بمدينة الرياض ، المملكة العربية السعودية
ابن القيم :
[فصل منزلة الإشفاق]
القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر، فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر، ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف(1)
_____________
و قال ابن القيم رحمه الله : ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا.
وبعث إلي في آخر عمره قاعدة في التفسير بخطه، وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه:
أنا الفقير إلى رب البريات ... أنا المسيكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي ... والخير إن يأتنا من عنده يأتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة ... ولا عن النفس لي دفع المضرات
إلى أن قال :
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم ... وكلهم عنده عبد له آتي
فمن بغى مطلبا من غير خالقه ... فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه ... ما كان منه وما من بعد قد ياتي(2)
****************____________
وقيل :
يأمن ألوذ به فيما أومله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما أنت جابره(3)
___________
(2)الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ابن القيم/(1،513)
(2)الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ابن القيم/(1،521)
(3) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل/أبن القيم/(1،240)