مقاصد الأذكار
ألفاظ الذكر الواردة كلها تدور على أربعة معاني :
الأول : تنزيه الله عن السوء والنقص والعيب. وأس هذا المعنى التسبيح، بـ (سبحان الله).
الثاني : الثناء على الله تبارك وتعالى، وحمده، واس ذلك هو حمده سبحانه بـ (الحمد لله).
الثالث : الدعاء للعبادة، أو للمسألة، فأفضل الدعاء، وأفضل الذكر، (لا إله إلا الله). وإليه يرجع ما ورد من أدعية بصيغة الاستغفار، والصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم.
الرابع : تعظيم الله، واس هذا بـ (الله أكبر). فالكبير، هو العظيم الذي كل شيء دونه، وهو أعظم من كل شيء. وهو الكبير في قدرته وجلاله، الذي
له الكبرياء في ذاته، وصفاته وله الكبرياء في قلوب أوليائه من أهل الأرض والسماء.
وهذه المعاني الأربعة جاءت كلها في الباقيات الصالحات:
سبحان الله. الحمد لله. الله أكبر. لا إله إلا الله.
ومن أجل هذا تكررت هذه الألفاظ في أنواع الأذكار.
ويجمع كل هذه المعاني : (الحمد والثناء لله عز وجل)؛ فالحمد يتضمن التنزيه، و دعاء العبادة، والتعظيم والتمجيد له سبحانه في ذاته وفي صفاته.
ولذا – والله اعلم – في حديث الشفاعة العظمى يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على الحمد لله، فإنه جامع لكل معاني الذكر، فأخرج البخاري،
في كتاب التوحيد، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، حديث رقم (7410)، ومسلم في كتاب الإيمان، بَابُ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً فِيه، حديث رقم
(193)، من حديث أنس رضي الله عنه، وفيه: "فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا، ثُمَّ أَشْفَعُ""، وفي رواية مسلم : "فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَا
أَقْدِرُ عَلَيْهِ الْآنَ، يُلْهِمُنِيهِ اللهُ"؛فالهجوا بالحمد لله .
"سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَسَلَامٌ عَلَى المُرْسَلِينَ* وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ" (الصفات:180- 181).
منقول من صفحة الشيخ
تعليق