قراءةٌ صوتيةٌ لـ
القصيدة الهائية في الزهد والترغيب والترهيب
للعلامة حافظ بن أحمد الحكمي
رحمه الله تعالى!
القراءة الصوتية
محمد الشريف حويل
مدة التسجيل: 6:09 دقيقة
الحجم: 5.7 MB
النسخة المعتمدة في القراءة
ما لي ولِلـدُّنـيـا ولَـيستْ بِبُـغْـيَـتي......وَلَا مُنْـتَـهى قَصْـدي ولَستُ أَنا لَـها
ولَسـتُ بِمَـيَّـــالِ إِلَيــهـا ولا إِلــى......رِئاسَـتِها نَـتْـنًـا وقُـبْحًا لِـحـالِـهـا
هِيَ الـدَّارُ دارُ الـهَـمِّ والغَـمِّ والعَـنـا......سَـريـعٌ تَـقَـضِّـيـها قَـريبٌ زَوالُـهـا
مَيـاسـيرُها عُسْـرٌ وحُـزنٌ سُرورُهـا......وأَربـاحُـها خُـسرٌ ونَـقصٌ كَمـالُـها
إِذا أَضحَكَتْ أَبكَتْ وإِن رامَ وَصلَها...غَـبِـيٌّ فـيا سُـرْعَ انْـقِـطاعِ وِصالِـها
فـأَسـأَلُ رَبـِّي أَنْ يَـحـولَ بِـحَـولِـهِ......وقُـوَّتِــهِ بَـيـنـي وبَـيـنَ اغْـتِـيـالِـها
فَـيا طـالِبَ الـدُّنْـيا الدَّنِيَّـةِ جاهِدًا......أَلا اطْـلُبْ سِـواهـا إِنَّـها لا وَفا لَـها
فَـكَمْ قَـدْ رأَيـنا مِن حَريصٍ ومُشْفِقٍ.....عَـلَيـها فلَـمْ يَـظْـفَـرْ بِـها أَن يَـنالَـها
لَقَـدْ جـاءَ فـي آيِ الحـديـدِ ويُـونُسٍ...وفي الكَـهفِ إِيضاحٌ بضَربِ مِثالِـها
وَفـي آلِ عِـمْـرانٍ وسُورَةِ فـاطِـرٍ......وفـي غـافِـرٍ قد جـاءَ تِـبـيانُ حالِـها
وَفـي سُورَةِ الأَحْقافِ أَعـظَمُ واعِـظٍ...وكم مِن حَديثٍ مُـوجِبٍ لِاعتِزالِـها
لَـقَـدْ نَـظَروا قَـومٌ بِـعَينِ بَـصيـرَةٍ......إِلَـيـها فلَـمْ تَـغْـرُرْهُـمُو بِـاخـتِـيالِـها
أُولَــئِـكَ أَهـلُ الله حَــقًّـا وحِـزبُـه......لَـهُـم جَنَّـةُ الـفِـردَوسِ إِرثًا ويالَـها
ومـالَ إِلَـيهـا آخَـرونَ لِـجَـهْـلِـهِـمْ......فـلَمَّـا اطْـمَأَنُّـوا أَرشَـقَتْـهُمْ نِـبالَـها
أُولَــئِـ كَقَومٌ آثَــروهـا فـأُعْـقِـبـوا......بِها الخِزْيَ في الأُخْرى وذاقُـوا وَبالَـها
فَـقُل لِلَّـذِينَ اسْـتَعْـذَبوها رُوَيـدَكُمْ......سَيَنْـقَـلِبُ السُّـمَّ النَّـقـيـعَ زُلالُـها
لِـيَلْـهوا ويَـغْـتَـرُّوا بِـها ما بَـدا لَـهُمْ......مَتى تَـبْـلُـغِ الحُلْقومَ تُصْرَمْ حِبالُـها
ويَـومَ تُوفَّـى كُـلُّ نَـفـسٍ بِـكَسْـبِـها......تَـوَدُّ فِـداءً لَـو بَـنِـيــهـا ومــالَـهـا
وتَـأخُـذُ إمَّـا بِـالـيَـمـيـنِ كِـتـابَـهـا......إِذا أَحـسنَـتْ أَو ضِـدَّ ذا بشِمـالِـهـا
ويَبـدو لَـدَيْها مـا أَسَرَّتْ وأَعـلَـنَـتْ......وما قَـدَّمَـتْ مِـن قَولِـهـا وفِـعالِـهـا
بِـأَيـديا لكِـرامِ الكاتِبِــينَ مُسَـطَّـرٌ......فلَـم يُغْـنِ عَنـها عُـذْرُهـا وجِدالُـها
هُنـالِكَ تَـدري رِبحَـهـا وخَسـارَها......وإِذْ ذاكَ تَــلْــقى مــا إلَيــهِ مَـآلُــها
فإِن تَكُمِن أَهـلِ السَّـعـادَةِ والتُّـقى.....فـإِنَّ لَـهـا الـحُسْنى بِحُـسْنِ فِعالِـها
تَفـوزُ بِجَـنَّـاتِ النَّـعـيمِ وحُــورِهـا......وتُـحْــبَرُ في رَوضـاتِها وظِــلالِــها
وتُـرزَقُ مِـمَّـا تَشْتَـهي مِـن نَعيمِـها......وتَـشرَبُ مِن تَـسْنيــمِـها وَزُلالِــها
وَإِنَّ لَـهُـمْ يومَ الـمَـزيدِ لَـمَـوعِــدًا......زِيــادَةُ زُلْفَى غَــيرُهُــمْ لا يَنــالُـها
وُجــوهٌ إِلى وَجــهِ الإِلَـــهِ نَواظِـرٌ......لَقَـدْ طـالَ ما بِالـدَّمعِ كانَ ابْتِـلالُـها
تَـجـلَّى لَـها الـرَّبُّ الرَّحيمُ مُسلِّـمًـا......فيَـزدادُ مِن ذاكَ التَّجَــلِّي جَـمــالُـها
بِمَقْـعَـدِ صِـدقٍ حَبَّـذا الـجـارُ رَبُّهمْ......ودارِ خُــلودٍ لَـمْ يَـخـافــوا زَوالَـها
فَواكِـهُــهـا مِــمَّـا تَلَـــذُّ عُيـونُـهُمْ......وتَطَّــرِدُ الأَنـــهارُ بَــينَ خِــلالِـها
عَـلى سُرُرٍ مَـوضــونَةٍ ثُـمَّ فُرْشُــهُمْ......كَمـا قـالَ فـيـهِ رَبُّـنـا واصِــفًا لَــها
بَـطائِـنُها إِسْـتَبْـرَقٌ كـيفَ ظَـنُّكُمْ ؟!......ظَـواهِـرُهـا لا مُنْـتَـهـى لِـجَمـالِـها
وإِن تَـكُـنِ الأُخـرى فَـوَيـلٌ وحَسْرَةٌ......ونــارُ جَـحـيـمٍ مـا أَشَـدَّ نَــكالَــها
لَــهُمْ تَـحتَـهُـمْ مِـنْها مِـهادٌ وفَوقَهُم......غَواشٍ ومِنْ يَـحمومِ ساءَ ظِلالُـها
طَعـامُـهُمُ الغِسـلِيـنُ فيها وإِن سُقُوا....حَـمـيمًـا بـهِ الأَمْـعاءُ كانَ انْحِلالُـها
أَمـانِـيُّـهُمْ فيـها الـهَـلاكُ ومـا لَــهُمْ......خُـروجٌ ولا مَـوتٌ كـمـا لا فَـنا لَـها
مَـحَـلَّـيْنِ قُـل لِلـنَّـفسِ لَيسَ سِواهُما....لِتَـكْسِبَ أَو فَلْتَكتَسِبْ ما بَدا لَـها
فَـطُـوبـى لِـنَـفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَـفَّفَتْ......فَـتَـنْـجو كَـفافًـا لا عَـلَـيها ولا لَـها
اعتنى بها: أبو إبراهيم رضوان آل إسماعيل