بسم الله الرحمن الرحيم
الغفلة واتباع الهوى
من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله
الغفلة واتباع الهوى
من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله
وكل آفة تدخل على القلب فسببها ضياع الوقت، وفساد القلب يعود بضياع حظه من الله تعالى، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا أوصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تضيع مخالطته الوقت، وتفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت، وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله تعالى فيه: "وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً"[الكهف: 28].
ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم فُرطا، أي: فرطوا فيما ينفعهم، ويعود عليهم بصلاحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم، بل بما يعود بضررهم عاجلا وآجلا، وهؤلاء قد أمر الله سُبحانه رسولَهُ ألا يُطيعهم، فطاعة الرسول لا تتم إلا بعدم طاعة هؤلاء؛ لأنهم إنما يدْعون إلى ما يُشاكلهم مِن اتباع الهوى والغفلة عن ذِكر الله.
والغفلة عن ذِكر الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى تولَّد بينهما كل شر، وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يُفارقه.
ومن تأمل فساد أحوال العالَم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الأصليْن.
- فالغفلة: تحُول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به، فيكون بذلك من الضالين.
- واتباع الهوى: يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه، فيكون من المغضوب عليهم.
- وأما المُنعم عليهم فهم الذين منَّ اللهُ تعالى عليهم بمعرفة الحق علما، وبالانقياد إليه، وإيثاره على ما سواه عملا، وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة، ومن سواهم على سبيل الهلاك، ولهذا أمرنا اللهُ سُبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات: "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ"[الفاتحة: 6-7].
فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون:
- عارفا بما ينفعه في معاشه ومعاده.
- وأن يكون مؤثرا لما ينفعه، مجتنبا لما يضره.
فبمجموع هذين يكون هُدي إلى الصراط المستقيم.
- فإن فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين.
- وإن فاته قصدُهُ واتباعه سلك سبيل المغضوب عليهم.
وبهذا تعرف قدر هذا الدعاء العظيم، وشدة الحاجة إليه، وتوقف سعادة الدنيا والآخرة عليه.
ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم فُرطا، أي: فرطوا فيما ينفعهم، ويعود عليهم بصلاحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم، بل بما يعود بضررهم عاجلا وآجلا، وهؤلاء قد أمر الله سُبحانه رسولَهُ ألا يُطيعهم، فطاعة الرسول لا تتم إلا بعدم طاعة هؤلاء؛ لأنهم إنما يدْعون إلى ما يُشاكلهم مِن اتباع الهوى والغفلة عن ذِكر الله.
والغفلة عن ذِكر الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى تولَّد بينهما كل شر، وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يُفارقه.
ومن تأمل فساد أحوال العالَم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الأصليْن.
- فالغفلة: تحُول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به، فيكون بذلك من الضالين.
- واتباع الهوى: يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه، فيكون من المغضوب عليهم.
- وأما المُنعم عليهم فهم الذين منَّ اللهُ تعالى عليهم بمعرفة الحق علما، وبالانقياد إليه، وإيثاره على ما سواه عملا، وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة، ومن سواهم على سبيل الهلاك، ولهذا أمرنا اللهُ سُبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات: "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ"[الفاتحة: 6-7].
فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون:
- عارفا بما ينفعه في معاشه ومعاده.
- وأن يكون مؤثرا لما ينفعه، مجتنبا لما يضره.
فبمجموع هذين يكون هُدي إلى الصراط المستقيم.
- فإن فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين.
- وإن فاته قصدُهُ واتباعه سلك سبيل المغضوب عليهم.
وبهذا تعرف قدر هذا الدعاء العظيم، وشدة الحاجة إليه، وتوقف سعادة الدنيا والآخرة عليه.
من كتاب أرسله الحافظ ابن القيم إلى بعض إخوانه ص[30-33]