بسم الله الرحمان الرحيم
فوائد من كتاب[ الصوارف عن الحق] للشيخ حمد بن إبراهيم العثمان.
إذا نظر العاقل في كثير ممّن ضلّ من قبله ومن أهل زمانه رأى أن كثيرا من هؤلاء كان معروفا بنجابته وذكائه وفطنته .فالذكاء وحده لا يقود صاحبه إلى الهداية والحق فالله ـ سبحانه ـ هو المتفضّل على المهتدين بهدايتهم { وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَّشَاءُ } [البقرة 272] .
وهذا ما يقرُّ به أهل الهداية المعترفون بنعمة الله وفضله عليهم قال البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ : كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول : ( لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا ) وقال الله عن أهل الجنة : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا الله } [ الأعراف:43] .
وهناك مسائل وأمور مواقع إشكال الاختلاف والتعارض فيها مستوى متقارب فيشتبه الحق فيها على طالبه فلابدَّ من طلب الهداية من الهادي العالم الحاكم فيما اختلف فيه الناس .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( الصفدية) (1/205) : وقد يُشكل الشيء ويشتبه أمره في الابتداء فإذا حصل الاستعانة بالله واستهداؤه ودعاؤه والافتقار إليه أو سلوك الطريق الذي أمر بسلوكها هدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
وقال أيضا (مجموع الفتاوى )(4/39) : وحقيقة الأمر أن العبد مفتقر إلى ما يسأله من العلم والهدى طالب سائل فبذكر الله والافتقار إليه يهديه الله ويدلّه كما قال : " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم "رواه مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه. وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها .
....يتبع
تعليق